أدرج جيش الاحتلال الإسرائيلي، في خطته إمكانية اندلاع مواجهات بين اليهود وفلسطيني الداخل باعتبار ذلك عاملًا استراتيجيًا قد يكون له تأثير سلبي على عملياته العسكرية.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أنّ القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي قامت بتحديث خططها بما يشمل إمكانية وقوع أحداث مماثلة لتلك التي وقعت خلال عملية حارس الأسوار والتي سميت فلسطينيًا أيضًا بهبة الكرامة.
وأوضحت الصحيفة، أنّ تحديث الخطط القتالية لدى الجيش الإسرائيلي ليس بالأمر النادر، فهو يحدثها من حين لآخر وفق الواقع المتغير، وفي مرحلة ما يتم أخذ عوامل جديدة في الحسبان قد تؤثر على الاستعداد للقتال، ويتم وضع هذه التغيرات التي توصف بأنها “استراتيجية” للمستويين الأمني والسياسي باعتبار أنه يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ضمن أي قرارات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير، قوله: إنّ "التحديات الأمنية داخل "إسرائيل" والتوترات الداخلية أصبحت عاملًا استراتيجيًا سلبيًا، ومثل هذه الحوادث صعبة للغاية استراتيجيا للأمن أكثر بكثير من إيران وحزب الله".
ويهدف تحديث الخطط العملياتية إلى الاستعداد لحالة ستندلع فيها مواجهات على نطاق واسع في داخل المدن أثناء القتال على جبهة الشمال أو غيرها، ومن بين السيناريوهات التي يسعد لها الجيش الإسرائيلي أن تبدأ المواجهات مع بدء القتال في المدن الواقعة في قلب الأحداث، ما يعرض حياة السكان للخطر ويتطلب وصول قوات كبيرة من الشرطة لمساندة الجيش.
وتشمل السيناريوهات المعروضة على المستوى السياسي فيما يتعلق بجولة قتال على الجبهة الشمالية، تقديرًا بأن آلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار ستطلق باتجاه المدن الإسرائيلية من قبل حزب الله في لبنان، والمجموعات المسلحة التابعة له ولإيران من الجولان، وكذلك إمكانية مشاركة غزة، ولذلك يستعد الجيش لإمكانية وقوع أحداث داخل المدن مثل إغلاق طرق بالقرب من التجمعات في بلدات عربية بهدف منع وصول قوات الشرطة للتعامل مع سقوط قتلى وجرحى ومنع خروج الإسرائيليين من منازلهم والمناطق المستهدفة.
وتظهر الخطط المحدثة ضرورة نشر الشرطة الإسرائيلية لإخلاء الطرق وتأمين مرور القوات العسكرية ومنع نهب منازل السكان الذين يتم إخلاؤهم، حيث تشير التقديرات إلى أنه في الحرب المقبلة على الجبهة الشمالية سيتم إخلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين، ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه لن تتمكن الشرطة من الوصول إليهم بالقدر الذي وصول إليه في حوادث أمنية سابقة، ولذلك فإن الجيش يستعد لحالة طارئة بنقل سلطات الشرطة، إلى الشرطة العسكرية، لتحل مكانها وتساعد الجبهة الداخلية وقوات الهندسة على الوصول بسرعة لساحات سقوط الصواريخ والتعامل معها.