التقى ظهر يوم الخميس، كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأوكراني ديمتري كوليبا، على هامش مؤتمر "أنطاليا" الدبلوماسي في تركيا، وذلك للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا والتي بدأت قبل حوالي أسبوعين.
وأوضح لافروف خلال الاجتماع بنظيره الأوكراني، أنه تم بحث المسألة الإنسانية، قائلًا: "نود إجراء محادثات جادة في بيلاروسيا على أن تكون النتائج ضمن التسوية الشاملة في أوكرانيا".
وأضاف أن المدنيين بأوكرانيا أصبحوا رهائن ودروعا بشرية في يد الكتائب المتطوعة وقوات الدفاع الإقليمي، متابعًا: "ذكرنا الأوكرانيين بأن موسكو قدمت مقترحاتها بشأن الحوار وتنتظر ردًا عاجلًا".
وأشار إلى أن مد أوكرانيا بالسلاح من قبل الغرب في غاية الخطورة وسيؤدي إلى تصعيد الصراع، مؤكدًا على الالتزام بعدم مهاجمة أحد، وعدم التخطيط للهجوم على أي دولة .
وأضاف: "لم نهجم على أوكرانيا لكننا وصلنا إلى وضع يشكل تهديدًا مباشرًا لأمننا"، منوهًا إلى أن الاتحاد الأوروبي ينتهك كافة المبادئ بتصدير الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا.
وتابع بالقول: "نريد من أوكرانيا أن تكون دولة حيادية"، مشيرًا إلى أن مستشفى ماريوبول كان يستخدم قاعدة عسكرية للقوميين الأوكرانيين، وأن أوكرانيا لم تستهن بمصالح روسيا فقط بل بمصالح الدول الغربية أيضا.
وبين أن الأوكرانيين يريدون الاجتماع من أجل الاجتماع، مشيرًا إلى أن روسيا ستتخطى المشاكل الاقتصادية التي تسببت بها العقوبات، وعلى أتم الاستعداد لبحث ضمانات لأمن أوكرانيا بشكل مشترك مع ضمانات أمن روسيا وأوروبا.
وأوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يرفض الاجتماع مع نظيره الأوكراني زيلنسكي لكن أي تواصل من هذا النوع يجب أن يكون بأجندة محددة، موضحًا أنه لن يكون لدى روسيا أي أوهام بشأن الغرب بعد خروجنا من الأزمة الاقتصادية.
وأكد لافروف على أن مقترحات بلاده بشأن فتح ممرات آمنة ما تزال قائمة، مشيرًا إلى أن روسيا قدمت مشروعا للضمانات الأمنية لقارة أوروبا كلها بما في ذلك أوكرانيا وتم رفضه.
وأشار إلى أن بلاده سعت حتى اللحظة الأخيرة لحل الموقف مع أوكرانيا عبر الوسائل الدبلوماسية، مشددًا على أن بلاده تريد أوكرانيا صديقة منزوعة السلاح ولا تشكل خطرًا على روسيا أو الثقافة الروسية.
وأفاد بأنه لم يأت إلى الاجتماع لاستبدال مسار التفاوض القائم في بيلاروسيا، مشيرًا إلى أن إطلاق النار لم يكن هدف اللقاء اليوم مع وزير الخارجية الأوكراني، وأن بلاده لم تستخدم النفط والغاز سلاحا وسيتم ترك الأمر لضمير الغربيين.
كما وأوضح أ، الغرب يحاول استخدام أوكرانيا لتقويض روسيا، مبينًا أن روسيا لديها أسواق لمنتجاتنا في قطاع الطاقة وستبقى هذه الأسواق، وأنه لا يريد أن يصدق بأن حربًا نووية يمكن أن تقع والغرب هو من يضخم الموضوع.
وأكد على أن روسيا لم تتحدث قط عن خطط عسكرية تجاه دول النيتو، وأن بلاده جادة للغاية بشأن التوصل إلى تسوية مع أوكرانيا عبر المفاوضات، كما سيتم حل أزمة العقوبات الاقتصادية بشكل يجعلنا غير معتمدين على الغرب وسيتم اتخاذ تدابير لتلافي ذلك مستقبلا.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني: "جئت إلى هنا للعمل على فتح ممر إنساني من وإلى ماريوبول لكن النظير الروسي لم يعد بذلك"، مضيفًا: "اتفقناعلى الاستمرار في الجهود للوصول إلى حل للأزمة الإنسانية".
وأوضح أن الاجتماع مع نظيره الروسي لم يكن سهلًا، متابعًا بالقول: "جئت لمعالجة مشكلة المناطق المحاصرة ولافروف قال إنه سيتواصل مع صناع القرار بموسكو".
وأشار إلى أن الطرفين تطرقا إلى وقف إطلاق نار مدته 24 ساعة لمعالجة الأوضاع الإنسانية الأكثر إلحاحًا، مؤكدًا على أن بلاده ستواصل الدفاع عن نفسها والتضحية لحماية بلدها وشعبنا من الاعتداء الروسي.
وأضاف: "حديث لافروف يشير إلى أن روسيا ستستمر في عدوانها حتى تلبي أوكرانيا مطالبها"، مبينًا أنه لا يمكن لبلده إيقاف الحرب إذا كانت الدولة التي تهاجمها لا تريد ذلك.
كما بين وزير الخارجية الأوكراني، أن قائمة مطالب لافروف تعني الاستسلام وأوكرانيا، قائلًا: "لن تستسلم بل تريد حلا متوازنا".
كما وأوضح أن حلف "النيتو" لا يبدو مستعدًا للتحرك لوقف الحرب وحماية المدنيين من الهجمات الجوية الروسية.