إسقاط نتنياهو واجب وطنيّ

اسرائيل
حجم الخط
خدعتنا مرة، مرتين، ثلاث مرات – اخجل. اذا سمحنا لك بأن تخدعنا للمرة الرابعة، فالخجل سيكون من نصيبنا جميعا. إن المستشارين الاستراتيجيين على رأي في أنه في المنحدر السلس الذي ينزلق فيه بيبي، كان ينبغي له أن يبدأ بإحراق وثائق حساسة. في هذه الأثناء لا نرى بعد دخانا يتصاعد من ديوان رئيس الوزراء. في هذه الأثناء، دفع نقدا على القهوة في سوق محنيه يهودا، ولكنه نسي أن يبلغ مسبقا عن الزيارة للصحافيين، لاعتبارات الأمن، قال مساعدوه.
منذ زمن بعيد لم يكن هناك. ولكن المكان مثل البيت الثاني له. فقد ابتسم، ولكن ابتسامته الشهيرة بهتت، ولكنه تصبب عرقا تحت السترة الوقائية البشرية من حوله. ولشدة أسفه لم يكن بوسعه هناك أن يلقي خطاباته الكاذبة بالأميركية. كان واضحا عليه أنه فقد ثقته بنفسه وهو يحاول أن يزيفها. وهو يشم رائحة الهزيمة.
شعار الانتخابات لبن غوريون في حينه كان «قولوا نعم للختيار». وفي هذه الأيام نقول لا لبيبي. شخصيته لا تناسبنا. غير قليل من رجال «الليكود» يريدون لـ»الليكود» ان ينتصر، ولكن لبيبي أن يخسر. فقد مله الجميع. وهو يكذب على اليمين وعلى اليسار، بالعبرية وبالانكليزية. واصدق اقوال النائبة تسيبي حوتوبيلي التي ادعت بفخر بأن بيبي لم يعد يقف خلف خطاب بار ايلان ولا يقبل مبدأ الدولتين للشعبين – «لن تكون هنا اي تنازلات أو انسحابات». فمن تجده يعاقب؟ «العمل»؟ شعب اسرائيل؟ ليس هناك ما يدعو الى الغرق في التخمينات. المهم ان يبقى في الحكم. ووفقا للنكتة البولندية الشهيرة فإننا اذا ما انتخبناه مرة اخرى، فإننا نستحقه.
الشعب بحاجة الى قيادة واثقة، وليست قيادة تتغذى على تخويف الناخب. نسمع مؤخرا المزيد فالمزيد من الناس ممن يقولون «لن اصوت لبيبي». وبسبب وضعهم الشخصي، بسبب تكتيكه في أن يحظى باصوات المقهورين والمقموعين من خلال التهديد بالسلاح النووي الايراني. زعيم عديم المسؤولية يقود الدولة الى مواجهة جبهوية مع قوة عظمى مثل ايران. وردا على الخطاب المؤثر لمائير داغان، في ميدان رابين، حيث ذرف دمعة حين ذكر جده المغدور، اتهم الحكومة بانعدام الرؤيا، بل اعترف بأنه يخاف من قيادتنا – فماذا كان رد مكتب بيبي؟ بأنه، رئيس «الموساد» الاسطوري، يسروي «ناكر للجميل». اوفير اكونيس، المدعي ذو الغرة على جبينه، يذم رئيس «الموساد» في أنه ناكر للجميل. وانه مدين لبيبي بالعملية الجراحية التي «رتبها» له في خارج البلاد. هكذا هو الحال على ما يبدو في حكم بيبي، كل شيء شخصي. الجميع «يقدمون الجمائل» الواحد للآخر.
ان رئاسة الوزراء ليست ملكا شخصيا للمنتخبين، مثلما هو أثاث الحكومة لا يعود في قيساريا، ويوم المرأة لا يفترض أن يصبح يوم سارة. وحقيقة أن ليس لبوغي صوت رخيم مثلما لبيبي، لا تقلل من حكمته وذكائه. والدليل هو أنه رفع «العمل» ليصبح بديلاً ذا فرصة للحكم الذي ينازع حياته السياسية. كم مرة ينبغي لرئيس الوزراء أن يثبت بأنه لا يساوي شيئا كي لا تنتخبوه مرة اخرى.
اذا ما انتخب بيبي مرة اخرى، فإن وضعنا في أميركا لن يتحسن في السنتين القريبتين، بعد العرض رقم ثلاثة لبيبي في الكونغرس. فاستفزاز الحكم الديمقراطي والرئيس الديمقراطي لن ينسى هكذا بسرعة. فنانسي بلوسي، رئيسة الحزب الديمقراطي، انفجرت بكاء من شدة الغضب لسماع الخطاب. والتفكير بأن بيبي «خطط» الخطوة بعناية تبدو نكتة. قبل السفر الى واشنطن كان بيبي في حالة عصف، حج الى قبر أبيه، ذهب الى «المبكى»، ووضع بطاقة ووصف الرحلة بأنها رسالة تاريخية. ليست تاريخية ولا أحذية، بل اشعال للحرائق. طريقه مرصوفة بالاخطاء، اكثرها فتكا، من ناحيته، كان تقديم موعد الانتخابات. ينبغي الأمل في أن يؤدي المقترع المسؤول واجبه الوطني: ان يسقط بيبي.
عن «هآرتس»