وجهة نظر بعيدا عن المناكفات ..!!

د ابو جاموس.jpg
حجم الخط

بقلم د عبد الرحيم محمود جاموس

 

 

  في ظل جملة الأحداث والمتغيرات الدولية والإقليمية والعربية، التي تتحرك كحركة رمال الصحراء، جميل أن نشخص الحالة السياسية العربية وخاصة منها الفلسطينية .. وأن نكشف عن حالة الوهن التي اصيبت بها التنظيمات الفلسطينية خاصة والعربية عامة .. وأن نبين عمق الهوة التي باتت تفصل بينها وبين الجماهير الفلسطينية والعربية على السواء، وحقيقة هنا هو مكمن الخلل الذي تعانيه الحالة التنظيمية العربية شعبيا ورسميا، ومنها أيضا المشهد السياسي الفلسطيني بشكل خاص ... سواء انتهج الفلسطينيون في كفاحهم مقاومة شعبية سلمية أو مقاومة مسلحة في وجه الإحتلال الصهيوني لأراضي ثلاث دول عربية .. كلنا بتنا كفلسطينيين وكعرب ... وأنصار القضية الفلسطينية في كل مكان في العالم، متعطشين للخروج من هذه الحالة المقيتة ومن هذا المأزق السيسيواجتماعي والبنيوي والرؤيوي في إدارة الصراع مع الكيان الصهيوني .... التي بات عليها الشأن العربي ومنه الوضع الفلسطيني بكل أبعاده التنظيمية والسياسية والجماهيرية، التي لا تسر سوى أعداء الشعب الفلسطيني وأعداء الأمة العربية ....! إن المشهد السياسي العربي المتهاوي والبائس، الذي أتاح للمستعمرة الإسرائيلية أن تخترقه وتتمدد فيه بشكل رسمي وعلني وبكل يسر وسهولة، وكأنها باتت كيانا طبيعيا في المنطقة ويرتبط بود وبحب وبجملة مصالح سياسية وأمنية واقتصادية مع عدد لا يستهان به من دولنا العربية الوازنة، رغم سياساتها العنصرية والعدوانية والتوسعية والإرهابية والتي تزداد صلفا وتطرفا يوما بعد يوم، لم نكن نتصور أن تحقق المستعمرة هذا الإختراق للحالة العربية، والشعب الفلسطيني لازال نصفه مشردا في المنافي والنصف الآخر يرزح تحت احتلال عنصري استيطاني بغيض، بل إن مؤسسي الكيان الصهيوني لو بعثوا من قبورهم لأدهشهم هذا المشهد وهذا التحول العربي، وهذا الإختراق والإنجاز الصهيوني ...! إن الخروج من هذا المشهد المتهاوي والحزين والبائس ومن هذه الحالة التي لا تسر سوى العدو المتربص الصهيوني بالجميع ...، يحتاج منا جميعا كعرب وكفلسطينيين أولا، إلى اعادة تقويم وتقييم صحيحة للواقع الفلسطيني والعربي والدولي .

 وبناء عليه تحديد ماذا نريد أن نحقق من اهداف وطنية وقومية آنيا ومستقبليا وكيف يمكن لنا تحقيق ذلك على اساس من خدمة المصالح العربية وطنيا وقوميا ... وبالتالي تحديد الوسائل والاستراتيجيات الملائمة والمناسبة فلسطينيا وعربيا ودوليا التي يمكن استعمالها واستخدامها بفاعلية عالية ..

والقادرة على تحقيق تلك المصالح والأهداف والغايات الوطنية والقومية ... وفي مقدمتها اعادة الإعتبار للقضية الفلسطينية وللحركة الوطنية الفلسطينية والعربية بشكل عام ..... وفي مقدمتها تحقيق اهدافهما المشتركة في البناء والتقدم والرفاه والأمن، وفي الحرية والإستقلال وانهاء الإحتلال الصهيوني لفلسطين وتحرير القدس وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تلبي الطموحات الوطنية والقومية للشعب الفلسطيني والأمة العربية ...... الخ.

هنا يكمن دور الطليعة النضالية العربية وطنيا وقوميا التي تستطيع أن تتجاوز البنى المتكلسة في كافة التنظيمات السياسية العربية وفي مقدمتها الفلسطينية ومنها حركة فتح وباقي الحركات والتنظيمات الفلسطينية على اختلاف احجامها وأفكارها.. كي تفرض رؤيا واضحة وغير ضبابية تستعيد الحركة الوطنية والقومية العربية من خلالها دورها القيادي الجماهيري وتمكنها من استعادة ثقة الشعب والأمة كما كانت عليه في العقود السالفة ..

عندها تتهاوى وتتكشف كافة القوى المختلفة المتعايشة مع حالة التكلس والوهن العربي ومع اصحاب المصالح الخاصة المتعارضة مع المصالح الوطنية والقومية ومع التغيير المنشود والمستفيدة من الواقع والوضع القائم كما هو عليه .. أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم .. وأتمنى لكم صياما مقبولا. .