هارتس : عندما تحقق الـ"دوفدفان" مع نفسها

هارتس.jpg
حجم الخط

بقلم: أسرة التحرير

 



وفاة الصحافية شيرين أبو عاقلة تستوجب تحقيقا حقيقيا، تحقيقا شاملا، دون أي طمس، يعرض للعالم ما حدث في أزقة جنين. لأجل السماح للحقيقة بأن تخرج الى النور يجب التأكد من أن جسما تحقيقيا محترما، مصداقا وغير متحيز يحقق بجذرية في الحادث المأساوي. جسم كهذا يجب أن يكون منقطعا تماما عن القوات المقاتلة، التي تحوم من فوق سلوكها في النشاط في جنين علامة استفهام بشأن إمكانية أن يكونوا هم الذين اطلقوا النار على أبو عاقلة. غير أنه منذ هذه المرحلة يمكن التساؤل فيما إذا كان الجيش الإسرائيلي يريد للحقيقة أن تخرج الى النور أم ربما يفضل الحرص على رجاله بداية؟ بعد وقت قصير من النار، اعلن رئيس الأركان أفيف كوخافي بأنه «اصدر تعليماته للعمل، للاستيضاح والتحقيق في الحدث لأجل الوصول الى تقصي الحقيقة». غير أنه بعد ذلك قال، ان من سيقف على رأس طاقم التحقيق لن يكون احد غير رئيس لواء الكوماندو، العميد ميني ليبراتي، الذي تخضع لإمرته اعمال وحدة «دوفدفان» – الوحدة التي يحتمل أن يكون مقاتلوها هم الذين نفذوا النار الفتاكة.
كيف يمكن أن نتوقع من أحد ما – سواء أكان الحديث يدور عن مواطني إسرائيل، ام عن الفلسطينيين، أم عن باقي دول العالم – ان يعطي اي وزن لتحقيق من يترأسه هو شخص يفترض أن يحقق مع مرؤوسيه؟ يوجد هنا تضارب مصالح بنيوية: قائد الحدث هو الذي سيقرر اذا كان جنوده عملوا كما ينبغي. وهذا فضلا عن حقيقة أن ليبراتي هو قائد في الجيش وليس رجل تحقيقات. ما له ومجالات مثل التحقيق الباليستي (السلاحي الجنائي)؟
يعزز التعيين ما قاله الوزير نحمان شاي الذي قال، امس، ان «مصداقية إسرائيل ليست عالية في مثل هذه الأحداث، نحن نعرف هذا». شاي قال الحقيقة المرة، لا يمكن الاعتماد على الجيش الإسرائيلي في أن يفحص نفسه في حدث تحوم فوقه سحابة ثقيلة. لا حاجة للقول، انه لو جرى تحقيق كهذا في الجانب الفلسطيني لكانت إسرائيل الرسمية ستسخف «نتائجه المعروفة مسبقا».
ان إيضاح ملابسات وفاة ابو عاقلة يتطلب ويستوجب تحقيقا بمشاركة دولية، شاملة وواسعة. محظور أن نجعل «المعركة على الرواية» تنتصر في المعركة على الحقيقة. إسرائيل ملزمة لنفسها وللعالم بجواب واضح وصادق عما حصل في جنين: كيف ولماذا قتلت شيرين أبو عاقلة؟

عن «هآرتس»