هوس أمني وشلل شبه تام غربي القدس المحتلة

القدس
حجم الخط

تسيطر حالة من الهوس الأمني على الشوارع والأسواق في الشطر الغربي من مدينة القدس المحتلة، عقب عملية الطعن المزدوجة التي نفذها الشهيدان: عيسى عساف وعنان أبو حبسة (21 عاما) من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، بعد ظهر أمس الأربعاء في منطقة باب الخليل (من أبواب القدس القديمة) والتي لا تبعد عن شارع يافا غربي القدس سوى بضع عشرات من الأمتار فقط.

وتسود حالة من الشلل شبه التام تسود شوارع وأسواق شارع يافا والملك جورج وسوق محانيه يهودا والشوارع الفرعية والمحيطة غربي القدس المحتلة، وسط انتشار واسع لقوات الاحتلال، على اختلاف تسمياتها، فضلاً عن تسيير دوريات راجلة ومحمولة لتوقيف العمال المقدسيين، وتبدو علامات الهلع والخوف على وجوه عناصر هذه القوات كما هو الحال على بعض المارة من المستوطنين، بحيث بات الهوس الأمني يسيطر على الوضع في المنطقة.

وكشفت مواقع عبرية عن هوية أحد القتيلين من المستوطنين في عملية أمس، متأثرا بجروحه، هو 'ريؤوفين بيرمخير' (40 عاما) جندي سابق في جيش الاحتلال، في حين نقلت مواقع عبرية أخرى عن مجندة في جيش الاحتلال وصْفها لحال الشهيدين 'عيسى عساف وعنان أبو حبسة' منفذا عملية الطعن، بأنهما ظلّا يطعنان حتى الرمق الأخير.

ويوثق شريط مصور، تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام مستوطن بضرب أحد الفلسطينييْن بقضيب حديدي أربع مرات وأمام أنظار قوات الاحتلال بعد إطلاق النار عليه وفيما هو ممدد على الأرض، وبعد ذلك هرب المستوطن من المكان.

بعد ذلك حضر إلى المكان عدد من المستوطنين وراحوا يركلون الفلسطيني، حتى أبعدتهم شرطة الاحتلال عنه، ثم شوهد شرطي آخر وهو يركل المواطن الفلسطيني.

من جانبها، كشفت صحيفة 'هآرتس' العبرية النقاب عن شروع جندي من قوات الاحتلال بضرب أحد شهداء مخيم قلنديا عقب العملية بقضيب حديدي حتى الموت.

وفي مخيم قلنديا، شمال القدس، مسقط رأس الشهيدين عساف وأبو عبسة، انطلقت، مساء أمس، مسيرة باتجاه منزل الشهيدين وسط هتافات ضد الاحتلال وأخرى تُحيّي الشهداء، في حين فتحت حركة فتح بيت عزاء في المخيم بالشهيدين في قاعة اللجنة الشعبية على مدخل المخيم.

وكان الاضراب التجاري والحداد عمّا مخيم قلنديا عقب استشهاد الشابين، في ما استدعت مخابرات الاحتلال والدا الشهيدين عساف وأبو حبسة على حاجز قلنديا قرب مدخل المخيم، في الوقت الذي اندلعت مواجهات، استمرت حتى ساعات متأخرة من الليلة الماضية، أغلقت خلاله قوات الاحتلال الحاجز العسكري عدة مرات أمام حركة المواطنين ومركباتهم.

يذكر أن مستشفى هداسا بعين كارم، غربي القدس، أعلن مساء أمس الأربعاء، عن موت مستوطن جريح ثانٍ كان أصيب في عملية الطعن المُشار إليها.

وقبل ذلك بوقت قصير تم الإعلان عن موت مستوطن جريح آخر، يدعى عوفر بن أري (40 عاما) وأصيب برصاص أطلقته مجندتان من قوات ما يسمى 'حرس الحدود' بقوات الاحتلال بهدف قتل منفذي العملية الفلسطينيين.