هذا الرجل لا يحبك، دلالات الحب قوية ولا يمكن تجاهلها أو إنكار وجودها مهما حدث، لأنها تفصح عن المشاعر والأحاسيس التي يشعر بها المتحابين، فكيف تعلمين غاليتي الرقيقة أنه حقاً يحبك، وكيف تعلمين كذلك أنه لا يحبك؟
هذا الرجل لا يحبك، حقيقة جاءت بناء على تصرفات وأفعال لا يمكن أن يقوم بها المحب تجاه حبيبه، وأقوال لا تدل إلا على مشاعر مزيفة لم ترتقي يوماً ما لتكون مشاعر حب حقيقية ونبيلة، فكيف تعلمين غاليتي أنه لا يحبك؟
هذا الرجل لا يحبك، فكم من مواقف أصابك فيها الشعور بالخيبة والخذلان، ولم تصدقي يوماً أنه قد فعل ذلك بكِ، وكم استغرقتِ من الوقت لاستيعاب ما حدث لك، وكم من الآلام سببها لك حبيبك باسم الحب والهوى، وكيف مرت عليكِ الأيام والليالي بعد صدمة عنيفة رفض عقلك وقلبك أن يصدقها رغم حقيقتها المرة، وكم بات قلبك يئن من الحزن والألم في رحلة تعافي طويلة عصفت بالأخضر واليابس في قلبك الحنون الذي لم يجرؤ ولو للحظة واحدة أن يقسو عليهم.
لمعرفة ما إذا كان هذا الرجل يحبك أم لا، اعلمي أن من يُحب يهتم، يحتوي، يستوعب، ينصت، يدعم، من يُحب لا يجرح، لا يخون، ولا يكذب، ومن يحب حقاً يعي كيف لا يضل الطريق إلى حبيبه أبداً، ومن يحب يمسك بيد حبيبه ولا يفلتها أبداً مهما حدث ومهما بلغ الزحام زروته، من يُحب حقاً لا يغفل عن محبيه.
هذا الرجل لا يحبك لأنه ببساطة يسيء إلى الحب وكل المشاعر النبيلة ومعانيه القيمة الموجودة في قاموسه الضخم، لا يحبك لأن ضميره غير يقظ بالدرجة التي تمكنه من الحفاظ عليكِ وعلى كل الذكريات الحلوة التي تجمع بينكما، لا يحبك بالدرجة التي تحقق وقايتك من جروح عميقة قد تمتد آثارها للأبد.
هذا الرجل لا يحبك، لأنه لا يقدر وجودك في حياته، ولأنه يعبث بحبك ولا يفهم حقيقة مشاعرك، لا يحبك لأنه تائه في عالم المكر والخديعة الذي استقر على العيش فيه للأبد، لا يحبك إنما يتفاخر بحبك الشديد له، وشتان بين الاثنين لأن الفارق كبير بينهما، وعليكِ تقرير مصيرك بنفسك، فإذا كان الشك ينتابك حول حبه لكِ، احذري الارتباط به حتى يثبت لك عكس ذلك.
هذا الرجل لا يحبك لأنه يحطم قوانين عزة النفس ولا يحترم تسامحك وتجاوزك لكل ما كان ويكون من أخطاء وذلات خلال مسيرة علاقتك به، لا يحبك لأنه يسيء إليكِ في كل مرة يستهين فيها بحبك، ويتعالى فيها على قلبك.
هذا الرجل لا يحبك فماذا تنتظرين منه؟، حياة مليئة بالزيف والكذب والخداع، أم حياة كلها ظنون وشك، وحياة غير سوية ينعدم فيها الشعور بالأمان والراحة والاستقرار.
هذا الرجل لا يحبك، أعلم أن سلطان الهوى على القلوب لا يمكن مقاومته بسهولة، ولكن عزيزتي حاولي أن تكوني رحيمة بقلبك ومشاعرك، حاولي أن تكوني عادلة معها، حاولي أن تنصفيها وأن تحفظيها من ويلات الصدمات، كوني رحيمة بها، كوني حكيمة من أجلها، وكوني عادلة معها، كوني قوية بالدرجة التي تجعلك أنتِ الطرف الذي ينهي هذه العلاقة غير المتكافئة، الظالمة، أنتِ كلمة السر هنا في قصة جراحك وآلامك وصبرك، بيدك مفتاح الخلاص منها فلا تسقطيه من يدك، وتخيري لنفسك نهاية تليق بها لأن هذا الرجل لا يحبك.