أب إيطالى يحول رحلة هروبه مع أطفاله من أوكرانيا لـ"لعبة ماراثون"

ماارثون
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

حول أب إيطالى رحلة هروبه مع أطفاله من جحيم الحرب، فى أوكرانيا، إلى رحلة ولعبة واقعية، ونجح ماركو جالليبولي في الهروب بطفليه من الحرب الروسية على أوكرانيا، بعد رحلة طويلة مليئة بالمخاطر، بعد أن وصل لمدينة كراكوف في بولندا، بعد السير لمسافة 30 كيلومترا.

وسخر الأب الإيطالي كل قواه لإقناع أطفاله بأنهم في معسكر للعب، وحول جالليبولي تجربة الهروب الدرامية إلى "لعبة ماراثون" لأطفاله الصغار، ونجح جالليبولي في الوصول بطفليه لبر الأمان دون إشعارهم بالخوف، وذلك بمنتهى الثبات والشجاعة.

800680-ماركو-المصور-الإيطالى-وطفليه.png
وجالليبولي، يعمل مصور إيطالى يعيش في مدينة لفيف الأوكرانية، حيث تزوج من أوكرانية وكون عائلة، ولم يكن يتخيل أنه يصبح في يوم من الأيام لاجئاً وسط المئات من الأشخاص الذين أجبروا على ترك وطنهم، هرباً من الصراع الروسي، إلا أنه قرر الهرب، لإنقاذ طفليه أورورا وفلافيو، البالغان من العمر 7 و 9 أعواما.

إلا أن زوجة جالليبولي قررت البقاء فى مسقط رأسها، حيث تنحدر من أسرة حاربت بالفعل لمنع الغزو السوفيتي، وقررت هذه المرة أيضاً البقاء ومواصلة الدفاع عن وطنها، بالتطوع لمساعدة اللاجئين الذين يأتون إلى مدينتها في الأيام المقبلة هرباً من الحرب في كييف.

وبدأت رحلة الأب، بحمله حقيبة على الظهر، و انطلق  بصحبة طفليه وصديق له، في رحلة تبلغ 30 كيلومتراً نحو الحدود مع بولندا، موثقاً كل شيء مر به بكاميرا الهاتف المحمول، وقال فى بداية الرحلة :"سأوصل أطفالي إلى إيطاليا ثم نذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ثم أعود في النهاية للانضمام إلى زوجتي".

 وعن اختيار جالليبولي للهروب سيراً على الأقدام وليس مستقلاً بسيارته، قال: "كنت أعرف أنه سيكون هناك صفوف من السيارات على الحدود، ولكن سيراً على الأقدام سنصل أسرع".

واستغرقت رحلة السير على الأقدام من أوكرانيا إلى بولندا، يومان، فى ظل أجواء باردة جداً، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 10 تحت الصفر، والخوف من عدم اختيار طريق الهروب الصحيح.

وكشف المصور الإيطالى، أن الكثير من الأشخاص الغرباء قدموا لجالليبولي وطفليه المساعدة، مثل سكان إحدى القرى التي مروا عليها، حيث قدموا لهم القهوة الساخنة والبسكويت، بالإضافة إلى نومهم في مكان مؤقت للاجئين طوال الليل، ثم مواصلتهم لرحلتهم حتى وصلوا إلى بولندا بأمان .

وبالابتسامة التي لم تفارق وجهه للحظة واحدة، وصل جالليبولي بطفليه إلى بولندا، مازحاً مع أطفاله بأنهم وصلوا إلى خط نهاية سباق الماراثون الطويل.