تكرس الأم حياتها لأبنائها بالعطاء والتضحية، منذ فترة الولادة وحتى يتزوجوا، وهناك موروث شعبي متداول «ما أعز من الولد إلا ولد الولد»؛ أي قد تستمر مرحلة العطاء والمحبة من أبنائها إلى أحفادها، لذا عادةً ما تفني الأم حياتها لأبنائها، المراحل النفسية للأم بعد زواج أبنائها وطرق التعامل معها، وهي على النحو التالي.
المشاعر النفسية للأم بعد زواج أبنائها
بُعد الأبناء عن الأم من الأمور والمشاعر الصعبة عليها، خاصةً أنها اعتادت وجودهم وضحكاتهم، وحتى خلافاتهم، وتُسمى هذه المرحلة في علم النفس «قلق الانفصال»؛ وذلك لأن الأم ينتابها الشعور بالوحدة والقلق والحزن، وقد تصل لمرحلة الاكتئاب، وأن مهمتها تجاه أبنائها قد انتهت ومشوارها في الحياة قد انتهى.
طرق التعامل
وتنقسم طرق التعامل مع هذه المرحلة إلى قسمين، الجزء الأول تعامل الأبناء مع الأم، ويتمثل ذلك في الآتي:
على الأبناء تفهم مشاعر الأم، وأنها مرحلة صعبة؛ وذلك لأن انتقال الأبناء واستقلالهم يشعرها بأن دورها انتهى، وجاء هناك من يأخذ منها مهامها؛ ما يُعتبر من منظورها استغناءً عن عطائها.
1- استمرارية اهتمام الأبناء تجاه والدتهم، وعدم استقلالية الأبناء والانفصال عنها، الذي قد يُترجَم بأن أصبحت لهم حياة مختلفة منشغلين بها.
2- استشارة والدتهم ومشاركتها الأفكار والحلول، وطرح المشكلات وطلب المساعدة، وليس بالضرورة أخذها بعين الاعتبار والعمل عليها؛ فمجرد السؤال والمشاركة يعكس للأم أن مرحلتها لم تنتهِ بعد ، وأن الأبناء لا يزالون يستقون ويستفيدون من خبراتها والحاجة الدائمة للتعلم منها.
3- شكر الأم باستمرار والثناء عليها، ونسب النجاح لها؛ فالشكر والامتنان له وقع وتأثير عالٍ جداً؛ ما يؤكد لها أن تعبها وتربيتها لم يذهبا هباءً.
4- الزيارات المتبادلة والمستمرة سواءً زيارة الأبناء للوالدين، أو زيارة الوالدين للأبناء.
5- الإحسان بالوالدين وخفض جناح الذل من الرحمة، والتودد لهما وطلب رضاهما.
أما الجزء الثاني؛ فهو تعامل الأم أو الوالدين بشكل عام تجاه أنفسهم، وهي: لا يمكن لوم الأبناء فقط في هذه المرحلة وحثهم على العطاء، بل أيضاً يجب على الأمهات التغيير من فكرهن وجهاد أنفسهن؛ حتى لا تسيطر عليهن مشاعر الحزن، لذا على الأم:
1- تقبل مرحلة انفصال الأبناء عنها، والوعي أن الحياة مراحل، ولكل مرحلة بداية ونهاية.
2- وكذلك الإيمان بطبيعة الحياة، وأن انفصال الأبناء عنها كانفصالها عن والدتها في السابق، وأن هذه سُنة الحياة.
3- تُعتبر فترة ما بعد انفصال الأبناء عن الوالدين هي فترة الوالدين لأنفسهما؛ لذا يُفترض أن تعود عليهما هذه الفترة بالنفع والفائدة، أي أن الأعمال و المشاريع و السفرات التي تم تأجيلها بسبب التربية أصبح الآن وقتها.
4- من أفضل الطرق للتخلص من الحزن هو عمل ألبوم صور خاص بالماضي؛ ليستذكر الوالدان عطائهما تجاه أبنائهما بالماضي، وأيضاً مشاركتها مع الأبناء.