حتى وان كانت الحياة في مخيم قلنديا للاجئين ليست مريحة فان هذا لا يمنح عنان حامد وصديقه عيسى عساف الحق بقتل اليهود. لكن الاثنين مثل الكثيرين من اصدقائهم في الاونة الاخيرة منحا أنفسهم الحق بالقتل (وهكذا تحولوا الى ابطال بنظر شعبهم) وخرجوا في عملية القتل في باب الخليل، مسلحين بالسكاكين.
انتهى الحادث، أول من امس، أمس بموت اثنين من المواطنين الاسرائيليين سكان العاصمة رؤوفين بيرمكار وعوفر بن آري. صحيح أن القدس رأت كل شيء، لكن كل عملية تحمل معها الصدمة الخاصة بها، والغضب الخاص بها، والاحباط الخاص بها، وأيضا الدموع الخاصة بها.
في باريس وسان برنردينو، حيث حدثت في الاونة الاخيرة عمليات صعبة، يحاول السكان العودة الى الحياة الطبيعية وهذه مسألة ليست بسيطة اطلاقا. وسكان القدس ليس لديهم هذا الامتياز الذي لدى سكان باريس او سكان كاليفورنيا. في مدينة داود يعودون فورا الى الروتين اليومي.
نفهم انه يمكننا الانتصار على «الارهاب» معا: «قوات الامن» مهمتها افشال العمليات (وهذا ليس سهلا عند الحديث عن منفذي عمليات مستقلين، مقابل النجاح الذي سجل، أول من امس، في الكشف عن شبكة «حماس» «الارهابية» في «يهودا» و»السامرة»). وحين تنفذ العمليات فان مهمة الشرطة والجنود هي القضاء على المنفذين (مثل المجندتين من حرس الحدود، أول من أمس). ولكن المواطنين الاسرائيليين ايضا لهم دورهم، حيث ينجحون في العودة بسرعة الى الحياة الطبيعية. وهذه مهمة ليست سهلة لكن يتفوق بها الاسرائيليون الذين لا يخافون ايضا من الاشتباك مع منفذي العمليات بدلا من الهروب.
باب الخليل ايضا، مثل اي نقطة اخرى في هذه البلاد، هو جزء من الخلاف بيننا وبين الفلسطينيين. بوابة يافا (لنا) هي باب الخليل بالنسبة لهم. وهي اسماء يطلقها كل طرف على المكان.
من جميع الصور الساحرة للبلدة القديمة يمكن رؤية انه لا يمكن فصل برج داود عن باب الخليل بالضبط مثلما لا يمكن فصل دولة اسرائيل عن عاصمتها الابدية.
وهذا ما لم يفهمه ولا يقبله عنان حامد وعيسى عساف. لم يأتوا مع السكاكين الى باب الخليل لانهم ضاقوا ذرعا بالحياة في مخيم قلنديا. لقد جاءا لقتل اليهود لانهم يعتبرون ان لا حق في السيادة لليهود في «مدينة داود».
استدعيت لالقاء محاضرة غدا في القدس. واثناء العودة الى البيت في تل أبيب سوف نمر من باب الخليل مثلما فعل آباؤنا.
عن «إسرائيل اليوم»