المستوطنات لا تمنع إقامة الدولة الفلسطينية

الاستيطان
حجم الخط

 في الوقت الذي بدا فيه كأن الولايات المتحدة تهتم أخيرا بالمجازر التي تحدث في سورية، قامت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سامانثا باور باستغلال المنصة التي توفرت لها في مؤتمر "هآرتس" في نيويورك من اجل الحديث عن المستوطنات في "يهودا" و"السامرة". "إن حقيقة استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات تثير التساؤل حول أهداف هذه المستوطنات على المدى البعيد"، قالت باور التي ما زالت مثل الكثيرين تلتصق بـ"خطوط الـ 1967".

 خطوط 1967 هي خطوط الهدنة مع الاردن في العام 1949، التي حددت المناطق التي احتلها الجيش الاردني الذي هاجم اسرائيل في أيار 1948.

كانت نتيجة هذا الاتفاق استمرار الاردن في السيطرة على "يهودا" و"السامرة". الاردنيون لم يحتلوا المنطقة فقط بل قاموا بضمها، وهدموا جميع الاماكن اليهودية فيها، وقتلوا أو طردوا سكانها، وفجروا الكنس في الحي اليهودي في البلدة القديمة في القدس، ومنعوا اليهود من الوصول الى حائط البراق.

لم توضح باور في مؤتمر "هآرتس" أهمية هذه الخطوط لاسرائيل، ولماذا تعتبر اسرائيل دولة "احتلال" رغم أن الاردن هو الذي أخل باتفاق الهدنة، ولماذا يمنع استيطان اليهود هناك؟ يجدر بمعارضي الاستيطان الاسرائيلي في "المناطق" أن يكونوا صادقين، ويقولوا إن الدولة الفلسطينية التي يطمحون لاقامتها في "يهودا" و"السامرة" يجب أن تكون خالية من اليهود، ويجب اخلاء اليهود الذين سكنوا هناك.

لا يستطيع ممثل أميركي أن يؤيد التطهير العرقي بشكل علني. لذلك فان باور تفضل الامتناع عن قول هذا الامر بشكل واضح. معارضون آخرون للاستيطان مستعدون لتسمية الاشياء باسمها: يريدون طرد اليهود من هناك. وبطلهم هو ارئيل شارون الذي اقتلع العائلات بالقوة من "غوش قطيف".

أحد ادعاءات معارضي الاستيطان في "يهودا" و"السامرة" هو أنه غير قانوني، وأنه كان يفترض عدم ذهابهم الى هناك أصلا. لهذا يجب طردهم.

يجدر بهؤلاء قراءة المادة 6 للانتداب البريطاني في فلسطين التي جاء فيها: "يجب تشجيع الاستيطان اليهودي في الاراضي، بما في ذلك اراضي الدولة والاراضي المشاع التي ليست لاهداف عامة". فلسطين هنا تشمل "يهودا" و"السامرة".

إن من يؤمن بأن الالتزام الدولي تجاه الاستيطان الاسرائيلي في "المناطق" قد تلاشى بعد اقامة الامم المتحدة – يجدر به قراءة المادة 80 في الجزء 12 في ميثاق الامم المتحدة: "حقوق الدولة أو الشعب أو المؤسسات الدولية التي هي عضو في الامم المتحدة لا تتغير".

وقد اختارت الولايات المتحدة عدم الانضمام الى عصبة الامم، لكن مجلس الشيوخ صادق على الانتداب على فلسطين في العام 1925. فيما يتعلق بأهداف اسرائيل بعيدة المدى فهي تشمل بالطبع الحفاظ على أمن دولة اسرائيل وشعب اسرائيل.

ليس واضحا الآن اذا كان قيام الدولة الفلسطينية في "يهودا" و"السامرة" يلائم هذه الاهداف. يمكن اقامة دولة كهذه في المستقبل، لكن هذا ليس مضمونا الآن. لا يجب علينا توقع أن تمنع دولة اسرائيل المواطنين الاسرائيليين الذين يريدون السكن في "يهودا" و"السامرة" من ذلك. في جميع الحالات عندما تقوم دولة فلسطينية في المنطقة فان تواجد أقلية يهودية يجب ألا يشكل عائقا. ويمكن أن يشكل هذا كنزا للدولة الفلسطينية.

عن "هآرتس"

وزير دفاع أسبق.