هل توقفنا عند ردود الفعل على أجندات موسمية للمستوطنين واقتحاماتهم لمناطق أو مواقع روحية حساسة وأصبح عملنا رد فعل على تأزم محسوب من قبل المستوطنين.
هذا رد الفعل لا يصل لإدارة صراع كامل مع الاحتلال المتعلق بقضية شاملة تتطلب إدارة وعدالة أفضل من قبل القيادات لحياة شعب هو في تحديات أكبر بكثير من أجندات المستوطنين رغم أهمية ذلك ومواصلة التصدي لهم... بنفعش تتصدى للإستيطان والمستوطنين والعدوان مثلا والخرج مخروم بالإنقسام والفئوية والظلم الاجتماعي والصراع على السلطة والمال والقرار... بنفعش التصدي والخدمات صفرية والإعتقال على خلفية الرأي والخلاف السياسي.
قضيتنا مع الإحتلال مثل أي قضية تحرر، أي هي قضية شاملة ترفد نجاحنا في إمكانية الصمود وتقرير المصير بعناصر القوة والوحدة، وهذه هي مسيرة أي شعب يريد التحرر يحتاج مواصلة النهوض بالإقتصاد والخدمات والعناية بالأجيال وتمكينهم من المستقبل، وهو ما يتطلب وحدة الهدف ووحدة الخطة وعدم التنازع المزمن الجاري في حالتنا والذي يفرغ إمكانية الإنجاز من محتواها... بنفعش حكومتين وسلطتين وجهازين أمن وتخوين وتكفير وبزنس حزبي أو قيادي.
أن نقيم كل فترة أو مناسبة مباراة بين الصاروخ والطائرة وتصبح صيغة احتفالية تستقطب المشجعين لفرق تشبه فرق كرة القدم ومن منها يحصل على الشعبية الاكبر للفوز بالقيادة أو الكأس فتلك كارثة في مسيرة نضالية تحتاج غير ذلك خاصة بعد أن وضحت الصورة بأن الهدف الوطني قد حيد به عن طريق التحرر إلى طريق الصراع على القرار والتمثيل والسلطة والمبكي فيه أنهم هاربون من صاحب الشرعية الأساس وهو الشعب وصندوق الانتخابات.
الجميع يستخدم طرق ملتوية غير شرعية للظفر بذلك، كالتحالفات الخارجية، والامتدادات المالية، والنفوذ الخارجي للتمكين بديلا للإنتخابات وبدل أن يسعى القادة والأحزاب للعناية بشعبهم وقضيتهم هربوا لتمكين أحزابهم للبقاء متحكمين بكل ما يظفر منهم من أملاك الشأن الفلسطيني سواء أرض أو مؤسسات أو نفوذ دون شرعية الجماهير، وهم لا يزالون مستمرين في دائرة الخلاف وما ملكت قواتهم وأموال دعمهم الخارجية للتنازع على الحكم والقرار، وهذه أفضل وصفة تدميرية للقضية تصب بالتأكيد في صالح المشروع الصهيوني المتقدم الخطوات بسبب ما تقدمه له الأطراف الفلسطينية المتنازعة من فرص وهي تساق إلى الجهالة بغياب المسؤولية عن شعب وقضية وتستبدلها بالفئوية والمسؤولية عن حزب وأعضاء وامتداد لتحالفات ضارة بالقضية الفلسطينية، تلك القيادات التي ابتلي بها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ... يا بتعملوا حرب زي الناس يا بلاش منه جولة وانتصرنا وبطحناهم وفازوا بالإبل/ الأرض، زي كل مرة... بنفعش كمان رئيس ديكتاتور واخد كل السلطات ومانع الانتخابات وقاطع رواتب الناس والمعارضين وتارك الانقسام دون فعل حقيقي لإنهائه بالتفاهم أو بالقوة.
لا نريد أن تتواصل تلك الجهالات للاحتفالات الموسمية بين قتلنا وقتلنا لينتصر الحزب على الحزب الآخر متأملا في امتلاك قيادة مسيرة أصبحت غير قابلة لتحقيق التحرر ولا حتى الحفاظ على ممكنات الصمود ... هي لعبة فرائحية تنغنش الساعين نحو سراب ممول.
لاحظوا كيف ينهي هؤلاء الممولون كل نقطة ضوء يبدعها أبناء الشعب الفلسطيني للنهوض بالقفز أمام ذلك الإبداع الفردي أو المجتمعي وتقديم المساعدة لإعادة الهدوء تماما تشبه طريقة التنسيق الأمني لكنها بثوب الدفاع الأكبر استجابة لنداء وامعتصماه ... لكنها في الحقيقة تحبط بوادر الثورة الحقيقية على الإحتلال في كل مرة فنطلق الصاروخ لعزل الجماهير عن المعركة .. تعريفها الحقيقي، الصاروخ والطائرة في مواجهة الشعب الثائر لإخماد ثورته.