عقبت وزارة الخارجية والمغتربين، اليوم الأحداث، على اقتحام قوات الاحتلال "الإسرائيلي" لمخيم جنين، واعتقال وإصابة عدد كبير من شبانها.
وأكّدت الخارجية في بيانٍ ورد وكالة "خبر" نسخةً عنه، على أنّ ما تتعرض له جنين جزء من مخطط "إسرائيلي"، لتفتيت أرض دولة فلسطين وتحويلها إلى مناطق معزولة.
وقالت: "لطالما تم التحذير من السياسات الإسرائيلية التصعيدية ونتائجها الكارثية على ساحة الصراع والمنطقة برمتها، فالتصعيد الإسرائيلي الممنهج سيؤدي إلى الانفجار الكبير الذي تسعى دولة الاحتلال لحدوثه، لخلق حالة من الفوضى تسهل عليها تنفيذ المزيد من مشاريعها الاستعمارية التوسعية في الأرض الفلسطينية المحتلة".
وتابعت: "اليوم يتضح أكثر من أيّ وقت مضى أنّ دولة الاحتلال ماضية في تكريس تفتيت أرض دولة فلسطين إلى معازل وكانتونات مفصولة تمامًا بعضها عن بعض ليسهل السيطرة عليها والتحكم بها وخنقها، وذلك في إطار مخطط استعماري إسرائيلي يقوم على تجزئة أرض دولة فلسطين وإغراقها بمحيط استيطاني كبير مرتبط بالعمق الإسرائيلي من الجهتين الغربية والشرقية".
وأشارت إلى أنّ الاحتلال يسعى لمنع أيّ شكل من أشكال التضامن الفلسطيني مع محافظة جنين وحرمانها من أشكال التضامن الشعبية على مستوى الوطن.
وأردفت: "فظاعة ما يقوم به جيش الاحتلال يستهدف عموم الوطن وضرب قضية شعبنا وحقوقه، وما عمليات القتل خارج القانون واقتحام المنازل وتخريب الممتلكات وترهيب المواطنين الآمنين في منازلهم وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الصوت في ساعات متأخرة من الليل في شهر رمضان المبارك، إلا دليل على ذلك".
وشدّدت على أنّ صورة السيدة التي أطلقت عليها قوات جيش الاحتلال النار في حوسان غرب بيت لحم، والتي وثقها تلفزيون فلسطين بالصوت والصورة إثبات آخر على وحشية وهمجية آلة القتل "الإسرائيلية" المنتشرة في عموم الضفة الغربية المحتلة.
وأضافت: "هذه التجربة المأساوية التي فرضها الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزّة والمحاولات الاستعمارية المستمرة لفصله تمامًا عن جسد الدولة الفلسطينية، تتجلى هذه الأيام بوضوح في محافظة جنين بما تتعرض له من تضييقات وقرارات عسكرية تعسفية لعزلها عن محيطها الفلسطيني وحرمانها من أبسط المكونات الاقتصادية والتحكم بمن يدخل إليها أو يخرج منها".
وحمّلت الخارجية، حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، وأذرعها المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج هذا التصعيد ومخاطره على ساحة الصراع، مُشيرةً إلى أنّ الحكومة "الإسرائيلية" الحالية تحاول حل أزماتها الداخلية على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه ودمائه.
وأكّدت على أنّ استمرار الاحتلال والاستيطان وعمليات تهويد القدس والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وإقدام حكومة "بينت- لابيد"، على إغلاق الأفق السياسي لحل الصراع، هو السبب الرئيسي للتوترات والانفجارات الحاصلة في ساحة الصراع.
وطالبت الخارجية، المجتمع الدوليّ والإدارة الأميركية بسرعة التدخل لوقف التصعيد "الإسرائيلي" تلافيًا للانهيار الذي يهدد ساحة الصراع، داعيةً لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع على قاعدة أنّه لا بديل للحل السياسي التفاوضي للصراع.