إستراتيجية جديدة لغزة: الهدوء مقابل الاقتصاد

حجم الخط

بقلم: آفي دبوش



مرت 21 سنة منذ سقط القسام الأول في مدينتي، سديروت. في 16 نيسان حصل هذا، ومنذئذ تغير وجهها بمعانٍ كثيرة. في الأسبوع الماضي عدنا إلى الغرف الأمنية، وجراح أطفال سديروت فتحت من جديد.
في غداة ليل المحفوظات نظرت إلى العناوين في الصحف وفركت عينّي دهشة: كان هناك من شرح بأن الصاروخ الواحد هو نتيجة «بيع» إسرائيل للإخوان المسلمين في حكومة بينيت.
من الصعب أن نفهم أين كان أولئك الأشخاص عندما تعرضنا على مدى العقد الأخير لآلاف الصواريخ، أطفأنا مئات الحرائق، دفنا الموتى، فقدنا جثامين وأسرى واضطررنا لأن نهرب من بيوتنا على مدى أشهر طويلة، تراكما. على فرض أن هؤلاء ليسوا أناسا منقطعين تماما، وأن التاريخ بدأ من ناحيتهم في تموز 2021، يبدو أن أمن أطفال سديروت متعلق بالوقفة السياسية.
اقتراح أولئك الأشخاص هو أغلب الظن العودة إلى ما شهدناه في العقد الأخير.
كمقيم في سديروت، توجد لدي أساسا مشاعر محلية وإقليمية.  سيسرني أي حل يوقف دائرة الرعب. عندما أجرى نتنياهو في 2018 أول نقاش على الإطلاق في الكابينت الأمني عن التسوية في غزة وقفت مع رفاقي كي أؤيد التوصل إلى حلول. وعندما كان إسرائيل كاتس عضو الكابينت الوحيد الذي أجريت معه مقابلة صحافية واقترح استراتيجية جديدة للحرب تجاه حماس (بناء جزيرة مصطنعة في مياه غزة لميناء تجاري)، كان الصدى لأقواله في حملة «الأمل بدل الحرب».
كانت هذه أفكار لم تحقق شيئا، أبنائي وأنا نوجد في الجانب الذي يتعرض للضربات في الـ21 سنة الأخيرة؛ حماس هي تنظيم إجرامي يخرق حقوق الإنسان في غزة وفي سديروت. ولكني تربيت على الصهيونية التي تخلق واقعا وليس فقط تعنى برد الفعل. تربيت على الإسرائيلية الإبداعية التي لا تتجمد في مكانها بل تخلق حلولا.
الجانب القوي يمكنه أن يقرر حقائق على الأرض وأن يستبدل استراتيجية لم تثبت نفسها – استراتيجية الحصار التي أعلنت عنها حكومة أولمرت في 2007 – باستراتيجية فاعلة.
على الاستراتيجية أن تضرب المناخ السياسي الجديد لاتفاقات أبراهام وتعزيز العلاقات مع مصر.
يتحدث العسكريون عن هذه المعادلة: إعمار البنى التحتية في غزة وإقامة ميناء بحري، إدخال عمال غزيين بأعداد كبيرة إلى إسرائيل وسلسلة مشاريع اقتصادية مشتركة في صالح الكهرباء، المياه والصحة. وما المقابل؟ الهدوء، وإعادة منغستو والسيد وجثماني ريتشارد وهدار غولدن. ستحتاج خطوة كهذه تجنيداً مهما لمصر، قطر، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
ليس بسيطا، لكننا رأينا أي جهود تبذل في محاولة للتوسط في حرب عظيمة الحجوم في أوروبا.
حرب الـ21 سنة تجاه غزة لاغية ملغاة. هذه مسألة إرادة سياسية، تصميم وإبداع.
من يحاولون تصوير حكم نتنياهو بأنه أفضل لغلاف غزة يجب أن يتذكروا أنه لا يمكن خداع كل الجمهور كل الوقت. على حكومة التغيير أن تستوعب بأن نافذة الفرص تغلق ومن لا يعرفون كيف يجلبون حلولاً جديدة يخونون مهام مناصبهم.

عن «إسرائيل اليوم»