أصدرت رئاسة متابعة العمل الحكومي بغزة، مساء يوم الثلاثاء 10 مايو 2022، بيانًا صحفيًا في الذكرى الأولى لمعركة "سيف القدس"، والتي خاض فيها شعبنا الفلسطيني خلال 11 يومًا ملحمة بطولية مليئة بصفحات العز والكرامة، دفاعًا عن المسجد الأقصى المبارك، وانتصارًا لأهلنا في حيّ الشيخ جرّاح.
وقالت في بيانها، إن المعركة كانت "ملحمة أثبت فيها شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة مجددا أنهم قادرون على تغيير معادلة الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وتثبيت معادلة وحدة الأرض الفلسطينية في مواجهة صلف وعنجهية المحتل، الذي لم يفلح في تحقيق أيّ من أهدافه خلال العدوان".
وتابعت: "بعد مرور عام على معركة سيف القدس، التي أرادها المحتل استهدافًا مباشرًا للمدنيين العزّل، وحربًا على شعبنا الفلسطيني ومؤسساته، لكنَّ الله تعالى بتأييده وتوفيقه، جعلها خيبة وخذلانًا لقادة الاحتلال وجيشه، ونصرًا مبينًا يتحقّق بصمود الشعب وصبره والتحامه مع مقاومته الباسلة، وجهود حماية وتثبيت الجبهة الداخلية التي قامت بها المؤسسة الحكومية بكل مكوناتها".
وأكدت على أن النصر الذي تحقق في هذه المعركة والملحمة البطولية مقدّمة حقيقية، شكّلت مرحلة جديدة، نلمس تداعياتها بشكل جلي اليوم في ساحات المسجد الأقصى وكافة نقاط التماس مع جنود المحتل، مرحلة عنوانها مواجهة المحتل في شتى أماكن تواجده، ليفتح الله بها لشعبنا ومقاومته أبواب النصر المبين بإذن الله، مرحلة أسقطت كل مشاريع تصفية حقوق شعبنا الفلسطيني في أرضه وثوابته، وأحبطت مخططات استهداف القدس والمسجد الأقصى المبارك، ورسمت قواعد اشتباك ومعادلات ردع جديدة مع العدو، وأعادت للقضية أَلَقَها وحضورها في كل ربوع فلسطين ومن خلفها الأمَّة.
وبينت، أن شعبنا الفلسطيني نجح بوحدته وتماسكه وبطولته، وفي ظلال ذكرى معركة سيف القدس، خلال شهر رمضان الماضي، في إحباط محاولات الاحتلال للاستفراد بالمسجد الأقصى، وأفشل مخططات قطعان مستوطنيه في رفع الأعلام وذبح القرابين، ووقف شعبنا -ولا يزال- سدًا منيعًا في مواجهة مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، ونحن على ثقة بأنه سيواصل مسيرة الجهاد والمقاومة بكل قوّة وعنفوان، فسيف القدس الذي أشهر لأجل الأقصى لن يغمد في وجه الاحتلال حتى زواله عن أرضنا، وتحقيق النصر المبين بإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.
وأضافت: "في الذكرى الأولى، نستذكر الدور الكبير الذي قامت به طواقم العمل الحكومي في حفظ جبهتنا الداخلية، واستقرار مجتمعنا رغم شدة القصف والعدوان واستهداف العشرات من المباني والمقرات الحكومية بالتدمير، ودورها طوال تلك الفترة في متابعة إعادة اعمار ما دمره العدوان"،
وأوضحت أنه في هذا اليوم، نترحّم على شهداء سيف القدس الأبرار، وكل شهداء شعبنا ومقاومته الباسلة، ونبعث تحيّة الفخر والاعتزاز إلى طواقمنا الحكومية التي وقفت مع شعبها في وجه العدوان، ورجال المقاومة القابضين على الزناد، في كلّ شبر من أرض فلسطين، في قطاع غزّة، وفي كل مدن الضفة الغربية، وأراضينا المحتلة بالداخل، وإلى كلّ المرابطين في القدس والمسجد الأقصى المبارك، والصامدين في الأراضي المحتلة عام 48، كما نبرق بالتحيَّة إلى عوائل الشهداء والجرحى، الصابرين الصامدين، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين بفعل العدوان الصهيوني.
وختمت البيان بالقول: "نستذكر بكل تقدير وشكر مواقف أمّتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم أثناء العدوان وندعوهم إلى مزيد من تفعيل التضامن والدعم والتأييد، ورفض كل مشاريع التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية، والإسراع في تبني مشاريع الإعمار".