العلاقة الزوجية موضوع يتجنب الآباء الحديث عنه مع الأطفال؛ خجلاً أحياناً، أو ربما سيراً والتزاماً بالثقافة العربية المتوارثة، وهي عدم التطرق للحديث عن العلاقة الزوجية.
واليوم ومع الثورة التكنولوجية المتسارعة تغير الحال؛ فأصبح الممنوع والمسكوت عنه من قبل الآباء في متناول يد الطفل، وأمام ناظره بلمسة من أطراف أصابعه الصغيرة، فوق لوحة الأزرار.
ولمن يريد تدارك الأمر؛ عليه بقراءة التقرير التالي،، متى يفهم الطفل العلاقة الزوجية، والكيفية المُثْلَى لشرح الطريقة بشكل تدريجي، وتفاصيل كثيرة شائقة ومفيدة تطالعها داخل الموضوع.
بداية المعرفة تبدأ بسؤال
- لا بدَّ من الإجابة عن تساؤلات الأطفال حول الحياة الزوجية، مع التأكد من شرحها بطريقة مناسبة لعمر الطفل؛ حتى يميل الأطفال الأصغر سناً للاهتمام بعد ذلك بالسؤال عن الحمل والرضاعة.
- ومع تقدمهم في العمر يبدؤون في طرح أسئلة عن الحياة، والعلاقة الزوجية، وهنا ننصح بعدم التهرب من الأسئلة، والتحدث مع الأطفال بوضوح وانفتاح، وبطريقة يستطيعون فهمها حسب مستوى نموهم الفكري.
آداب وضوابط لشرح العلاقة الزوجية
- بداية التطرق لهذا الموضوع خاصة للبنات المراهقات له شروط وضوابط وآداب، يجب على الآباء والأمهات مراعاتها، بحكمة بالغة وأساليب تكتيكية؛ ليدركها الأبناء بالشكل الصحيح، مع مراعاة اختيار الأوقات المناسبة للتعريف بكل ما يحيط بها.
- والمعروف أن تساؤلات الأطفال والشباب كثيرة ومحرجة في بعض الأحيان، بداية من سن الثانية فما فوق إلى سن الخامسة؛ حيث تراود أذهانهم أسئلة منها: كيف أنجبتني يا أمي؟ وكيف وُجدت هنا؟ ولماذا لم أحضر فرحك أنت وأبي؟
- الطفل في هذه السن من الممكن أن يدرك أساسيات بسيطة عن العلاقة الزوجية، مثل أن الأب يتزوج، وبعدها يصبح هناك أطفال في البيت؛ ما يتناسب وعمره وإدراكه للموضوع، ولا تستطيعين، أيتها الأم، شرح تفصيل أكثر.
- إلى جانب هذا، يجب على الوالدين تعليم الطفل قواعد الاستئذان، وفي المقابل عليهما إغلاق غرفتهما بإحكام قبل النوم؛ لأن الطفل إن شاهد شيئاً يتطرق للعلاقة الزوجية، سيؤثر ذلك في شخصيته.
- وعلى الوالدين أيضاً تعليم أطفالهم التفرقة في المضاجع، بحيث يكون لكل من البنات غرفهن الخاصة، وكذلك بالنسبة للأولاد، ولهذا نقول: لا بدَّ من التدرج في تعليم الطفل معنى العلاقة الزوجية وفقاً إلى مرحلته العمرية التي يمر بها.
- هناك خطورة في مشاهدة الطفل للعلاقة الزوجية بين والديه، خاصة إذا كان الطفل يدرك ويفهم هذه العلاقة؛ لأنه سيتذكرها في أي مرحلة لاحقة.
- وهناك خوف من أن يسرد الطفل ما شاهده أو يتذكره أمام أطفال من سنه، أو أمام أحد من أقربائه؛ لأن طبيعة ذاكرة الطفل تكون قوية.
- وقد لا يدرك الطفل حقيقة ما يجري بالضبط، لكن الانطباع الذي سيتركه المشهد الذي رآه بالصدفة سيشعره بالخوف.
التدرُّج في شرح العلاقة الزوجية للطفل
- لا تتركي طفلك في حيرة من أمره، بداية شرح العلاقة الزوجية للأطفال تبدأ في الأعمار الصغيرة بتسمية حقيقية لجميع أعضاء الجسم، والتعامل مع هذه الأعضاء بطريقة طبيعية مثل أي جزء آخر في الجسم؛ ما يعزز ثقة الطفل بنفسه في عمر صغير، ويرسم لديه صورة إيجابية عن جسمه.
- والمعروف أن فهم الأطفال يختلف تبعاً لنموهم العقلي وأعمارهم؛ مثال: أقل من سنتين: شرح العلاقة الزوجية لهذه السن، يكون بالتركيز على تسمية الأعضاء الخاصة بالولد أو البنت باسم خاص، وترك المجال للطفل لاستكشاف جسمه، دون أن تذكري له كلمة عيب.
- الأطفال من 2-5 سنوات: معظم الأطفال في هذه المرحلة يستطيعون فهم أساسيات التكاثر، وهنا يمكنك البدء بشرح كيفية نمو الجنين في الرحم، ويختلف الشرح من طفل لآخر تبعاً لمدى إدراكه العقلي.
- وفي هذا العمر يكون طفلك مهتماً أكثر بالحمل والرضاعة، أكثر من الاهتمام بالعلاقة الزوجية نفسها؛ لذلك ركزي معهم في تلك المرحلة على تعريفهم بأجسامهم، والتوعية بضرورة ألا يلمس أحد أجسامهم من الغرباء من دون إذن منهم -كالأطباء في المدرسة.
- وهناك استثناء للأم في حالة البنت، والأب في حالة الولد، في حالة الاستحمام مثلاً أو الضرورة، وعندما يعرف طفلك ما هو مناسب وما هو غير مناسب؛ سيتكوَّن لديه الوعي في حالة تعرضه لأي تحرش من أي نوع، الخصوصية في هذا العمر من أهم المفاهيم التي يجب إدخالها لطفلك.
الأطفال من 5-8 سنوات
- في هذا العمر علمي طفلتك وطفلك أساسيات سن البلوغ، وهي الفترة التي سيدخلون إليها قريباً، ومن الضروري منحهم طرقاً للتعامل مع الإنترنت والكمبيوتر والمواقع المختلفة، خاصة في حال صادفتهم معلومات مغلوطة أو مواقع مشبوهة، أو صور خادشة وغيرها من الأشياء التي تظهر لأطفالنا كل يوم، وفي هذه المرحلة يستمر فهم أطفالك لعملية التكاثر بين الرجل والمرأة بصورة طبيعية.
الأطفال من 9-12سنة
- هنا تبدأ سن المراهقة والبلوغ، وعندما يصل الأطفال لهذا العمر، ولديهم إدراك بأجسامهم، ووعي بالعلاقة السوية للتكاثر سيكون القادم أسهل، في هذه المرحلة؛ حيث تتغير مشاعر الأطفال إلى مشاعر المراهقين الجياشة.
- وهنا يجب تذكيرهم أن المشاعر جميلة ومسموح بها، لكنها لا تعني أن تكون هناك علاقة زوجية، ولهم الاستمتاع بالمشاعر مع الأهل والأصدقاء في نطاق الحدود المسموح بها للعلاقة الإيجابية.
- كما يجب أن تكون لدى أطفالك في هذا العمر معرفة سابقة بمفاهيم التنمر الإلكتروني عبر الإنترنت والاعتداء اللفظي وصور العُرْي، والأفلام الإباحية وغيرها، وصداقتك مع أطفالك تضمن لكِ الحصول على قدر كافٍ من الحوار المفتوح والصادق معهم.
المراهقون من 13-18 سنة
- في هذا العمر يجب أن يحصل أطفالك على المعلومات الأكثر تفصيلاً حول كل ما يخص العلاقة الزوجية، ويعرفوا المزيد عن الحمل والحيض والاتصال والأمراض، ومفاهيم العلاقات الصحية كذلك، والعلاقات غير الصحية، وحدود العلاقات تبعاً للدين والأعراف.