عند مرورك بجانت السفارة الإيرانية في القدس المحتلة، سترى العلم الإيراني المعلق إلى جانب العلم الإسرائيلي على مبنى في المدينة في السفارة الي افتتحت حديثاً
بلا سفير ولا فريق دبلوماسي رسمي.
في الحقيقة انها مبادرة فنانين إسرائيليين لاستعادة تاريخ العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية وللمطالبة أيضاً ببنائها من جديد واستعادتها.
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، ان جموعا غفيرة، بينهم فنانون من أصل فارسي، قاموا الأسبوع الماضي، بافتتاح "السفارة" الإيرانية في حي التلة الفرنسية في القدس المحتلة.
وبداخل المبنى معارض ثقافية وفنية تبرز الحضارة الفارسية والتاريخ والفن والثقافة الإيرانية، إلى جانب التركيز على العلاقات التاريخية بين الإيرانيين ودولة الاحتلال أو الإسرائيليين.
وقال القائمون على المبادرة ان السفارة هي "سفارة الناس والثقافة"، وأنها دعوة للناس ليعبروا عن إرادتهم بإنشاء علاقات جيدة مع إيران على الرغم من الفجوة والتوتر القائم.
كما أن هذه السفارة وما تضمه من زوايا وفعاليات تقع بين التصريحات السياسية والفن التشكيلي، وقد تم تمويلها عن طريق رابطة "همابول" للفن الممولة بدورها من بلدية الاحتلال في القدس.
يذكر أنه قد مر 36 عاماً تقريباً على إغلاق السفارة الإيرانية الرسمية في دولة الاحتلال، وكان ذلك بعد الثورة الإيرانية التي سلّمت الحكم للإسلاميين وحوّلت إيران لجمهورية "إسلامية".
لكن على الرغم من انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين اسرائيل وايران إلا أن دراسات أجريت في دولة الاحتلال بيّنت أن هذا التوتر كان على صعيد الحكومات فقط وليس الناس.
وفي هذا السياق يذكر أن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية توترت بشكل كبير بالأخص فترة استلام بنيامين نتنياهو للحكم، إذ اعتمد في خطاباته وسياسته على التركيز على الخطر الإيراني المحدق الذي يهدد وجود دولة الاحتلال وعن خطورة البرنامج النووي الإيراني.
إلا أن توقيع الاتفاق أدخل السياسة الإسرائيلية في ارتباك حيال هذا الخطاب، وقد توترت العلاقات مع الولايات المتحدة أيضاً على أثر ذلك.
وفي حين يقترب رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن إيران بداية العام المقبل، ترتبك حكومة الاحتلال بخصوص موقفها من إيران فهي ما زالت تراها تشكل خطراً عليها خاصة في ظل الوجود الإيراني البارز في سوريا ولبنان ومشاركته بالتحكم بمجريات الأحداث.