احتجاز جثامين الشهداء من أحقر الممارسات !!

دعيبس.PNG
حجم الخط

بقلم : ابراهيم دعيبس

 

يوافق يوم السابع والعشرين من شهر آب كل عام اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء التي يبلغ عددها أكثر من التسعين، ولقد صادف يوم أمس السبت الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد ياسر فوزي الشويكي يوم 12/3/2019 ولم يسمح الاحتلال لأهله وعائلته وأصدقائه حتى بمشاهدة الجثمان منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، كما لم ينشر ظروف وكيفية ومبررات استشهاده والمعروف فقط ان جنود الاحتلال اطلقوا عليه النار، بدون أية توضيحات اخرى.
ان احتجاز الجثامين يشكل جرحاً وألماً في قلوب شعبنا كله وخاصة أهل الشهيد وعائلته ويظل الجرح ينزف رغم مرور الأيام.
ولا أحد يعرف مبررات هذه السياسة ولا يتحرك الرأي العام الدولي ولجان ومؤسسات حقوق الانسان للضغط على الاحتلال لتسليم هذه الجثامين لأهلها للقيام بواجبات الدفن حسب التعاليم الدينية والانسانية والاخلاقية.
ان المطلوب وبسرعة وقف هذه السياسة الجنونية الظالمة، وعلى الرأي العام والمجتمع الدولي التحرك بسرعة لإنهاء هذه المأساة التي تزيد الألم ألماً، وتزيد الحزن حزناً .. فهل من يسمع؟!
مات الحديث عن حل الدولتين وانتعش استمرار الانقسام
استمرار الحديث عن حل الدولتين لا يعني سوى ان المتحدثين يعيشون في عالم آخر أو انهم مستفيدون من الوضع الراهن وعدم الخروج من أبواب هذا الانقسام المخجل أو الأصح المخزي.
لقد انتهى خيار حل الدولتين بالاستيطان الذي لا يتوقف، حيث ان اسرائيل خلال الايام القليلة الماضية صادقت على بناء ٧٣٠ وحدة استيطانية وعلى مشروع لما يسمونه «تطوير الحوض المقدس» على جبل الطور بالقدس بميزانية تقدر بملايين الشواكل، كما أقامت فعلاً 100 وحدة استيطانية في غربي القدس، واتخذت قراراً ضد جمع شمل العائلات الفلسطينية، ورغم النجاح القضائي لصالح منظمة التحرير والسلطة الوطنية الذي تم انجازه في واشنطن فإن الولايات المتحدة صادقت على مساعدات عسكرية لاسرائيل تبلغ قيمتها نحو 4،5 مليار دولار، وبدأ مرشح محتمل للرئاسة حملته بزيارة للمستوطنات.
لقد أكد الرئيس ابو مازن ان تجاهل اسرائيل للاتفاقات سينهي فرص السلام، ولا أعرف عن أي اتفاقات يتحدث الرئيس، كما لا أعرف كيف يرى ان اسرائيل لم تتجاهل كل الاتفاقات بعد، وهي التي تؤكد في كل يوم انها لا تلتزم بأية اتفاقات ولا ترى إلا ما يخدم أطماعها التوسعية، وبذلك «ينتعش» الانقسام وتزداد الفجوة بين غزة والضفة!!
الانتخابات البلدية هي أقل المطلوب
الانتخابات البلدية مهمة وضرورية لأنها تقدم الخدمات الهامة للمواطنين في كل المجالات، ونأمل أن تؤدي الى نوع من الديمقراطية المطلوبة لاختيار أفضل المرشحين وأقربهم الى الناس.
لكن المطلوب عملياً ليس هذه الانتخابات فقط، وانما الانتخابات الرئاسية والتشريعية لكي يقول الشعب كلمته وتتغير اوضاعنا السياسية بشكل جوهري حقيقي. لقد دعا كثيرون الى ذلك وناشدوا القيادة التحرك في هذا الاتجاه ولكن الامور لم تتغير وظلت النداءات والمناشدات بدون آذان مصغية، وظلت الاوضاع كما هي ولا تزال تدور في الحلقة المفرغة.