إسرائيل اليوم : منصور عباس يشيح بيده للسنوار

حجم الخط

إسرائيل اليوم  – بقلم: يوآف ليمور

 

على خلفية العملية القاسية التي قتل فيها ليلة أول أمس حارس في مسوطنة “أرئيل”، صعدت حماس أمس من مساعيها بتشجيع العمليات والعنف على جانبي الخط الأخضر. خطاب زعيمها، يحيى السنوار، كان محاولة للإبقاء على الصراع حول رواية أن المسجد الأقصى في خطر. كان هذا خطاباً خطيراً، وأساساً بسبب تطرقه الصريح لعرب إسرائيل. السنوار، المصاب بأعراض جنون العظمة منذ حملة “حارس الأسوار” العام الماضي، لعب بها صراحة في داخل السياسة الإسرائيلية. فقد أراد أن يجعل نفسه عامل إرهاب آخر يبحث عن نشاط وطني في أوساط الداخل، بل وكمن يحاول أن يكون هو من يقرر المصائر في حكومة إسرائيل وفي مجلسها النيابي أيضاً. خيراً فعل منصور عباس حين أشاح بيده للسنوار، وأوضح بأنه لا يعمل إلا وفقاً لمصالح عرب إسرائيل. هذا عنصر مهم في إعادة السنوار إلى حجمه الطبيعي: زعيم منظمة إرهاب غير كبيرة، يخطئ حين يفكر بأنه يضع معادلة لإسرائيل. أقواله عن أن إسرائيل هي “بيت العنكبوت”، كانت تقليداً لخطاب نصر الله بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. نصر الله هو الآخر تعلم منذئذ شيئاً أو شيئين. وعلى أي حال، ثمة شك بأن السنوار يملك ما يمكن أن يتباهى به: فمنظمته لم تنفذ أياً من العمليات التي حدثت في الأسابيع الأخيرة.

صحيح أن حماس حققت شعبية واسعة في الشارع الفلسطيني وفي شرقي القدس وفي الشبكات الاجتماعية، ولكن من الناحية العملياتية الصرفة كان الشهر الأخير فشلاً ذريعاً بالنسبة لها. يفهم السنوار هذا جيداً، ولهذا يحاول الركوب على ظهر نجاحات الآخرين. هذه المسائل ستستمر في الأيام القادمة، حتى عيد الفطر الذي ينهي شهر رمضان. وبعد ذلك بقليل أيضاً، حتى يوم الاستقلال. لقد سعى السنوار في خطابه صراحة لاستمرارها لاحقا أيضاً؛ هذه هي سبيله ليضمن بقاء حماس على صلة دون إشعال جبهة غزة. رغم تهديده بأن منظمته قادرة على إطلاق ألف صاروخ في وقت واحد.

ولا يزال بانتظار إسرائيل تحد أمني غير بسيط في الضفة. فالعملية التي حدثت في “أرئيل” ستشجع محاولات لتقليدها مثلما حصل بعد عمليات مشابهة في الماضي. وهذا يستدعي من الجيش الإسرائيلي تحويل القوات، التي ترابط الآن على خط التماس، لصالح نشاطات عملياتية في عمق الأراضي الفلسطينية، بالاستناد إلى معلومات من “الشاباك”، تؤدي إلى اعتقالات وتحقيقات تسمح بإحباط عمليات أخرى. كما سنرى تكثيفاً للقوات على طول المحاور وفي مداخل المستوطنات.

إلى جانب النشاط العملياتي، سيحتاج الجيش الإسرائيلي لفحص طريقة الحراسة وإدارتها في الموقع الذي قتل فيه الحارس. وأفاد التحقيق الأولي بأن المخربين راقبا الموقع واعتبراه نقطة ضعف قبل أن يعملا. كما أن النشاط التكتيكي للحراس في الميدان يحتاج إلى فحص، ولا سيما في المراحل التي سبقت إطلاق النار: من اللحظة التي فتح فيها المخربان النار من السيارة التي أقلاها، حمى الحارس بجسده الحارسة التي كانت معه، خطيبته، ودفع الثمن بحياته. أما المخربان اللذان نفذا العملية، فقد عملا دون ذكاء جم، ما ساعد “الشاباك” والجيش. فقد ألقى القبض عليهما في منزليهما، كل وسلاحه المصنع محلياً، وأظهر التحقيق الأولي معهما بأنهما عملا بمبادرة ذاتية ودون مساعدة أو توجيه من أي تنظيم.

على نحو مختلف عن معظم منفذي العمليات مؤخراً، استسلما بلا معركة، وبالتالي بقيا على قيد الحياة أيضاً، ما يمكننا أن نتعرف منهما على التخطيط للعملية وعن الطريقة التي حصلا بها على السلاح الذي استخدماه.

ولا بد أن جهاز الأمن سيستوعب دروس العملية، ولكن الادعاءات التي أطلقت أمس ضد استخدام شركات حراسة مدنية في الضفة كانت مغلوطة. فللحراس المدنيين مساهمة مهمة لحراسة الجبهة، ولا سيما في المعابر والمستوطنات، كون الحديث يدور عن خريجي وحدات قتالية هذا هو رزقهم، فإنهم بشكل عام خبراء ومتوازنون في عملهم أكثر من الجنود في الجيش النظامي.

إذا ما كانت هناك حاجة للحل، فهو في التحسينات الموضعية، وليس بتغيير الفكرة. من بين الـ 15 قتيلاً في عمليات الشهر الأخير، كان القتيل أول أمس هو الأول في الضفة، مما يدل على أن الضغط الأمني ينجح ويجب مواصلته، خصوصاً بعد تصريحات السنوار.