نقف على أعتاب عام جديد، مودّعين العام الذي مضى بحلوه ومرّه، ما يجعل من تقييم ما سبق والاستبشار والتخطيط لما هو آتٍ ضرورة وليس خياراً.
لا بدّ من تحديد الأهداف ومكامن الخلل ونقاط النجاح والاحتياجات. إن شعرتِ بصعوبة في حصرها بذهنكِ، فلا بأس من كتابتها وتدوينها؛ إذ ستشعرين بمزيد من ترتيب الأفكار ووضعها في سياقها الطبيعي وحجمها الواجب أخذه من وقتكِ وحياتكِ، حين تهمّين بكتابتها.
بداية، عليكِ أن تكوني واقعية في تحديد أهدافكِ دوماً، وليس في نهاية عام و بداية آخر فقط. قيّمي قدراتكِ وتطلّعاتكِ ورؤاكِ ومدى تناسب ما سبق كله مع ظروفك كافة، وارتباطاتكِ العائلية والعامل الصحي لديكِ. على سبيل المثال، من غير المنطقي أن تخطّطي لرحلة تسلّق جبال في العام 2016، فيما قدراتكِ الصحية والمادية وارتباطاتكِ العائلية تحول دون ذلك. من شأن التوقعات والخطط غير المتوافقة وظروفكِ تسبيب الكثير من الإحباط لكِ. لذا، احرصي منذ البدء على التفكير والتخطيط بواقعية.
حدّدي اهتماماتكِ؛ لكي تقومي بما تشعرين بالراحة حياله. إن كنتِ من هواة الرسم، فارسمي خطة تكرّس من هذا الميل وتدعمه، وقيّمي ما حققته في هذا السياق في العام المنصرم. إياكِ ورسم الأهداف ووضع الخطط في مجالات لا تروق لكِ ولا تجذبكِ.
لا تؤجّلي خططكِ. قد يكون لديكِ متسع الآن لتحقيقها، لكن لا تعلمين ما سيكون عليه الحال في الأشهر المقبلة، لذا باشري بتحقيق حلمكِ وتحويله إلى واقع. قومي بدراسة الجدوى وحساب الربح والخسارة واحتمالات النجاح والفشل. قومي باستشارة مختصين في حال تعذّرت قدراتكِ على تقييم الأمر وحسابه.
لا تنسي القيم المتفق عليها لتحقيق أي حلم كان، مثل الصبر والتفاني والجدّ ومراعاة الخصوصية وأخلاقيات التنافس. تذكّري أن الوقت لم يفُت بعد لتدارك ما مضى والعمل على ما هو آتٍ.