إما أن يكون هذا احباطا ضروريا لـ "قنبلة موقوتة"، أو أن احدا ما أخذ مخاطرة محسوبة وأخطأ.
الجواب سنحصل عليه في غضون بضعة ايام، ربما حتى في الساعات القريبة القادمة.
عندها فقط سنعرف اذا كانت الصواريخ التي اطلقت نحو الجليل الغربي، على ما يبدو من تنظيم فلسطيني، هي رد رمزي لرفع العتب أم أنه بداية جولة عنيفة اخرى على حدود الشمال.
بعد جولة دموية قصيرة قتل فيها جنديان من الجيش الاسرائيلي عض "حزب الله" واسرائيل على الشفاه، ومنعت المصالح استمرار التدهور، فهل هذه ستكون الصورة هذه المرة أيضا؟ في كل الأحوال، فان قيادة المنطقة الشمالية توجد في حالة تأهب منذ يومين.
من المعقول الافتراض بأن قيادة "حزب الله" تجري في هذه الساعات حقا تقويما للوضع حول استمرار سلوكها، كما أن "حزب الله" متأثر بضغوط الشارع، وللمجريات اثناء جنازة قنطار، التي ستعقد في بيروت، وستكون لها آثار على تسخين الوضع على الحدود.
سمير قنطار، مع كل الرمزية والرواسب التي خلف اسم هذا القاتل – ليس عماد مغنية. صحيح أن الادارة الاميركية عرفته كـ "ارهابي دولي"، ولكن مقارنة برئيس اركان "حزب الله"، الذي صفي في دمشق في 2008، فانه سمكة صغيرة في بحر من الارهاب الاقليمي. كان ينبغي أن يتوفر سبب استثنائي كي يأخذ احد ما المخاطرة ويبذر الائتمان الذي اعطي له للعمل في سورية، وينفذ احباطا مركزا لهذا الرجل في ضواحي دمشق.
والسبب الوحيد الذي يمكنه أن يبرر تصفيته في العاصمة السورية – المحمية من مظلة الدفاع الجوي الروسي التي في مركزها صواريخ اس 400، برادارات الكشف التي لديها والتي تغطي أجزاء واسعة من دولة اسرائيل – هو معلومات استخبارية "مصبوبة من الاسمنت" عن عملية توشك على التنفيذ بشكل فوري.
في سياسة أمنية سوية العقل لا يعد الثأر سببا مقبولا لتصفية قنطار. ولو كانت اسرائيل ارادت تصفية قنطار للثأر منه، لاطلاق اشارة الى الايرانيين و"حزب الله" أو لبث رسالة للسجناء الامنيين بأن العودة الى "الارهاب" بعد التحرر في اطار صفقة أسرى ستجبي منهم ثمنا فتاكا – لكان لديها عشرات الفرص لعمل ذلك منذ تحرره من السجن في 2008.
وسواء كانت اسرائيل تقف خلف التصفية أم لا، فقبل كل عملية في سورية يتعين على وزير الدفاع أن يسأل رجال استخباراته هل تتجاوز هذه العملية الخطوط الحمر لـ "حزب الله" والتي تستوجب ان يرد، ومن شأنها أن تؤدي الى تدهور في جبهة الشمال؟ هذا سؤال أساس إذ إن المصلحة الاسرائيلية هي أن يواصل "حزب الله" سفك دمائه في سورية لسنوات طويلة اخرى فيضعف دون تدخل اسرائيلي.
من سلوك "حزب الله" حتى اليوم يتبين انه طالما تتضرر وسائل قتالية للمنظمة على الارض السورية، فانه يقبل هذا الضرر كجزء من قواعد اللعب. وبالمقابل، عندما صفي جهاد مغنية، كدنا نتدهور الى مواجهة عسكرية في الشمال.
غير أن مكانة قنطار في "حزب الله" مختلفة جوهريا. صحيح أنه اصبح رمزا لمواصلة السجناء الامنيين الذين تحرروا من السجن الاسرائيلي في الكفاح، كنوع من البطل الشعبي، الا أن "حزب الله" رفع عنه الرعاية قبل نحو سنة. رغم ذلك واصل قنطار عمله بشكل مستقل بتوجيه من ضباط الحرس الثوري في دمشق.
ولكن ليس "حزب الله" وحده أدار لقنطار الظهر. فالنظام في دمشق ايضا يرى في استمرار نشاطه في سورية خطرا على مصالح الاسد، إذ إن من شأنه أن يجر اسرائيل الى مواجهة مباشرة مع سورية. وحقيقة ان السوريين و"حزب الله" على حد سواء تحفظوا على نشاط قنطار قد تكون اليوم عامل لجم في الساحة.
كما أن التواجد الروسي في سورية هو بمثابة عامل لجم، يمكنه ان يدفع "حزب الله" الى تلطيف حدة رد فعله.
ففتح مواجهة مع اسرائيل لا تخدم المصلحة الروسية في سورية. واذا كانت اسرائيل بالفعل هي التي صفت قنطار، كما يدعي السوريون واللبنانيون، فان الروس، بفضل قدراتهم التكنولوجية، عرفوا بهذه الحملة في الزمن الحقيقي. والدليل: موسكو تسكت، تماما مثلما تجاهلت ثلاث حالات مشابهة لهجمات في سورية نسبت لاسرائيل.
لقد كان سمير قنطار أغلب الظن تحت الرقابة الشديدة جدا، والا لما كان ممكنا تنفيذ احباطه المركز بنجاح مثير للانطباع بهذا القدر.
مثل هذه المعلومات، التي تسمح بتحديد مكانه الدقيق واطلاق الصواريخ نحوه حين لا يكون في المحيط مواطنون أبرياء، لم تولد بالصدفة، فالحديث يدور عن عمل نمل استخباراتي مهني جدا.
لقد صفي قنطار في مبنى في دمشق استخدمه حسب منشورات في سورية ليس فقط مكان سكن لرجاله، بل ايضا مركز العمليات لتنظيمه. هناك توجد، حسب ذات التقارير، غرفة المداولات التي قتل فيها قنطار، الناطق بلسانه، وسائقه، واصيب بضعة اشخاص آخرين، أغلب الظن أعضاء التنظيم. بدت هذه كفرصة ذهبية: توجيه ضربة قاتلة لتنظيم سمير قنطار. والان الكرة في ملعب “حزب الله”.
الجواب سنحصل عليه في غضون بضعة ايام، ربما حتى في الساعات القريبة القادمة.
عندها فقط سنعرف اذا كانت الصواريخ التي اطلقت نحو الجليل الغربي، على ما يبدو من تنظيم فلسطيني، هي رد رمزي لرفع العتب أم أنه بداية جولة عنيفة اخرى على حدود الشمال.
بعد جولة دموية قصيرة قتل فيها جنديان من الجيش الاسرائيلي عض "حزب الله" واسرائيل على الشفاه، ومنعت المصالح استمرار التدهور، فهل هذه ستكون الصورة هذه المرة أيضا؟ في كل الأحوال، فان قيادة المنطقة الشمالية توجد في حالة تأهب منذ يومين.
من المعقول الافتراض بأن قيادة "حزب الله" تجري في هذه الساعات حقا تقويما للوضع حول استمرار سلوكها، كما أن "حزب الله" متأثر بضغوط الشارع، وللمجريات اثناء جنازة قنطار، التي ستعقد في بيروت، وستكون لها آثار على تسخين الوضع على الحدود.
سمير قنطار، مع كل الرمزية والرواسب التي خلف اسم هذا القاتل – ليس عماد مغنية. صحيح أن الادارة الاميركية عرفته كـ "ارهابي دولي"، ولكن مقارنة برئيس اركان "حزب الله"، الذي صفي في دمشق في 2008، فانه سمكة صغيرة في بحر من الارهاب الاقليمي. كان ينبغي أن يتوفر سبب استثنائي كي يأخذ احد ما المخاطرة ويبذر الائتمان الذي اعطي له للعمل في سورية، وينفذ احباطا مركزا لهذا الرجل في ضواحي دمشق.
والسبب الوحيد الذي يمكنه أن يبرر تصفيته في العاصمة السورية – المحمية من مظلة الدفاع الجوي الروسي التي في مركزها صواريخ اس 400، برادارات الكشف التي لديها والتي تغطي أجزاء واسعة من دولة اسرائيل – هو معلومات استخبارية "مصبوبة من الاسمنت" عن عملية توشك على التنفيذ بشكل فوري.
في سياسة أمنية سوية العقل لا يعد الثأر سببا مقبولا لتصفية قنطار. ولو كانت اسرائيل ارادت تصفية قنطار للثأر منه، لاطلاق اشارة الى الايرانيين و"حزب الله" أو لبث رسالة للسجناء الامنيين بأن العودة الى "الارهاب" بعد التحرر في اطار صفقة أسرى ستجبي منهم ثمنا فتاكا – لكان لديها عشرات الفرص لعمل ذلك منذ تحرره من السجن في 2008.
وسواء كانت اسرائيل تقف خلف التصفية أم لا، فقبل كل عملية في سورية يتعين على وزير الدفاع أن يسأل رجال استخباراته هل تتجاوز هذه العملية الخطوط الحمر لـ "حزب الله" والتي تستوجب ان يرد، ومن شأنها أن تؤدي الى تدهور في جبهة الشمال؟ هذا سؤال أساس إذ إن المصلحة الاسرائيلية هي أن يواصل "حزب الله" سفك دمائه في سورية لسنوات طويلة اخرى فيضعف دون تدخل اسرائيلي.
من سلوك "حزب الله" حتى اليوم يتبين انه طالما تتضرر وسائل قتالية للمنظمة على الارض السورية، فانه يقبل هذا الضرر كجزء من قواعد اللعب. وبالمقابل، عندما صفي جهاد مغنية، كدنا نتدهور الى مواجهة عسكرية في الشمال.
غير أن مكانة قنطار في "حزب الله" مختلفة جوهريا. صحيح أنه اصبح رمزا لمواصلة السجناء الامنيين الذين تحرروا من السجن الاسرائيلي في الكفاح، كنوع من البطل الشعبي، الا أن "حزب الله" رفع عنه الرعاية قبل نحو سنة. رغم ذلك واصل قنطار عمله بشكل مستقل بتوجيه من ضباط الحرس الثوري في دمشق.
ولكن ليس "حزب الله" وحده أدار لقنطار الظهر. فالنظام في دمشق ايضا يرى في استمرار نشاطه في سورية خطرا على مصالح الاسد، إذ إن من شأنه أن يجر اسرائيل الى مواجهة مباشرة مع سورية. وحقيقة ان السوريين و"حزب الله" على حد سواء تحفظوا على نشاط قنطار قد تكون اليوم عامل لجم في الساحة.
كما أن التواجد الروسي في سورية هو بمثابة عامل لجم، يمكنه ان يدفع "حزب الله" الى تلطيف حدة رد فعله.
ففتح مواجهة مع اسرائيل لا تخدم المصلحة الروسية في سورية. واذا كانت اسرائيل بالفعل هي التي صفت قنطار، كما يدعي السوريون واللبنانيون، فان الروس، بفضل قدراتهم التكنولوجية، عرفوا بهذه الحملة في الزمن الحقيقي. والدليل: موسكو تسكت، تماما مثلما تجاهلت ثلاث حالات مشابهة لهجمات في سورية نسبت لاسرائيل.
لقد كان سمير قنطار أغلب الظن تحت الرقابة الشديدة جدا، والا لما كان ممكنا تنفيذ احباطه المركز بنجاح مثير للانطباع بهذا القدر.
مثل هذه المعلومات، التي تسمح بتحديد مكانه الدقيق واطلاق الصواريخ نحوه حين لا يكون في المحيط مواطنون أبرياء، لم تولد بالصدفة، فالحديث يدور عن عمل نمل استخباراتي مهني جدا.
لقد صفي قنطار في مبنى في دمشق استخدمه حسب منشورات في سورية ليس فقط مكان سكن لرجاله، بل ايضا مركز العمليات لتنظيمه. هناك توجد، حسب ذات التقارير، غرفة المداولات التي قتل فيها قنطار، الناطق بلسانه، وسائقه، واصيب بضعة اشخاص آخرين، أغلب الظن أعضاء التنظيم. بدت هذه كفرصة ذهبية: توجيه ضربة قاتلة لتنظيم سمير قنطار. والان الكرة في ملعب “حزب الله”.
عن "يديعوت"