اساليب التعذيب التي يتبعها "الشاباك" في التحقيق

1220152500528825747610492280autoresize
حجم الخط

بعد احتجاجات الارهابيين اليهود المشتبهين بتنفيذ جريمة قتل وحرق عائلة دوابشة في قرية دوما على ما اسمته عائلاتهم بالتعذيب والتنكيل الذي يتعرضون له على يد محققو الشاباك نشر موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني الناطق بالعبرية تقرير تناول فيه بعض اساليب التعذيب التي يعتمدها الشاباك خلال التحقيق جاء فيه.

"تهدف التحقيقات الجارية هذه الايام الى احباط عمليات ارهابية مستقبلية ونتبع خلال التحقيقات الاساليب الملائمة لتحقيق هذه الغاية". بهذه الجملة اعترف جهاز الشاباك ولاول مرة انه يحقق مع الارهابيين اليهود بصفتهم "قنبلة موقوتة" حسب تعريفات وتصنيفات الشاباك للخاضعين للتحقيق لديه وهو وصف يتيح استخدام اساليب تعذيب قوية.

ادعى محامو "الارهابيين اليهود" المشتبهين باركاب جريمة "دوما" خلال الشهر الماضي اكثر من مرة ان محقيي الشاباك يمارسون التعذيب ضد موكليهم ومع ذلك نشر خلال الايام الماضية بيانات غير مألوفة اوضحت اهمية التحقيق في جريمة "دوما" نافية بعض الادعاءات حول استخدام بعض طرق التحقيق ضد موكليهم.

وفي هذا السياق، اصدر الشاباك بيانا اوضح فيه ان معتقلي "دوما" لم يتعرضوا للتحقيق او المضايقة الجنسية ولم تمس اعضاؤهم الحساسة ولم يتم استخدام ما يعرف في الشاباك باسم "سرير بروكرستيان" المقصود به "(إحداث الملائمة بالعنف) وهو اسلوب اخذ من اسطورة يونانية تتحدث عن لص كان يغير شكل ضحاياه ليتناسبوا مع سريره سواء من خلال تمديدهم، سحب جسدهم اذا كان اقصر من السرير او قطع ارجلهم اذا كانوا اطول منه وهو اسلوب تعذيب غاية في العنف والقسوة، نافيا ان يكون محققيه قد وجهوا للمشتبه بهم الركلات او بصقوا عليهم او استخدموا الكهرباء في تعذيبهم.

وقال مصدر امني رفيع ان قسم التحقيق في جهاز الشاباك حصل قبل 10 ايام على اذن خاص يتيح له استخدام اساليب تحقيق كانت حتى الان حكرا على المعتقلين الفلسطينيين دون غيرهم ولم تستخدم ضد أي معتقل اخر غير فلسطيني وذلك بعد ان اتضح لجهاز الشاباك ان شركاء الارهابيين اليهود المتهمين بجريمة "دوما" ممن لم يتم اعتقالهم حتى الان يستعدون لتنفيذ عمليات ارهابية اخرى.

ويتيح اجراء "القنبلة الموقوتة" للمحققين استخدام اساليب ووسائل تحقيق "متطرفه" بشرط ان يكون الهدف من التحقيق منع وإحباط عملية ارهابية في طريقها للتنفيذ لكن من المحظور على المحققين استخدام اساليب "متطرفه" اذا كان هدف التحقيق حل لغز عمليات سابقة حسب تعبير الموقع الالكتروني صاحب التقرير.

 

يمكن لتقارير منظمات حقوق الانسان والالتماسات التي سبق ان قدمته هذه المنظمات للمحكمة العليا الاسرائيلية ان تلقي بعض الضوء على زاوية التعذيب المظلمة وتفضح بعض اساليب التعذيب التي يمارسها محققو جهاز الشاباك ضد "المهتمين اليهود" حسب تصميم الموقع الالكتروني على حصر تقريره بالتعذيب المزعوم ضد "الارهابيين اليهود" مستثنيا الفلسطينيين الا من زاوية المقارنة والمفاضلة او من باب النموذج الذي يستخدمه التقرير للقياس عليه وتوقع ما يحدث للمعتقلين اليهود من خلال هذا النموذج وليس من باب فضح او ادانة التعذيب الممارس ضد المعتقلين الفلسطينيين الذين يخضعون للتحقيق في اقبية جهاز الشاباك منذ بدايات الاحتلال وحتى اليوم".

واستعان التقرير الصحفي بتقرير صدر عام 2010 عن منظمة "بتسيلم" الحقوقية الاسرائيلية والتي استندت في اعداده على شهادات موثوقة ومسجلة ادلى بها 121 معتقلا فلسطينيا صنف الشاباك بعضهم على انهم "قنبلة موقوته" وبالتالي اخضعهم لأقسى اساليب التحقيق ومنها:

 

قيود "كلبشات" وحبال:

حسب تقرير "بتسيلم" يتم تقييد المعتقلين الفلسطينيين وربطهم على "كرسي" يمنعهم من الحركة ولو بحدها الادنى، محاموا الارهابيين اليهود يدعون ان موكليهم تعرضوا لهذا الاسلوب حيث تم ربطهم بالكرسي او الى سرير بواسطة قيود "كلبشات" وحب تم تقييد ايدهم خلف ظهورهم واستخدام "القيود" لربط ارجلهم الى جانبي الكرسي..

وادعى "الإرهابيون اليهود" ان محققي الشاباك اجلسوهم في بعض المرات على "كرسي" لا مسند ظهر له "دون مسند ظهر" فيما قيدوا ايديهم خلف ظهورهم وكان الكرسي مائلا بزاوية 45 درجة ما يجبر الجالس عليه على استخدام عضلات البطن لمنع سقوطه ارضا.

وتحدث 13 فلسطينيا من مجموع المعتقلين الـ 121 الذين اعتمد عليهم تقرير "بتسليم" الذي استخدمه الموقع الالكتروني للادعاء على الشاباك بممارسة ذات الاساليب ضد "اليهود" دون ان يدين التقرير استخدام هذه الاساليب ضد الفلسطينيين ولو بحرف واحد عن منعهم من النوم لفترة زادت عن 24 ساعة فيما قال بعض المعتقلين الفلسطينيين انهم خضعوا للتحقيق المتواصل والمستمر لعدة ايام دون توقف باستثناء بعض الوقفات القصيرة للنوم.

وتحدث المعتقلون الفلسطينيون وفقا لتقرير "بتسيلم" عن شروط احتجازهم داخل زنازين التحقيق وفي غرفة التحقيق بطريقة تمنعهم من النوم حتى وان لم يقم المحققون بمنعهم بشكل مباشر "يعني احتجازهم في اوضاع لا يمكن ان تسمح لهم بالنوم".

الحرمان من الضوء:

وفقا لتقرير "بتسيلم" 2010 يتم احتجاز المعتقلين داخل زنازين ضيقة جدا بحيث "تحتل" الفرشة تقريبا كامل مساحة الزنزانة التي لا يوجد فيها أية شبابيك لا يوجد أي وسيلة لمعرفة الليل من النهار فيها حيث يتم ضخ اوكسجين صناعي فيها فقط فيما قال ربع المعتقلين الفلسطينيين ان هواء باردا جدا او ساخنا جدا تم ضخه لهذه الزنازين التي يبقى ضوء الكهرباء فيها مضاء على مدى 24 ساعة في اليوم ما سبب للمعتقلين الالم في العيون وصعوبات في الرؤيا.

سجن عكا:

 

يدعي الارهابيون اليهود تعرضهم لاسلوب يطلق عليه الشاباك اسم "سجن عكا" حيث يضعهم داخل زنزانة بصحبة بعض عملاء الشاباك "ألعصافير " وبعد فترة قصيرة تفتعل "العصافير" شجارا داخل الزنزانة حيث يقول "العصافير" للمعتقل انه سيتعرض للضرب والقتل اذا لم يخبرهم بمعلومات سرية وان يعترف بعمليات نفذها او لم ينفذها تثبت انه ليس عميلا للشاباك واذا لم يعترف يتعرض للضرب من قبلهم.

موسيقى تصم الاذان:

تحدث تقرير "بتسيلم" عن اساليب تعذيب اخرى يقع ضمن اجراء "القنبلة الموقوته" تتضمن تعريضهم لموسيقى شديدة الصخب تصم اذانهم اضافة لسياسة العزل ومنع الاجتماع بالمحامين لفترة غير محددة وتعرضيهم لمصادر "برد" او "حر" متطرفة جدا وكذلك التعذيب بطريقة "الهز" الشديد التي سبق وان جبت حياة معتقلين فلسطينيين قضوا نتيجة تعرضهم للتعذيب "بالهز" الشديد.

رسمياً الغي التعذيب في اسرائيل عام 1999 بعد قرار اصدرته المحكمة العليا لكن وفي حالات وجود معتقلين يصنفهم الشاباك على انهم "قنبلة موقوته" والمقصود هنا ان هؤلاء المعتقلين يحتفظون بمعلومات عن عملية "ارهابية" في طريقها للتنفيذ تقرر السماح لمحققي الشاباك باستخدام اسلوب "الهز" اثناء التحقيق واستخدام وسائل للممارسة ضغوط جسدية "معتدلة" .

وفي هذه الحالة يجري محقق الشاباك مشاورات مع رئيس القسم او الدائرة التي يتبع لها وبعدها يسمح له باستخدام اساليب تعذيب جسدي خاصة بما في ذلك "الهز" على ان يتم رفع تقرير في ذلك للمستشار القضائي للحكومة حتى يمنح للمحقق الذي يستخدم "الهز" حصانة ويعفيه من امكانية المحاكمة او المحاسبة.

 

اساليب تعذيب تستخدم ضد الفلسطينيين:

 

قبل عشرة اعوم نشرت صحيفة يديعوت احرونوت تقريرا عن اساليب التعذيب بما في ذلك "الهز" وتناولت قرار المحكمة العليا الذي درس بعض اساليب التعذيب المستخدمة ضمن اجراء "القنبلة الموقوتة" والغى بعضها لكن فعليا ومن باب الالتفاف على قرار المحكمة تم نقل هذه الاساليب الى جهات ومصطلحات اخرى مثل "التحقيق العسكري" وفقا لشهادات المعتقلين الفلسطينيين ويشمل هذا التحقيق مجموعة من اساليب التعذيب منها:

 

 

1- سجدة الضفدع:

يقوم المحققون بتقييد يدي ورجلي المعتقل الى الخلف ويجلسونه على رؤوس اصابه حتى ينهار ويسقط ويتم رفعه مجددا تحت وابل من الضربات ويعيدوه الى ذات الوضعية مرات ومرات وفيما سبق "قبل 10 اعوام" كانت هذه الطريقة تتم اثناء وضع رأس المعتقل داخل كيس لكن المحكمة العليا منعت استخدام الكيس.

2- انحناءة الموز:

يجلس المعتقل على كرسي لا يوجد له مسندا للظهر فيما يتم تقييد يديه ورجليه للخلف ويجلس خلفه محقق شاباك يسحب ظهر المعتقل للخلف بزاوية 45 درجة وتستمر هذه الحالات لفترات طويلة تصل الى نصف ساعة فيما يجلس امام المعتقل ايضا محققا اخر يسحب قدمي المعتقل ويحشرها بين قدميه ويقوم بتوجيه الضربات الى بطنه بين فترة واخرى.

والتجديد هنا الذي هدف الى الالتفاف على المحكمة سابقا كان محققا واحدا يقوم بخفض ظهر المعتقل ودفعه باتجاه الارض " 45 درجة " لكن الان اضيف المحقق "الامامي" ويفضل محققو الشاباك اطلاق اسم "انحناءة القفا" على "موزتهم" الجديدة والمحدثة.

 

3- وضعية الفرس "جديدة":

يقف المعتقل قرب جدار معصوب العينين ومقيد القدمين واليدين الى الخلف بما يبقى رأسه فقط مستندا للجدار فيما تكون ركبتيه منحنية ويبقى على هذا الحال حتى يسقط ارضا ليعاد رفعه الى ذات الوضع مصحوبا بالضربات والرفسات واللكمات ليتكرر هذا المشهد المخيف مرات ومرات حسب رغبة المحقق.

 

4- الربط المزدوج "جديدة":

يتم تقييد يدي المعتقل بزوجين من القيود "كلبشتيين" الاولى قرب المرفق والثانية في منتصف المرفق ويتم ضغط "الكلبشات" بقوة حتى تلامس العظم وهنا تبدا اصابع المعتقل بالتضخم نتيجة حشر الدم فيها ليستغل المحققون هذا الانحباس للدم ويشرعون بالضغط على اصابع المعتقل المنتفخة.