حالة من الذعر خيّمت على عوائل الجالية الفلسطينية المقيمة في أوكرانيا، مع بدء العملية العسكرية الروسية في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، في ظل التخوف من صعوبة إجلائهم مع اشتداد وتيرة الحرب ووصول الجيش الروسي على مشارف العاصمة كييف.

شكاوى عدة وردت وكالة "خبر" من الجالية الفلسطينية في مدن أوكرانيا، حول عدم تمكنهم من مغادرة أماكن تواجدهم في ظل عدم تعامل سفارتنا لدى أوكرانيا مع عديد من الاتصالات التي تصلها لطلب المساعدة.

تتعاظم معاناة الجالية الفلسطينية في أوكرانيا خاصةً طلبة الجامعات الذين لم تتمكن عائلاتهم من إرسال الأموال لقضاء احتياجاتهم، وانقطاع الاتصال معهم في بعض الأحيان، لكِن ما يؤرق ذوي الفلسطينيين في أوكرانيا عدم تعاون سفارتنا مع اتصالات جاليتنا وذويهم.

في إشارة إلى امْتِعاض الجالية الفلسطينية في أوكرانيا من عدم تعاون سفارتنا مع أوضاعهم خاصةً الطلبة منهم، كتب رئيس الجالية الفلسطينية في أوكرانيا على صفحته بموقع "فيسبوك": "يجب اختيار السفراء بعناية قبل التعيين، ويجب أنّ تكون إنساناً فبل أنّ تكون سفيراً".

تدوينة رئيس الجالية الفلسطينية في أوكرانيا، قوبلت بتعليقات مؤيدة وغاضبة من تنكر سفارتنا لأوضاعهم وعدم تقديم العون لهم، حيث كتب أحد الفلسطينيين في العاصمة كييف، ما يلي: "والله يا صديقي ممكن الإنسان يعيش أو يعيش لكن لا أفهم بعض السفلة والصعاليق التي تنشر وتدعي أنها قي الميدان وهم خارجه، أو من يدعي أنه قدم شيء وهو لم يعمل شيئ، وحتى لو عمل ماذا تريد نجمة أو وسام أو نحكيله يا كبير ويا قائد ويا بطل، الأفضل أن يخرس بعض الأشخاص لأنه المعسل صار يخلص وأنا في كييف وبعرف ما حد ممكن يساعد في كييف لأنه وضعنا كله واحد، ربنا الحامي للجميع".

كذلك كتب حسام النجار، المتواجد في كييف أيضاً: "كل الشكر لمن كانوا موجودين معنا قلباً وقالباً والخزي لأصحاب المناصب الكاذبة"، مُضيفاً: "متصورينلي سيلفي من 10 طلاب والألف الباقيين ما حد عارف عنهم شي".

كييف وسومي

وكالة خبر، تواصلت مع الفلسطيني د. رضوان نصر الله، المُقيم في كييف، وهو من الظاهرية بالخليل، وقال: "أنا مُتواجد في قرية تبعد عن العاصمة كييف بحوالي 7 كيلو متر منذ عام، حيث درست في مدينة سومي بكلية الطب".

وأضاف نصر الله، في حديثه لوكالة "خبر": "تواصلت مع السفارة الفلسطينية في أوكرانيا، لكن للأسف ليس لديهم إمكانيات للإجلاء من المدن، وأبلغتنا بأنها تُساعد على عبور المعابر الحدودية".

أما عن أوضاع الجالية الفلسطينية في كييف، أوضح نصر الله، أنَّه لا يعرف الكثير عن المتواجدين في كييف، مُردفاً: "لكِن مدينة سومي، لم يتمكن أحد من الخروج منها بسبب أنها مُحاصرة من كل الاتجاهات، وأبلغتهم السفارة بأنها تُحاول مساعدتهم".

يُذكر أنَّ الرئيس الروسي فلادمير بوتين أعلن في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، بدء عملية عسكرية في أوكرانيا  من أجل حماية دونباس في جنوب شرق أوكرانيا.