يديعوت : العنف ثمرة الضعف!

جلعاد شارون.jpeg
حجم الخط

بقلم: جلعاد شارون



حين تدور رحى المعركة بين قوات الأمن وبين الرعاع المحرض والعنيف في الحرم، فإننا نخسر في كل الأحوال – إذا فعلنا ما ينبغي وكسرنا الشغب العنيف، قامت صرخة في كل العالم. وإذا «احتوينا» مثلما يطيب لبينيت وحكومته، أي انثنينا أمام الإرهاب والعنف، فإننا سنحصل على انعدام الحوكمة والفوضى في العاصمة.
من أين جاء بينيت بهذا الغباء، في السماح بدخول حر الى الحرم لكارهي إسرائيل في كل عمر؟ فالمسؤولون عن أكوام الحجارة ومباراة الكرة داخل المسجد، المكان الذي يفترض أن يكون مقدسا، هم شبان جاؤوا فقط كي يثيروا المشاكل وليس لهم ما يبحثون عنه هناك. مرات عديدة في الماضي حصر الدخول لأبناء 50 فما فوق، ولا يوجد سبب يجعلنا لا نفعل هذا الآن أيضا. التفريق بين من جاء ليصلي وبين المشاغبين العنيفين يجب أن يتم بعيدا عن البلدة القديمة. اضطرابات في شعفاط او في كفر عقب لا تهم العالم حقا. على الحكومة أن تستخدم عقلها قليلا وتسد طريق هؤلاء المخربين حيث ما هو مريح لنا معالجتهم، وليس في الحرم. ومثلما يوقف التلوث في الجسد قبل أن يصل الى القلب، فإنه إذا ما دارت المعركة في القلب يكون الأمر معقدا وخطيرا. ساحة الحرم مليئة بأعلام «حماس»، وعلم فلسطين معلق على القبة الذهبية، وهذا بعد أن قرر بينيت إغلاق الحرم أمام اليهود. عندما نتراجع أمام الإرهاب، فإنه لا يهدأ – بل العكس يرفع الرأس ويعربد أكثر. لماذا يحتاج اليهود لأن يحجوا الى الحرم؟ لماذا التجول في القدس مع الأعلام؟ ما هي الفرضية الأساس من خلف هذه الأسئلة؟ وأنا لا اقصد اليساريين المتطرفين الذين يكفرون بحقنا. المقصود هو واحد مثل بينيت الذي تحدث بلا انقطاع عن حقنا في البلاد وبخاصة في القدس والآن يفرض القيود على اليهود.
الافتراض هو أن الرعاع المحرض ليس طبيعيا وليس عقلانيا، أما اليهود فبالذات نعم. يوجد جوابان لهذا النهج المرفوض: الأول مبدئي – عندما تكون المالك القانوني للمكان، فإنك تسير فيه كما تشاء. والثاني، جموع المشاغبين لا يهدؤون أمام الضعف والتراجع بل العكس العنف يزداد فقط.
نحن المالكون القانونيون للمكان. 3 آلاف سنة والقدس هي عاصمتنا، 1600 سنة قبل أن يأتي الإسلام الى العالم على الإطلاق. العنف يجب أن يكسر، والقيود يجب أن تفرض على من يشاغب وعلى من يهاجم بالحجارة وبالألعاب النارية – وليس على من يريد أن يسير في القدس دون أن يؤذي أحدا. علم مرفوع لم يبعث بأحد الى المستشفى أما الحجارة بالذات فتفعل ذلك.
باب العامود يوجد على مسافة 2.300 متر من الكنيست. كيف يحتمل أن السير إليه، مع علم أو دون علم هو على الإطلاق مسألة أمن قومي؟ هل يحتاج مواطن أميركي الى أي إذن لأن يسير في واشنطن مع علم؟ وهل يحتاج مواطن بريطاني الى هذا الإذن؟
ان من مهمة رئيس الوزراء ان يتأكد من ان هذه الحرية قائمة – لا ان يمنعها. لقد صمت بينيت صمتا مطبقا عندما تحدث وزير الخارجية الأميركي عن «عنف المستوطنين»، وسكت أمام دعوة رئيس وزراء الأردن الى العنف وأمام أقوال أردوغان الوقحة. بدلا من أن يذكر الأردني بأيلول الأسود وأردوغان بالأكراد والأرمن – يسكت. هكذا لن يكون هنا هدوء. الضعف في منطقتنا هو دعوة الى العنف.

عن «يديعوت أحرونوت»