إنّ الحفاظ على النفس البشرية ليعتبر من أهم الأمور التي يجب أن تعتري تفكير الشخص، ولكن ضمن ظروف وحالات معينة فإنّ البعض قد يلجأ إلى الانتحار محاولةً منه للتخلص من ضغوط الحياة التي يصاحبها بالغالب أمراض نفسية وسلوكيات غير سوية. وبحسب التقرير الذي نشر بعنوان "منع الانتحار.. ضرورة عالمية" –كما ورد في "روسيا اليوم"- فإنّ كلًّا من السودان ومصر والمغرب وتونس والجزائر تتصدر قائمة الدول العربية التي تسجل أعلى معدلات حوادث الانتحار لكل 100 ألف شخص، بينما صنفت السعودية وسوريا في أسفل القائمة. وتأتي السودان في المركز الأول، بمعدل 17.2 حالة انتحار عن كل 100 ألف شخص، بينما يأتي المغرب في المركز الثاني بمعدل 5.3 حالة انتحار، وكانت إحصاءات عامي 2009 و2013 تشير إلى أنّ عدد الوفيات بالبلاد، جراء الانتحار وصلت إلى 2134 حالة وفاة. وصنفت قطر في المركز الثالث بمعدل 4.6 حالة انتحار، يليها اليمن بنسبة 3.7، ثم الإمارات بنسبة 3.2 حالة انتحار لكل 100 ألف شخص. ووصلت معدلات الانتحار في موريتانيا إلى 2.9 حالة، وتأتي بعدها تونس بمعدل 2.4. أما الأردن فقد سجل ارتفاعًا في معدلات الانتحار، مقارنة بإحصاءات عام 2012 مسجلًا نسبة 2 حالة انتحار على كل 100 ألف نسمة، أغلبهم من الأطفال. وتغلب نسبة الانتحار بالجزائر على فئة الشباب والمراهقين خاصةً منهم الإناث، وقد وصلت حالات الانتحار في عام 2014 إلى 1.9 حالة، ثم تأتي ليبيا بعدها في التصنيف بمعدل 1.8 حالة انتحار، وتليها مصر بمعدل 1.7 حالة، أما العراق فوصلت فيه معدلات الانتحار إلى 1.7 حالة. ونجد أسفل الترتيب كلًّا من سلطنة عمان بنسبة حالة انتحار واحدة لكل 100 ألف شخص، يليها لبنان بـ0.9 حالة، ومع اشتداد الأزمة السورية بدأت تظهر حالات الانتحار في صفوف اللاجئين السوريين، إذ وصلت المعدلات إلى 0.4 حالة انتحار، بينما أشارت دراسة دولية قدمها صندوق الأمم المتحدة للسكان أنّ نحو 41% من الشباب السوري في لبنان قد سبق وفكروا بالانتحار، ضمنهم 17% تملكتهم الفكرة لفترة طويلة. وتتساوى السعودية مع سوريا في معدلات الانتحار، بنسبة 0.4 حالة انتحار لكل 100 ألف شخص، وصنفت في أسفل قائمة الدول العربية لأعلى معدلات الانتحار في العام 2014. وتجدر الإشارة إلى أنّ معدلات الانتحار في منطقة الشرق الأوسط ترتفع خاصةً بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 عامًا، والنساء والرجال من عمر 60 عامًا فما فوق. ورغم تعدد الأسباب المؤدية لظاهرة الانتحار، فإن الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية التزمت بخطة عمل المنظمة للصحة النفسية (2013- 2020)، بالعمل من أجل تحقيق الهدف العالمي المتعلق بخفض معدل الانتحار في البلدان بنسبة 10% بحلول عام 2020. الجدير ذكره أنّ الدول الغربية تسجل دائمًا أعلى معدلات الانتحار في العالم، إلا أنّ الدول العربية باتت تسجل مؤخرًا ارتفاعًا سريعًا وملحوظًا في معدلات الانتحار سنويًّا، وصل إلى 4 منتحرين في كل 100 ألف نسمة في العقد الأخير، وذلك وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية. الأمر الذي يعود أساسه إلى غياب الوازع الديني، وتفشي حالات الأمراض النفسية التي تؤدي بالإنسان إلى اختيار مثل هذا السلوك.