المعسكر الصهيوني يعيد الأمل لإسرائيل

20151203212001
حجم الخط

يمكن قول الكثير من الامور السيئة عن اسحق هرتسوغ، فهو ليس طويلا، ليس عريضا، بل يبدو احيانا كفتى في سن البلوغ. 
وهو لم يجتز القناة، لم يحرر القدس، ولم ينشئ المفاعل في ديمونا، وهو ينقر لكتابة الرسائل القصير اكثر مما ينبغي، ويتشاور أكثر مما ينبغي، وتصريحاته ليست حادة بما يكفي. بوغي ليس وينستون تشرتشل وليس تشارل ديغول. 
ولا حتى دافيد بن غوريون. ولكن هرتسوغ فعل في الاشهر الاربعة الاخيرة المستحيل: فقد أعاد الأمل. أخذ دولة بدت ظلماء تماما، واشعل فيها النور. وفجأة، بفضله، يمكن أن نرى اسرائيل تعود الى نفسها والى شكلها والى ما كان يفترض بها أن تكون.
يمكن قول الكثير من الامور السيئة عن تسيبي لفني. بل اني فعلت هذا قبل ست سنوات، وأندم على ذلك. فلفني ليست اجتماعية – اقتصادية بما يكفي، وليست استراتيجية بما يكفي، وليس في جعبتها ما يكفي من الانجازات التاريخية.
فهي لم تنشئ الدولة، ولم تصنع السلام مع مصر ولم تخترع التكنولوجيا العليا. 
تسيبي ليست مارغريت تاتشر ولا هيلاري كلينتون. بل انها ليست حتى مناحيم بيغن. ولكن لفني اثبتت كم كبرت ونضجت ولانت منذ 2009 واثبتت كم نمت. مع هرتسوغ احدثت في الاشهر الاربعة الاخيرة احدى المعجزات المشوقة التي شهدناها: هناك شيء من العدم، أمل من اليأس، نور من الظلام. 
وفجأة، بفضلها، يمكن أن نرى اسرائيل تعود الى نفسها والى شكلها والى ما كان يفترض بها أن تكون.
المعسكر الصهيوني ليس «مباي» التاريخي، فهو هزيل اكثر مما ينبغي، فج اكثر مما ينبغي، وليس فيه عمق فكري كما ينبغي. توجد فيه بعض أسس التزلف الشعبي الباعث على القلق. 
ولكن في انتخابات 2015 طرح المعسكر الصهيوني طريقا متداخلا من القيادة الوطنية المسؤولة (عمانويل تريختنبرغ، عاموس يادلين، عمير بيرتس) وقيادة شابة وواعدة (ستاف شابير، ايتسيك شمولي، ميراف ميخائيلي). 
كما أن المعسكر الصهيوني ثبت نفسه ايضا كحزب وسط ليس تهكميا بل صهيوني. 
لقد نجح هذا الجسم السياسي الجديد – القديم في أن يحطم السقف الزجاجي وان يصل الى المواجهة رأسا برأس ضد ليكود بنيامين نتنياهو. كما أنه نجح في اقناع شباب كثيرين بان من الواجب ومن الممكن تغيير الحكم وانه من المسموح الايمان مرة اخرى. وفجأة، بفضل المعسكر الصهيوني، يمكن أن نرى اسرائيل تعود الى نفسها والى شكلها والى ما كان يفترض بها أن تكون.
مئات الاف الاسرائيليين المعتدلين سيسألون أنفسهم قريبا لمن نصوت. للمترددين بين المعسكر الصهيوني و»ميرتس» يجب أن نقول: «ميرتس». فالى جانب الوسط سوي العقل لهرتسوغ – لفني تحتاج اسرائيل الى حزب يساري ايديولوجي شجاع. فلا ديمقراطية برلمانية في البلاد بدون «ميرتس». يجب ادخال زهافا غلئون ورجالها الى الكنيست.
ولكل للمترددين بين المعسكر الصهيوني و»يوجد مستقبل» يجب أن نقول: المعسكر الصهيوني. يئير لبيد اخذ فرصته في انتخابات 2013، وفوتها. والثقة التي حصل عليها من الطبقة الوسطى استغلها بشكل تهكمي كي يعقد حلفا دنسا مع «البيت اليهودي». 
لبيد هو الذي عين نفتالي بينيت عضوا في الكابنيت (خطير)، وهو الذي عين اوري ارئيل وزيرا للاسكان (هدام)، وهو المسؤول بشكل مباشر عن كل وحدة سكن اقيمت في المستوطنات في السنتين الاخيرتين. وعليه فهذه المرة فان اللبيد (الشعلة) الكبرى للامل لا توجد في يد لبيد. بل العكس، الاختيار حاد كحد السيف: إما لبيد أو الأمل.
لا يمكن ان نعرف ماذا ستكون نتائج الانتخابات، فالحراك كثير والعصبية كبيرة، والتيارات تحت الأرضية عميقة. 
ولكن شيئا واحدا بات معروفا: حملة الانتخابات 2015 أثبتت بان دولة اسرائيل ليست عديمة الامل. والان المسؤولية ملقاة على كل واحدة وواحد منا لان يحقق الامل وان يصوت تصويتا صهيونيا.

عن «هآرتس»