يديعوت : لنستغل الغضب ونقتلع "الشتات البدوي"

حجم الخط

بقلم: عميحاي اتالي

 



"المخرب اللعين" محمد ابو القيعان، مواطن إسرائيلي من سكان النقب وان كان مات في نهاية العملية التي نفذها في بئر السبع لكن المناخ الذي أتاح نموه حي يرزق. اذا لم نبدأ الآن بالعمل لتغيير هذا المناخ فسنعود بالضبط الى كلمات السياسيين المبتذلة ذاتها في العملية التالية.
وما هو المناخ؟ توجد منظمات مثل "رغفيم" تصرخ صرخة التسيب في النقب منذ سنوات طويلة. نساء لا يمكنهن ان يتجولن وحدهن في الليل في بئر السبع، سواقون لا يمكنهم ان يسافروا على الطرق وحدهم، اقتحام للبيوت وأعمال سطو بتواتر يومي. في السنة الأخيرة، في أحداث "حارس الأسوار" انكشف مواطنو إسرائيل كلهم على حجوم الظاهرة: انتفاضة حقيقية في الطرق، انضمت اليها أحداث الغرس قبل شهرين، والتي أصبحت أعمال شغب عنيفة.
الدم يغلي، ويجب ان نعرف كيف نستغل هذا في صالحنا. هذا ليس تهكماً، ينبغي استخدام هذا الغضب في صالح دولة اسرائيل، في صالح الامن المستقبلي للمواطنين.
بخلاف الكليشيه الذي درج السياسيون على استخدامه بعد لحظة من عملية ارهاب، انا شخصيا غير مقتنع من أن "محافل الامن ستعمل بشكل مصمم" ولا "المسؤولين عن القتل سيحاسبون". فقد قال السياسيون هذا في الانتفاضة الاولى والثانية، وفي ايام حكومات نتنياهو على اجيالها، وهم يقولون هذه الكلمات الفارغة الان ايضا في حكومة بينيت.

بالمناسبة، لا شكوى لدي على قوات الأمن. فهم فقط الاداة التي يفترض أن يستخدمها السياسيون. هم الذين يفترض ان يطبقوا السياسة التي تعطى لهم من فوق – والسياسة لم تكن ابداً في المكان الصحيح. عندما يدور الحديث عن مخربين فلسطينيين لا توجد سياسة كافية، لا توجد سلة أدوات واضحة وفورية يفترض أن تخرج الى حيز التنفيذ بعد كل عملية. لو كانت، فان كل نذل كان سيعرف بأنه في ذاك المساء الذي مس فيه بنا، فإن بيت عائلته لن يبقى على حاله، عائلته ستطرد، واذا ما بقي هو بالخطأ على قيد الحياة، فان باقي حياته سيقضيها في حبس انعزالي. بدلاً من ذلك ما يوجد لنا هو التماسات لـ "العليا" لا تنتهي بعد سنتين يسمحون باغلاق غرفة واحدة في البيت والمخربون يعيشون في كومونة لا تنتهي، بل ويتلقون من السلطة الفلسطينية أجراً طائلاً بقياسات فلسطينية. ليس هكذا يتم الردع وليس هكذا تمنع العملية التالية.
في "حارس الأسوار" فهمنا جيداً بأن العنف المعربد لدى عرب إسرائيل ليس مشكلتهم فقط حقاً. كميات السلاح الهائلة التي توجد في الشارع العربي والاستخدام السهل لها هو برميل بارود متفجر يضمنا جميعنا، في روش بينا وفي تل أبيب ايضا. لا حاجة لان يحصل الكثير كي توجه هذه القدرات المفزعة نحو كل مواطني الدولة.

عندما تتجاهل حكومات اسرائيل هذه النباتات المتوحشة في النقب لا تقاتل بيد من حديد التهريب بالجملة للمخدرات من سيناء، تعدد الزوجات بأعداد وحشية، إدخال غير قانوني للنساء الفلسطينيات الى إسرائيل، محطات وقود غير قانونية، آلاف المباني غير القانونية في الشتات البدوي، فانها تسمح أيضاً بوجود مخرب مؤيد لداعش، يقتل مواطنين في بئر السبع. هذا لا يعني لا سمح الله ان كل البدو مخربون، ولا حتى اغلبهم يشجعون الإرهاب. ولكن في المكان الذي لا يوجد فيه قانون أو قضاء كافٍ تكفي نسبة صغيرة جدا لها ميول وحشية كي تحصل مثل هذه الافعال.

ان ادارة الدولة تتطلب القدرة على استغلال الفرص. هذا ليس تهكما، لا سمح الله، هذا واجب حقا: تلقينا امس ضربة قاضية؟ ينبغي أن نعرف كيف نستغل هذا لننطلق لتنفيذ خطوات حيوية لولا تلك الضربة لكان من الصعب تنفيذها.
الشتات البدوي كله جدير بأن يقتلع. فهو ليس قانونياً، ليس شرعياً، وهذه ارض تسمح للنقب كله بأن يفلت من أيدي دولة إسرائيل. ما نتوقعه من بينيت وشكيد هو أن يفهما بأن هذه العملية هي خط الفصل، وان يستغلا الفرصة ويبدآ بالإصلاح: على الأقل منذ اليوم بهدم المنازل غير القانونية بكميات كبيرة، اتباع اليد الحديدية ضد الجريمة البدوية على أنواعها وكذا أيضا تعدد الزوجات هو حدث جنائي يوجد في نهايته مخرب. اذا لم نوقف كل هذا، ففي العملية التالية ايضا لا سمح الله سنعرف مرة أخرى أن كله حكي.

عن "يديعوت أحرونوت"