من المقرر، أن تنظر محكمة الصلح في القدس المحتلة، اليوم الإثنين، في دعوى جمعيات استيطانية لإخلاء عائلة سالم في الشيخ جراح من منزلها، حيث يتوقع أن تقرر مداولات الجلسة مصير عائلة سالم وتؤثر على مصير الحي بأكمله.
وأفادت العائلة المهددة بالإخلاء والتهجير من الحي، في بيان أصدرته، بأنها ستمثل اليوم أمام المحكمة في جلسة للنظر في قضية إخلاء من المنزل، مبينة أنه ومع ورود جميع الاحتمالات فمن الممكن أن تحكم المحكمة بإخلائنا من منزلنا الذي سكناه بعد النكبة في قالونيا عام 1948 ، "لنبدأ فصلا جديدا من التغريبة التي لا تتوقف".
ووجهت العائلة نداء عاجل للشعب الفلسطيني بسياسييه وناشطيه وإعلاميه، وكل ذي قدرة على التأثير، بالوقوف معها في جلسة المحكمة.
ونظمت مؤسسات تعنى بحقوق الإنسان، وجمعيات حقوقية، خلال مداولات المحكمة، تظاهرة ووقفة احتجاجية قبالة مبنى المحكمة، حيث أكدت أنه إلى جانب النضال إلى جانب عائلة سالم وسكان الشيخ جراح، نقف ضد احتلال القدس الشرقية، وضد التحركات الواسعة لتهجير العائلات الفلسطينية من المدينة، وضد منظومة قوانين خاصة لليهود وأخرى للفلسطينيين.
يشار إلى أن عائلة الحاجة فاطمة سالم، تعيش في حي الشيخ جراح منذ نحو 73 عاما، وتملك منزلا وبجانبه قطعة أرض، ويهددها الاحتلال بإخلاء منزلها. ومنذ سنواتٍ عدة، تُعاني العائلة من اعتداءات المستوطنين المتواصلة، ففي عام 1988 أُخطروا بالتهجير والإخلاء، وتمكنوا من تجميد القرار في العام ذاته.
وفي عام 2012 فتح المستوطنون الملف مرة أخرى بهدف تنفيذ قرار المحكمة الصادر عام 1988 بموجب قانون "التقادم على حكم مدني"، الذي يتيح إمكانية تنفيذ الحكم حتى 25 عاما من تاريخ صدوره.
ويسكن منزل عائلة سالم 11 شخصا، ثلاثة أجيال نشأوا في المنزل، ولد بعضهم وأمضوا حياتهم بأكملها فيه، وهؤلاء الأشخاص، تحاول جمعيات المستوطنين تهجيرهم من بيتهم، تحت رعاية تشريعات إسرائيلية عنصرية وتمييزية، باستخدام قانون الترتيبات القضائية والإدارية.
وأظهرت إحصاءات الجمعيات الحكومية أن أكثر من 200 عائلة فلسطينية في القدس المحتلة معرضة الآن لخطر التهجير بسبب مساعي جمعيات المستوطنين المدعومة بقرارات قضائية وسياسة حكومية.
وفي شباط/فبراير الماضي جمدت المحكمة إخلاء عائلة سالم من منزلها بحي الشيخ جراح، "حتى صدور قرار جديد" بشأن ذلك.
وكانت سلطة التنفيذ والجباية الإسرائيلية، قد أصدرت في كانون الثاني/يناير الماضي، أمرا بتطبيق قرار إخلاء عائلة سالم من منزلها في الحي بين تاريخي الأول من آذار/ مارس، والأول من نيسان/ أبريل المقبل.