خلال أيام سنعرف ما الذي تمخض عنه الجبل

حمدي فراج.PNG
حجم الخط

بقلم: حمدي فراج

 

سننتظر قليلا لنعرف ما الذي تمخض عنه الجبل، او قمة النقب، الذي وصفها الكيان بالتاريخية، رغم ان الحضور السداسي اقتصر على وزراء الخارجية ، وغابت عنه الاردن وفلسطين، ما يذكرنا بارهاصات مخاض صفقة القرن قبل خمس سنوات.

معظم التحليلات قاصرة، لأن المخرجات شحيحة، ولان الظرف الدولي يشي بتغيرات ايجابية، جعلت اميري السعودية والامارات يرفضان الرد على هاتف بايدن، فكيف يستضيف السيسي في شرم الشيخ قمة اسرائيلية اماراتية تعد لقمة اوسع في النقب. قال معظم المحللين انها ايران وخطرها النووي وحرسها الثوري، ولكن وزير خارجيتها في لقائه مع الميادين امتدح مصر والامارات، بل وأشاد بالعلاقات التي تجمعهم.

ثم جاءت العملية الفدائية الثانية في اقل من اسبوع في العفولة، ولا أحد يعرف إن كانت ردا على قمة النقب و”استقبالا” يليق بهم، لكن وقوف الاثنين خلفها من الذين حسبوا على داعش سابقا ، وانهما امضيا حكما بالسجن اربع سنوات، يجعل الامر قابلا للشك و للدرس وللأسئلة: هل خلعت داعش فلسطين ثوبها الوسخ ؟ هل حرفت بوصلتها ؟ هل وضعت قيادها في يد الجهاد او حماس او اي فصيل ديني آخر؟ هل ثابت الى ربها عند ابواب الشهر الفضيل على ابواب الاقصى الذي بارك الله حوله و الظلم المركب الذي يعاني منه شعب النقب الصابر والمحتسب سبعين سنة رغم ان ابناءه يخدمون في “جيش الدفاع” ؟ ومعروف ان التوبة الى الله مفتوحة ومضمونة ومأمونة.

ربما تعمدت اسرائيل تأخير الكشف بعض الوقت عن هوية المنفذين السياسية والتنظيمية، لتحصل على “المباركات” من الفصائل المختلفة ، خاصة في قطاع غزة، التي لم تتأخر ولم تبخل، واستصدرت في نفس الوقت إدانات من وزراء القمة قبل ان يذهبوا الى النوم.
غير بعيد عن النقب من جهة الشرق، ارسل رئيس بلدية الكرك الجديد محمد معايطة ، رسالة رسمية الى الخارجية الاردنية يطالبها فيها استرداد دروع البلدية التي منحت لوفد اسرائيلي زار المدينة قبل ثلاث سنوات ، أكيد ان الخارجية غضت الطرف ، واسرائيل بالتالي غضت الطرف، والمؤتمرون العرب وضعوا اصابعهم في آذانهم ، لكن كيف للفصائل ان تسهو عن خطوة نوعية عملاقة من هذا القبيل، من شأنها لو احسن استخدامها ان تشكل صفعة للمؤتمرين في النقب لا تقل أهمية عن اي عملية، خاصة وان رئيس البلدية الجديد قال في رسالته: الكرك لا تقبل ان تكون دروعها مع قتلة الاطفال ومغتصبي فلسطين.

قبل حوالي خمسين سنة، وصف الشاعر الكبير مظفر النواب مؤتمرا عربيا سداسيا عقد في الرياض لم تحضره اسرائيل: صرح نفط بن الكعبة أن يعقد مؤتمرا/ بالصدفة والله بمحض الصدفة كان المؤتمر سداسيا/ أركان النجمة ست بالكامل/ يا نجمة داود ابتهلي/ يا محفل ماسون ترنح طربا/ يا إصبع كيسنجر/ إن الأست الملكي سداسي.

اليوم، تحضره اسرائيل، بل وتستضيفه على الارض العربية التي احتلتها واضهدت شعبها و نهبت خيرها. لكنا خلال أيام سنعرف ما الذي تمخض عنه الجبل؛ فأر ام فأرة.