في خطوة عملية استدعت دولة الإمارات العربية المتحدة السفير "الإسرائيلي" لديها؛ وذلك رداً على الاعتداءات "الإسرائيلية" بحق المسجد الأقصى ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً، "أيّ تخصيص أوقات مُعينة للمسلمين وأخرى لليهود في تغيير للوضع التاريخي الراهن؛ من أجل فرض السيطرة وإقامة الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض الأقصى".
وفي 19 إبريل الجاري، استدعت وزير ة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى بلادها، أمير حايك، وفق ما نشرته وزارة الخارجية الإمارتية عبر موقعها الرسمي.
وأبلغت الهاشمي، الحايك، احتجاج الدولة واستنكارها الشديدين على الأحداث التي تشهدها القدس والمسجد الأقصى، من اعتداءات على المدنيين واقتحامات للاماكن المقدسة، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين.
وطالبت بالوقف الفوري لهذه الممارسات وتوفير الحماية الكاملة للمصلين واحترام السلطات الإسرائيلية، حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية ووقف أيّ ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى، مٌعربة عن قلقها من تصاعد حدة التوتر الذي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكّدت على ضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقية في رعاية المقدسات والأوقاف، بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم وعدم المساس بسلطة صلاحيات وإدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.
وشددّت الهاشمي، على ضرورة خلق بيئة مناسبة تتيح العودة إلى مفاوضات جدية تفضي لتحقيق سلام عادل وشامل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية؛ وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
الإمارات أول من اعترف بدولة فلسطين
بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي، د. عماد عمر، أنَّ موقف الإمارات إيجابي وليس جديد؛ فهي مُنذ عهد الشيخ زايد رحمه الله، تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني؛ وهي أول دولة عربية اعترفت بالدولة الفلسطينية بعد إعلان الاستقلال في الجزائر عام 1988.
وأضاف عمر، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "كما ضغطت الإمارات مؤخراً ضد إصدار قانون الضم الاحتلالي للمستوطنات في الضفة الغربية"، مُعتبراً أنَّ موقفها مُشرف ويُبنى عليه ليمتد لباقي الدول العربية.
وتابع: "ربما يكون القرار عامل ضغط على حكومة الاحتلال؛ لوقف اعتداءاتها في المسجد الأقصى والمدينة المقدسة؛ خاصةً أنّه سيؤثر على مصالحها، بعدما فتحت الإمارات علاقاتها مع دولة الاحتلال".
وأكّد على أنَّ موقف الإمارات السياسي، يتكامل مع الموقف الإغاثي والإنساني الذي تقوم به للشعب الفلسطيني في إطار دعم صمود شعبنا في مواجهة سياسات الاحتلال العنصرية.
تضرر مصالح "إسرائيل"
وقال عمر: "إنَّ دولة الإمارات دعمت صمود الفلسطينيين في القدس بمساعدات إغاثية تموينية؛ للضمان بقائهم وصمودهم ورباطهم في المسجد الأقصى وإفشال مخطط التقسيم الزماني والمكاني؛ باعتباره مسجد إسلامي للمسلمين فقط".
وأوضح عمر، أنَّ "الإمارات دولة صاحبة تأثير على المستوى الإقليمي والدولي؛ وبالتالي الموقف الذي اتخذته باستدعاء السفير الإسرائيلي لديها، سيكون له صدي في المحافل الدولية وعلى مستوى الأمم المتحدة، وكذلك للعلاقة مع الدول العربية كمصر والأردن ودول الخليج، وسيكون له ما بعده".
وختم عمر حديثه، بالتأكيد على أنَّ موقف الإمارات ليس جديد، مُشيراً إلى أنّ إجراءات الاحتلال في القدس قد تؤدي لتدهور علاقات دولة الاحتلال مع الدول العربية المطبعة وغيرها، لأنَّ الأقصى مسجد خالص للمسلمين وحدهم.
الإمارات تدعم الشعب الفلسطيني منذ التأسيس
القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، جمال أبو حبل، أكّد على أنَّ موقف الإمارات يأتي في إطار الدور الذي يجب أنّ تلعبه كل الدول العربية الشقيقية، لافتاً إلى أنّ موقفها ليس غريبًا، فمنذ تأسيس الدولة عام 1970 وهي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية في المحافل الدولية، وكذلك تُقدم الدعم الإغاثي للشعب الفلسطيني.
وأضاف أبو حبل، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "مطلوب من كافة الدول العربية المطبعة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وغيرها، موقف مُساند وداعم للقضية الفلسطينية في مواجهة السياسيات الاحتلالية العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة وغزة".