هل تركي الفيصل والسنوار يخبرونا بالحرب القادمة

طلال-الشريف-2.png
حجم الخط

بقلم د. طلال الشريف

 

 

رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق وسفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة الأمير تركي الفيصل ليس أميرا عاديا بل هو سياسي مخضرم من الدرجة الأولى وباعتقادي هو مقرب من صناع القرار في المملكة العربية السعودية.

رئيس حماس في قطاع غزة والمسؤول الأول يحيى السنوار أيضا ليس رجلا عاديا في حركة حماس بل هو قائد يشار إليه بالبنان لمواقفه السابقة المسؤولة والعقلانية في تشجيع الحلول والمبادرات لإنهاء الإنقسام الفلسطيني بجانب تسهيل العلاقات بجمهورية مصر العربية مركز الثقل العربي وتقدير مواقفها وتطويرها بعكس تصريحاته في المقابل، النارية أحيانا، نحو الصراع مع الإحتلال الاسرائيلي.

هذا الأسبوع تم استنفار العقل الفلسطيني للتفكير فيما قاله السنوار في خطابه قبل أيام قليلة، من الرد الحاسم على أي انتهاكات قادمة للمسجد الأقصى، وفهم من حديث السنوار بطريقة مباشرة أن هناك تطورا نوعيا لحركة محور المقاومة القادمة حيال أي انتهاكات جديدة للمسجد الأقصى وفهم ضمنا أو مباشرة بأن اندلاع حرب على غزة قادمة وقريبا أي بعد نهاية رمضان وانتهى رمضان، وهناك تهديدات جدية للمستوطنين بإقامة احتفالات الاستقلال في القدس وستندلع الاشتباكات لأنهم سيمسون حرمة المسجد الأقصى، وعليه فإن زيارة بن غفير للأقصى بعد غد الخميس قد تفجر حربا طاحنة في المنطقة...

إلى هنا وقبل تصريحات تركي الفيصل لم آخذ شخصيا كلام السنوار على محمل الجد ليس من إمكانية أن تحدث حرب على غزة، بل عن إمكانية دخول ايران أو حزب الله على خط المشاركة لإسناد حماس والجهاد والتورط في حرب مع اسرائيل.

بالأمس كان الأمير تركي الفيصل يشن هحوما عنيفا على الرئيس بايدن، والأهم أنه طالب بشدة بفرض عقوبات على اسرائيل بعد تواصل سياساتها وصلفها تجاه العرب والفلسطينيين بعد أن حاول الكثير من العرب تغيير سياسة اسرائيل بالتطبيع.

من حديث السنوار وتركي الفيصل يمكن الربط بما يدور في المنطقة منذ أشهر وغموض تلك الحالة وأهدافها ومآلاتها والموقف شبه الرسمي للملكة العربية السعودية موقف قوي وجديد وواضح يشير إلى:

١- أن سياسة المملكة هي ليست على ما يرام مع الولايات المتحدة.

٢- أن لا علاقات سرية بين السعودية واسرائيل.

٣- أن الأهتما بالقضية الفلسطينية لم يتغير وموقف السعودية هو مع فلسطين مادام يطالب السعوديون بفرض عقوبات على اسرائيل.

٤- وحتى لو كان الموقف الذي بينه الأمير تركي الفيصل من باب الصراع مع ايران التي قد تشارك في حرب قادمة على غزة كما أوحى السنوار قائد حماس في غزة فهو موقف مساند للفلسطينيين في مقابل ما قد تحدث من مشاركة ايران المحتملة ...

السؤال، هل لدى الادارة السعودية بهذا الموقف القوي تجاه اسرائيل معلومات عما سيحدث من حرب ومن سيتدخل فيها ولذلك تقف المملكة الموقف الذي يسند سياساتها تجاه القضية الفلسطينية لكي لا تترك المجال لتفرد ايران وتدخلها بشكل طارد للمواقف العربية، وما سيترتب عن دخول ايران المباشر هذه المرة في عمق الكتلة السنية وهي القضية الفلسطينية ...

دعونا نرى ما سيحدث وكيف ستتطور الحالة الفلسطينية .. وهل تصريحات السنوار وتركي الفيصل تخبر بأن هناك حرب ضارية حقيقة في الأفق.