بعد إعلان أستراليا الأخير

تحليل: "لغة الإرهاب".. هل تزيد من حزام العزلة على حماس؟

وسم حماس بالإرهاب
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

تُواصل الدول الغربية إعلاناتها ضد حركة حماس، بتصنيفها كـ" منظمة إرهابية" محظور أيّ نشاط لها في هذه الدول، حيث كانت أستراليا آخر الدول التي وسمت حماس بالإرهابية، أول أمس الجمعة؛ على الرغم من التزام الحركة في ميثاقها المعدل الصادر في مايو 2017، بالكفاح المسلح داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

حماس.. العمل العسكري داخل الأراضي المحتلة

وينص البند 37 من وثيقة المبادئ والسياسات العامة لحركة حماس، على ما يلي: "ترفض حماس التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما ترفض الدخول في النزاعات والصراعات بينها. وتتبنى حماس سياسة الانفتاح على مختلف دول العالم، وخاصة العربية والإسلامية؛ وتسعى إلى بناء علاقات متوازنة، يكون معيارُها الجمعَ بين متطلبات القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني، وبين مصلحةِ الأمَّة ونهضتها وأمنها".

وكانت أستراليا، أعلنت في 17 فبراير الماضي، عزمها تصنيف حماس كـ" منظمة إرهابية" وقد أدرجت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس؛ ولكن القرار الجديد يشمل الجناح السياسي أيَضًا.

وفي 23 فبراير، صنفت بريطانيا بشكل رسمي حماس في قائمة الإرهاب، بعدما كانت تقتصر على جناها العسكري، وبررت وزيرة الداخلية، بيرتي باتل، ذلك أنه تتوفر لدي الحركة " قدرات إرهابية كبيرة" وعلى كونها حركة تعادي السامية.

ويعترف المجتمع الدولي والمنظومة الدولية بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، لذلك للشعب الفلسطيني الحق في استخدام كافة الوسائل السلمية وغير السلمية لانتزاع هذا الحق، بمعنى آخر على الشعب الفلسطيني استخدام الوسائل السلمية بدايةً فإذا حيل بينه وبين الحصول على حقه في تقرير مصيره يصبح من حقه أن يسلك من الوسائل الأخرى بما فيها القوة المسلحة ما يكفل له الحصول على هذا الحق وممارسته.

عزلة دولية وعربية ضد حماس

وتفرض العديد من الدول العربية العزلة على حركة حماس؛ باعتبارها جزءًا من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، ففي 8 أغسطس من العام 2021، أصدرت السعودية، أحكام عالية ضد 60 من قادة حماس والمقربين منها، وفي يونيو 2021، طالب وزبر خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، بتصنيف حماس كحركة إرهابية؛ باعتبارها جزء من الإخوان المسلمين، بينما قامت السودان في 23 سبتمبر 2021، بمصادرة أصول لحركة حماس، بعد حظر تنظيم الإخوان لديها أيضَا.

الكاتب السياسي في جريدة الأيام الفلسطينية، هاني حبيب، رأى أنَّ "لجوء عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة لتصنيف حماس كمنظمة إرهابية، يندرج في سياق محاولات المعسكر الغربي؛ لنزع الشرعية عن نضال الشعب الفلسطيني".

وقال حبيب، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ نزع الشرعية عن نضال الشعب الفلسطيني، أمر خارج عن الشرعية الدولية، ولا يتفق مع القوانين الدولية التي تُعطي الحق للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

الشعب الفلسطيني مصدر شرعية المقاومة

واعتقد حبيب، أنَّ الإعلان الأسترالي وغيره من الإعلانات السابقة من الدول الغربية؛ لن يُؤثر على حماس التي تستمد شرعيتها من الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال وليس من هذه الدول المنحازة للاحتلال "الإسرائيلي".

وأشار إلى أنَّ تعامل العالم مع حرب روسيا على أوكرانيا، يكشف نفاقه على صعيد الحكومات والمجتمعات الغربية؛ في انحيازها للشعب الأوكراني في الوقت الذي لا زال يُعاني الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي، وتُصنف مقاومته بالإرهاب.

وحذّر حبيب، من ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني، في ظل انشغال العالم بالحرب الروسية على أوكرانيا.

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي، مصطفي الصواف، أنَّ تصنيف أستراليا، حماس كـ"منظمة إرهابية"، تكرار لنفس التصنيفات والإعلانات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي، وتأتي أيضاً تحت تأثير الصهيونية العالمية، مُعتبراً أنَّ العداء بين الصهيونية والإسلام أمرٌ طبيعي.

وبيّن الصواف، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنَّ حماس حركة مقاومة إسلامية، يكفل لها القانون الدولي الذي وضعه الغرب مقاومة الاحتلال بكل السبل والطرق المتاحة؛ لكِن الغرب يرفض الاعتراف بالقوانين التي وضعها عندما يتعلق الأمر بمقاومة الشعب الفلسطيني.

وختم الصواف حديثه، باستبعاد أنّ يكون لإعلان أستراليا حماس كـ"منظمة إرهابية"؛ أيّ تأثير على الحركة كونها صاحبة مشروع مقاومة وستمضي في مشروعها إلى النهاية؛ حتى تحرير الشعب الفلسطيني.