أرامكو تحقق أقوى أرباح فصلية بالعالم

أرامكو تحقق أقوى أرباح فصلية بالعالم
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

بدء توسعة معمل الغاز في الحوية العام المقبل وإضافة 1.3 مليار قدم مكعب يومياً

منذ طرحها العام الأولي في عام 2019، سجل أكبر منتج للطاقة والنفط والغاز في العالم، شركة أرامكو السعودية، أقوى الأرباح الفصلية على مستوى العالم، إذ سجلت أرباحًا ربع سنوية قياسية للربع الأول من عام 2022، بزيادة نسبتها 82% على أساس سنوي في صافي الدخل الذي ارتفع إلى 148.0 مليار ريال سعودي (39.5 مليار دولا). وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا في المقام الأول بارتفاع أسعار النفط الخام وأحجام بيعه، وتحسّن هوامش أرباح أعمال التكرير والمعالجة والتسويق. وربط رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، م. أمين بن حسن الناصر، قوة نتائج العام الماضي المتميّزة جدًا على الصعيدين المالي والتشغيلي، بمواصلة الشركة تقدمها وإنجازاتها وتفاعلها مع الأسواق فجاءت نتائج الربع الأول من هذا العام في مستوى استثنائي، بما يجعلها أقوى أرباح فصلية منذ الطرح العام الأولي للشركة قبل 3 أعوام. وهي في الواقع من أقوى الأرباح الفصلية على مستوى العالم. وتواصل أرامكو السعودية التركيز على الإسهام في تلبية الطلب العالمي على الطاقة الموثوقة، مع الاستمرار في رفع مستوى الاستدامة. وقال الناصر ان شركة أرامكو، ونظرًا للأهمية البالغة لأمن الطاقة، تنفذ استثمارات طويلة الأجل، وتزيد طاقتها الإنتاجية من النفط والغاز لتلبية النمو المتوقع في الطلب، إضافة إلى خلق قيمة طويلة الأجل للمساهمين. مفيداً بإحراز أرامكو تقدمًا خلال الربع الأول في إستراتيجية التوسع بقطاع التكرير والمعالجة والتسويق بتعزيز أعمالها واستثماراتها الدولية في كلٍّ من آسيا وأوروبا، وهي مستمرة في تطوير فرص تُسهم في تحقيق أهدافها على صعيد النمو.

وتفاءل الناصر كثيراً حيال المساهمة الإيجابية التي يمكن أن تقدمها الشركة لعملائها، ولمسيرة التحوّل الذي يشهده مجال الطاقة على مستوى العالم، إذ عززت الشركة مكانتها الابتكارية ببدء تشغيل المقر الجديد لمركز إكسبك للأبحاث والتطوير في الظهران وهو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، وأحد أكبر مراكز البحث والتطوير العالمية. في وقت تتضافر جهود أرامكو مع شركاءها المحليين والدوليين في مناطق عديدة حول العالم لاستكشاف التقنيات الجديدة والحلول الناشئة، بدءًا من تطوير تقنيات النقل النظيفة وانتهاءً بإنشاء سلاسل قيمة تعتمد على الهيدروجين والأمونيا لتقليل الانبعاثات الكربونية.

اقوى تدفقات نقدية

وفي معرض أهم المعلومات المالية، بلغت التدفقات النقدية من الأنشطة التشغيلية 143.0 مليار ريال سعودي (38.2 مليار دولار) في الربع الأول من العام الحالي في مقابل 99.3 مليار ريال سعودي (26.5 مليار دولار) في الربع الأول من عام 2021، كما شهدت التدفقات النقدية الحرة زيادة نسبتها 68% على أساس سنوي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي لتصل إلى 114.9 مليار ريال سعودي (30.6 مليار دولار)، وتواصل الشركة تعزيز مركزها المالي، مع انخفاض نسبة المديونية للشركة إلى 8.0% في 31 مارس 2022، من 14.2% في 31 ديسمبر 2021. ويعود الانخفاض في نسبة المديونية إلى ارتفاع النقد وما يماثله، والذي يُعزى في المقام الأول إلى التدفقات النقدية التشغيلية القوية، والعائدات النقدية ذات الصلة بصفقة شبكة خطوط أنابيب الغاز التابعة لأرامكو السعودية. وتماشيًا مع الإطار المالي القوي للشركة والتركيز على مرونة رأس المال، خفّضت أرامكو السعودية إجمالي قروضها بشكل أساس من خلال السداد المسبق لصندوق الاستثمارات العامة في يناير حيث تم خفض إجمالي أوامر الدفع المستحقة بمقدار 30 مليار ريال (8 مليارات دولار) الصادرة فيما يتعلق بصفقة الاستحواذ على حصة 70% في (سابك). وقد أدّى ذلك إلى انخفاض في تكاليف التمويل. وحافظت أرامكو السعودية كذلك على استقرار توزيعات الأرباح في الربع الأول من عام 2022، حيث تبلغ توزيعات الأرباح المقرر دفعها للمساهمين في الربع الثاني 70.3 مليار ريال (18.8 مليار دولار). بالإضافة إلى ذلك، وافقت الجمعية العامة غير العادية لأرامكو السعودية المنعقدة في 12 مايو على توصية مجلس الإدارة في الربع الأول من عام 2022 برسملة 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) من الأرباح المُبقاة، ومَنْح سهم مجاني واحد لكل عشرة أسهم قائمة مملوكة للمساهم.

نمو النفقات الرأسمالية

وبلغت النفقات الرأسمالية في الربع الأول 28.4 مليار ريال (7.6 مليار دولا)، وما زالت أرامكو السعودية تتوقع نمو حجم النفقات الرأسمالية حتى منتصف العقد تقريبًا، لدعم تحقيق إستراتيجية الشركة على المدى الطويل. وواصلت الشركة تقدمها في برنامج تحسين محفظتها وأتمت صفقة لتأجير شبكة خطوط أنابيب الغاز المملوكة لها وإعادة استئجارها مع اتحاد شركات استثمارية تقوده شركة "بلاك روك للأصول الثابتة" وشركة حصانة الاستثمارية، واستحوذ اتحاد الشركات الاستثمارية بموجب الصفقة على حصة نسبتها 49% في شركة أرامكو لإمداد الغاز، وهي شركة تابعة لأرامكو السعودية تأسست حديثًا، وبلغت عائدات الصفقة التي حصلت عليها أرامكو السعودية مقدمًا 58.1 مليار ريال (15.5 مليار دولار).

وفي قطاع التشغيل، حافظت أرامكو السعودية على موثوقية أدائها في قطاع التنقيب والإنتاج، حيث بلغ متوسط إنتاجها الإجمالي من المواد الهيدروكربونية 13.0 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم خلال الربع الأول من عام 2022. وحافظت الشركة كذلك على سجلها الاستثنائي كمُورِّد عالمي موثوق للطاقة، إذ بلغت نسبة موثوقية تسليم الشحنات للعملاء خلال الربع الأول 99.9%.  وفي مجال أعمال قطاع التنقيب والإنتاج، أحرزت أرامكو السعودية تقدمًا في استكمال مشروعي ضغط الغاز في الحوية وحرض، ومن المقرر أن يبدأ العمل بهما بحلول نهاية عام 2022 كما عملت الشركة على تطوير مشروع توسعة معمل الغاز في الحوية، وهو جزء من برنامج زيادة إنتاج الغاز في حرض، والذي من المتوقع أن يبدأ العمل به في عام 2023 ومن المتوقع أن يضيف طاقة إجمالية تصل إلى 1.3 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز الخام. وحصل مشروع منيفة التابع للشركة على جائزة مشروع العام في مجال التنقيب والإنتاج عن النفط في حفل توزيع جوائز الشرق الأوسط للطاقة 2022. وتواصل أرامكو السعودية إظهار ريادتها في كلٍّ من مجالي التميّز التشغيلي وحماية البيئة من خلال العمل على إدارة وتطوير حقل منيفة.

وواصلت أرامكو السعودية خلال الربع الأول إحراز التقدم في مشاريع التوسع بقطاع التكرير والمعالجة والتسويق، وشمل ذلك التقدم تعزيز حضورها في كلٍّ من آسيا وأوروبا. ووافقت الشركة أيضًا على الاستحواذ على حصة نسبتها 30% في مصفاة جدانسك في بولندا التي تبلغ طاقتها التكريرية 210 آلاف برميل يوميًّا، إضافةً إلى الملكية الحصرية لشركة بيع بالجملة مرتبطة بها، ووافقت كذلك على الاستحواذ على حصة نسبتها 50% في مشروع مشترك مع شركة "بي بي" لتسويق وقود الطائرات في بولندا. ويخضع إتمام الصفقتين، صفقة الاستحواذ على حصة في المصفاة البولندية وصفقة الاستحواذ على حصة في شركة "بي كي إن أورلن" لبيع الوقود بالتجزئة بعد اندماجها المقترح مع شركة "غروبا لوتوس"، لموافقات الجهات التنظيمية.
قرار الصين النهائيً

أما في الصين، فقد اتخذت الشركة قرارًا استثماريًا نهائيًا للمشاركة في تطوير مصفاة متكاملة رئيسة ومجمع للبتروكيميائيات، وذلك في إطار مشروع مشترك مع شركتي "نورث هواجين كيميكال إندستريز قروب كوروبوريشن" و"بانجين زينشنغ إندستريال قروب" يشمل إنشاء مصفاة طاقتها 300 ألف برميل في اليوم، ومجمع بتروكيميائيات، رهنًا باستكمال وثائق صفقة المشروع المشترك.

وخلال الربع الأول، أبرمت أرامكو السعودية اتفاقيات تعاون جديدة تسعى من خلالها إلى الاستفادة من شبكة مراكز البحث والتطوير العالمية العائدة لها في إعطاء دفعة لحلول النقل منخفض الانبعاثات، وشملت هذه الاتفاقيات شراكة مع مجموعة "هيونداي موتورز" وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) للتعاون في إجراء أبحاث مشتركة وابتكار وقود متطور للسيارات الكهربائية الهجينة للحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناشئة عنها. ودخلت أرامكو السعودية كذلك في شراكة إستراتيجية طويلة الأجل مع فريق "آستون مارتن أرامكو كوجنيزانت لسباق الفورمولا 1"، ومن خلال البحث والتطوير المشترك، سيتم دعم جهود الفريق لتحقيق الهدف بالوصول إلى الوقود المستدام، إضافة إلى تطوير تقنيات المحركات التي توفر الوقود، والمحركات الهجينة الأكثر كفاءة في رياضة السيارات. 
وعملت الشركة أيضًا على توسعة تعاونها الدولي في تطوير حلول لامعدنية بقطاع البناء، بالشراكة مع الأكاديمية الصينية لمواد البناء لإطلاق مركز التميّز والابتكار في المواد اللامعدنية في بكين. ويهدف المركز إلى تعزيز تطوير وتطبيق التقنيات اللامعدنية في الهياكل لتقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير التكلفة، ودعم متانة المنشآت وعمرها الافتراضي، إضافة إلى مزاياها البيئية التي تفوق البدائل المعدنية.

وتم تعزيز مرونة سلسلة التوريد في أرامكو السعودية بتوقيع 50 مذكرة تفاهم خلال منتدى ومعرض برنامج تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء). بالإضافة إلى تعزيز مرونة الشركة وموثوقيتها وقدرتها التنافسية من حيث التكلفة، يهدف برنامج اكتفاء إلى تحفيز بناء القيمة المحلية، وتعظيم النمو الاقتصادي طويل الأجل، والتنويع، وبناء سلسلة إمداد عالمية المستوى، تسهّل تطوير قطاع طاقة متنوعٍ ومستدام وتنافسي على الصعيدين المحلي والعالمي.

ووقّعت الشركة مذكرة تفاهم لتصبح أحد الشركاء الخمسة المؤسسين للسوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي أنشأها صندوق الاستثمارات العامة. وتُعد هذه السوق هي الأولى من نوعها في المنطقة، وستكون بمثابة منصة للمشاركين لشراء وبيع وتداول شهادات ائتمان مكافئ الكربون التي تم التحقق منها. وتتماشى مع طموح أرامكو السعودية لتحقيق الحياد الصفري في انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في النطاقين (1و2) وذلك في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول عام 2050.