"هزة عيديت" وصراع "ديوك التهويد"..ليس للفرجة السياسية!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور

 في مارس 2021، أنتجت الانتخابات البرلمانية في دولة الفصل العنصري خريطة موزاييك، عرقلت خلال 3 أشهر تشكيل "حكومة إسرائيلية" جديدة، وفشل الكاذب بنيامين نتنياهو في الحصول على تزكية لذلك، وجاءت اللحظة الأخيرة لتكوين "ائتلاف غريب"، بل وتشكيل حكومة أكثر غرابة، حيث تم تسمية رئيس حزب أكثر تطرفا لليمين والتهويد من نتنياهو، ولا يملك سوى 6 أعضاء في الكنيست ليصبح رئيس وزراء مع حزب "هناك مستقبل" بالتناوب، ودعم غير مسبوق من كتلة "إسلاموية" لتكون جزء من تحالف الحكم التهويدي الجديد.

موضوعيا، التشكيل الحكومي – عبر ائتلاف خاص عاموده الفقري الخوف من الذهاب الى انتخابات جديدة، لأن الفشل ينتظرهم وتحسبا من فوز تيار نتنياهو، الذي يتشارك مع نصف الائتلاف الحاكم في العداء للفلسطيني، ولتعزيز التهويد والتطهير العرقي، فكانت ولادة الحكومة الجديدة بتسويات ومساومات سقطت خلالها الاعتبارات السياسية لأطراف التكوين الجديد.

وخلال أقل من عام واحد، على تشكيل حكومة بينيت – لابيد وجهت أحد أعضاء حزب رئيس الحكومة القائمة ضربة برلمانية، يبدو أنها جاءت مفاجئة، مستغلة مسألة "دينية" ما عرف بأزمة الخبز المخمر "حاميتس" لتعلن خروجها من الائتلاف، وتحدث "هزة سياسية" يبدو أنها لم تكن ضمن حسابتهم.

دون الخوض في تفاصيل ما سيكون في قادم الأيام، أو ما يعرف بالمخططات الممكنة التي ستقبل عليها دولة الأبرتهايد، وهل ستذهب لانتخابات جديدة لن تنتج مفاجآت سياسية جديدة، سوى استمرار "صراع ديوك التهويد" بين القوى الناظمة للحياة السياسية في الكيان، وعودة لعبة كراسي التبادل دون ان تكتمل مدتها، للمرة الثانية خلال أعوام قليلة.

الهزة التي أصابت حكومة "ديوك التهويد" بقيادة "الثنائي" بينيت – لابيد ودعم مطلق من الإسلاموي منصور عباس، الذي خرج أكثر ارتباكا من غانتس ولابيد على "هزة عيديت"، تحسبا لسقوط محتمل في انتخابات يبدو أنها لن تتأخر، ما قد يواجه تصويتا عقابيا لخيانته الأهداف الوطنية، مستبدلا السياسي بالمصلحي، ودون ان يحصل مقابل دعم بلا كوابح على ما يستحق أن يقدمه "تبريرا".

ما يهم الفلسطيني من الهزة البرلمانية – السياسية في دولة الفصل العنصري، وما يمكن ان تؤدي لإسقاط "حكومة الإرهاب السياسي"، يجب ان تكون حافز تنشيط الحراك الداخلي لمواجهة المتوقع خلال فترة "التيه المرتقب" خلال أشهر، قد تستغلها منظمات الإرهاب اليهودية للقيام بحملات عداء مركبة ضد المقدسات الدينية وخاصة الأقصى وحرمه، وأحياء مدينة القدس خاصة في الشيخ جراح وسلوان لتنفيذ مخطط التطهير العرقي، وتنامي الحركة الاستيطانية في الضفة الغربية، مع تكثيف العمليات الإرهابية الخاصة.

ما حدث في الكيان من هزة سياسية – برلمانية، لا يجب أن يمثل "أسف وحسرة" للبعض الفلسطيني، والتمترس خلف مقولة ان هذا خير من ذاك، والحقيقة أنها مقولة كاذبة بامتياز، فمنذ اغتيال رابين، الرسالة السياسية التي تتجاهل الرسمية الفلسطينية الاستفادة منها سياسيا، لا يوجد مطلقا فوارق حقيقية تلمس جوهر الصراع بين مكونات الحياة الحزبية في الكيان، بمعنى غير ممكن أن يشكلوا حكومة تضع مسألة حل الصراع أولوية كما حكومة رابين 1993.

وليتذكر البعض قبل أن تبدأ "حركة اللطم" على ذهاب ائتلاف حكومة الإرهاب السياسي، ماذا فعل يهودا بارك الذي قدم عل انه قادم لاستكمال تنفيذ الاتفاق، فقاد أكبر عملية تدمير لمؤسسات السلطة قبل أن يسلم الراية لـ شريكه الحقيقي" في عملية التدمير شارون.

يجب أن تستفز الهزة السياسية في دولة الكيان، خلايا الفعل واستنفار دواخل الحركة الذاتية في الرسمية الفلسطينية، من أجل صياغة رؤية لمواجهة القادم الظلامي في المرحلة الانتقالية، وكذا فيما سيكون نتائج لو جرت الانتخابات خلال أشهر، لن تنتج تحالفا يعيد التفكير بجوهر المشروع التوراتي – التهويدي.

"هزة عيديت" السياسية، التي أربكت خارطة الكيان، يجب لها أن تهز أيضا الركون – السكون في الجبهة الفلسطينية، وتحركها نحو الذهاب للتفكير في المواجهة القادمة، عبر صياغة موقف سياسي وآليات خاصة بذلك، محليا وخارجيا، وألا تستمر حركة الانتظار التي طال أمدها كثيرا، على أمل ان يأتي من بين "ديوك التهويد" مختلفا.

"هزة عيديت" لها أن تهز الرسمية الفلسطينية قبل غيرها، وتعيد التفكير بأن أي رهان يمكن أن يأتي ذلك الائتلاف دون أن يدفع ثمنا حقيقيا، وأن يدرك ان الاستهتار بالحضور الفلسطيني له ثمن مكلف، ولعل "الهمهمة الكفاحية" التي تعيشها القدس وبعض الضفة تمثل "رأس حربة" لمواجهة شعبية فاعلة، تعيد الاعتبار للجوهر الوطني الفلسطيني، بديلا لـ "انتظارية هاتف" من أحد "ديوك التهويد".

"هزة عيديت"، فرصة سياسية جاءت، ربما من حيث لم تحتسبها الرسمة الفلسطينية، فهل تستفيد منها لتهز "مرحلة البلادة والاستهتار"..تلك هي المسألة!

ملاحظة: بايدن كان مسخرة أمريكا من فوقها لتحتها بعد زيارة أوباما للبيت الأبيض.. هرب الكل عنه نحو الضيف الى مناداته من قبل الضيف بنائب الرئيس...عبارة ومشهد أكدا أن لا أحد يراه رئيسا .. هيك صار له لقب جديد ناله بجدارة "الهمول"!

تنويه خاص: في غزة شكلت حماس وبعض القوى ما أسموه "محور سداسي"..بعيد عن العدد اللي مش مناسب عشان "السداسي" رمز تهويدي..لكن الأكيد انه اعلان عالي الصوت شكله ضد المنظمة أكثر منه ضد الكيان..والأيام جايه والفعل بيكذب المهددين!