"يوم وحدة وطني" في مواجهة "الفاشية اليهودية"..درعا للسنوار!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور 

ما يحدث في دولة الكيان من حرب شاملة تستهدف قائد حركة حماس في قطاع غزة، يمثل مظهرا استخفافيا بالواقع الفلسطيني، وكأن المسألة ما يريد دون أن يحسب حسابا لرد فعل على الحدث الممكن، وما سيكون.

الحرب العدوانية، سياسيا – إعلاميا، ضد السنوار تحمل من بين ما تحمل، استغلالا للحالة الانقسامية التي تعيشها الحالة الفلسطينية، باعتبار أن "هدر دمه" لن يمثل غضبا خاصا للسلطة الرسمية وفصيلها المركزي حركة فتح، التي لا تزال خارج التفاعل العملي مع التهديدات المتلاحقة، وكأنها وقعت في "فخ التقسيم" الذي رسمته حكومة الإرهاب السياسي الحاكم في تل أبيب.

لا تزال حركة الفعل الفلسطيني، رسميا غائبة تماما، وهذه خطيئة بالمعنى العام، وكانت لها فرصة أن تؤكد تمثيليتها للشعب بكل مكوناته، فلا تمثيل وطني يستثني جزء من مكونه، وتلك مسألة لا ترتبط بالانتماء الحزبي ولا الحزبوية، بل هو فرض حماية لمفهوم الممثل الشرعي الوحيد.

 ولذا فإن إدارة الظهر للتهديد العام يمثل إساءة مباشرة لجوهر التمثيل، ويفتح باب التشكيك بجدارتها، وهل حقا لا تزال كما كانت، عندما تتعامل مع التمثيل وفقا للهوى السياسي، وليس للحق السياسي، ما يصيب جوهر الدور والمهام لقيادة الشعب الفلسطيني، ولنتخيل أن دولة العدو استهدفت الرئيس محمود عباس، حربا شاملة، ووضعته هدفا للخلاص، فصمت حماس حينها سيكون "خيانة وطنية"، بل ومشاركة مع العدو.

ولعل حرب "الفاشية اليهودية" المستهدفة للقيادي الوطني يحيى السنوار، تعتبر الفرصة الأهم، منذ زمن، لتغيير مسار الحالة الفلسطينية، بعيدا عن "المحددات" و"المرتكزات" و"القواعد" التي تعيش عليها أطراف النكبة الانقسامية، لتحمي امتيازاتها غير الوطنية من جراء ذلك.

ما يحتاجه الوطني الفلسطيني، أن يكون هناك حالة غضب وحدوية في الضفة والقدس والقطاع، رفضا للفاشية المتنامية ضد الشعب، من خلال إعلان "يوم وحدة وطني"، تحت راية الوطن دون غيرها، كرسالة سياسية ربما تكون أكثر قيمة من كل الصواريخ الحربية التي يمكن أن تنطلق لو نفذ العدو رغبته الانتقامية باغتيال السنوار.

الرد السياسي الوطني الشعبي، عبر خطوات عملية صغيرة ولكنها مركزة ومحددة، هي أكثر أثرا وإرباكا للعدو من الصواريخ، فهي دون غيرها السلاح الذي يمكنه أن يمثل "الجدار الواقي" الحقيقي لحماية القضية الفلسطينية والمشروع الوطني، في مواجهة التهويد ليس للأرض فحسب، بل بدأ عمليا، وتحت خيمة الانقسام، تهويد المقدس الوطني – الديني في الحرم القدسي.

"يوم وحدة وطني"، ليس من اجل شخص، بل من اجل قضية وكرامة شعب ووطن، وإعادة اعتبار للهيبة الشعبية الفلسطيني التي فقدت كثيرا من قيمها سنوات الانقسام، وربما يفتح الباب لكسر كثيرا من المعادلات التي نهشت من رصيد فلسطين، وساهمت في فتح قنوات التطبيع بتسارع نادر، دون ربطه بأي بعد متعلق بفلسطين، او بأي جانب يمس المقدسات الوطنية، بما فيها تقييد مظاهر التهويد في القدس والحرم، وكان ذلك ممكنا جدا، لو كانت فلسطين هي فلسطين زمن الخالد المؤسس ياسر عرفات، وليس زمن "الثنائية الانقسامية".

"يوم وحدة وطني"، رد عملي قد يفتح الباب لتقديم رؤية واقعية لبداية كسر الانقسامية، ولعل قطاع غزة الذي بدأت منه روح الانقسام، يكون هو قبل غيره تنطلق منه روح هزيمة الانقسام الذي كان السياج الحقيقي لكل مشروع التهويد وتيه القضية الفلسطينية طوال 16 عاما.

"يوم وحدة وطني" يعلن من خلاله قائد حماس في قطاع غزة رسالة وطنية شاملة، تعيد الاعتبار الى رسالة الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، الذي أدرك جيدا بعدما أنتخب رئيسا لحماس في القطاع، أن لا سبيل غير وحدتنا، وهي القيمة التي تصغر أمامها كل القيم.

الرد على حرب "الفاشية اليهودية" ليس بالتهديد الصاروخي، فتلك أقل تكلفة على العدو، ولكنه يجب أن يكون ردا سياسيا وطنيا، كونه دون غيره من يهزم العدوانية والإرهابية الإسرائيلية.

ملاحظة: الحادث الإرهابي شرق قناة السويس رسالة عجز أمام عودة مصر الصاروخية لمكانتها سياسيا واقتصاديا..هيك عمل أكيد رجليه مصرية بس راسه مش مصري...ستبقى أرض الكنانة مصانة بشعبها وقادتها.

تنويه خاص: ما حدث من قبل "صغار أمنيين في حماس" ضد فعالية لحركة فتح شمال القطاع، انحطاط سياسي...بلاش ولدنات في لحظة حساسة يا جهلة!