لم تحظ الباحثة الفلسطينية من غزة “براء ابو عساكر” بالاهتمام والتغطية الاعلامية إزاء ما حققته في احدى جامعات برشلونة وحصولها على براءة اختراع لعلاج سرطان البنكرياس . أكيد ان الامر يتعلق بالحرب الروسية على اوكرانيا التي فتحت لها القنوات العربية كل هوائها ، ليتبين ان العرب يختزنون من المحللين والمختصين والخبراء في الحروب والسلاح، ما لا تختزنه أية أمة في هذا الكوكب ، لكنهم للأسف الشديد ، يحللون وفق أهواء أمريكا و “هواء” قنوات عرب أمريكا . وهل كان العرب عبر تاريخهم الحديث شيئا آخر غير عرب أمريكا ؟ “عربكان” المصطلح الذي أطلقته عليهم قبل حوالي اربعين سنة، واليوم، حتى بعض ثوراتهم اصبحت تتنفس من رئة أمريكا القذرة ، وتفاخر انها تعمل مع ال CIA، فهل هناك من مجال ان يدعم هؤلاء روسيا؟؟؟
كما هو معروف طبيا، فإن سرطان البنكرياس، وبالتحديد منطقة ذيله، من اخطر السرطانات التي يتعرض لها الانسان، فجاءت هذه “البنت” من غزة لتخترع مركبا يرتبط بالبروتين المسؤول عن ظهور السرطان لتثبيطه وشله بنسبة وصلت إلى 80% دون أن يترك اي آثار جانبية. وفي يوم 18 شباط الجاري، حصل العلاج على براءة الاختراع من شركة الأدوية الإسبانية Bosch i Gimpera.
خلال السنوات الماضية، التي اعقبت مجيء السلطة، انبرى الكثيرون وبدعم حكومي احيانا، من إظهارنا وتصويرنا اننا شعب ذكي و مبدع ، حتى اصبحنا بالكاد يمر يوم دون تسجيل اختراعات واختراقات وابداعات و جوائز في معظم جوانب الحياة، العلمية والفنية والفكرية والرياضية والدينية، (هنية قبل بضعة اشهر اتصل بسيدة هنأها لحفظها القرآن) حتى وصل الامر لاكبر صحن حمص واكبر صدر مسخن واكبر حبة قطايف، ربما من باب ترويج فكرة كف الشعب الفلسطيني عن النضال ضد الاحتلال سيفتح امامه كوة الابداع في المجالات الاخرى. حتى جاءت براء ابو عساكر، لتفضح ادعاءاتنا واختراعاتنا وفهلوياتنا، وأنا شخصيا، لا أعرف براءة اختراع واحدة سجلت على هذا المستوى العلمي الطبي الانساني العالمي سجله فلسطيني من قبل، ولحسن طالع “براء” انها خرجت من غزة، ولم تذهب الى الضقة او اي قطر عربي من الاقطار الشقيقة، العدوة او الصديقة، حتى اسمها كان سيظل عورة ونكرة كما مع ملايين النساء الفلسطينيات، ووفق المأثور الديني مسموح لها الخروج من منزل والدها مرتين، مرة الى بيت زوجها يوم تتزوج، ومرة الى قبرها يوم تموت، وحتى عندما ماتت زوجات كبار قادتنا في غزة، لم يتم الكشف عن اسمائهن، يتم نعيهن بام فلان او زوجة علان.
كثير من رجال الدين في هذه الامة، يعلمون ان الله حث على العلم، لكنهم قصروه على علوم الدين، وكثيرون عرفوا عن الدرجات العليا التي يرفع اليها العلماء يوم القيامة، لكنهم حصروه في الذكور دون الاناث، ولحسن حظ براء انها سافرت الى دولة كافرة، فانفجرت طاقتها الخلاقة، درست وبحثت واخترعت، فقدمت بذلك خدمة للبشرية جمعاء، وبها نرفع نحن شعبها الفلسطيني رؤوسنا عالية.