للمرة الأولى منذ سنوات شيّعت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا في القدس المحتلة، مساء يوم الإثنين، جثمان الشهيد وليد الشريف انطلاقاً من المسجد الأقصى المبارك.

وانطلق موكب التشييع من مستشفى المقاصد في بلدة الطور شرق القدس المحتلة، باتجاه المسجد الأقصى، حيث أدى المشيعون الصلاة على جثمانه الطاهر، قبل مواراته الثرى في مقبرة المجاهدين.

فيما اقتحمت قوات الاحتلال مقبرة المجاهدين في القدس، أثناء تشييع جثمان الشاب وليد الشريف، واندلعت مواجهات عنيفة مع الشبان أدت لإصابة عشرات المواطنين بجراحٍ متفاوتة.

وتصدى الشبان لاعتداء الاحتلال ببسالة، مما أجبر قوات الاحتلال على الانسحاب من المقبرة، قبل أنّ يُنفذ جنود جيش الاحتلال اعتداءات وحشية أدت لإصابات خطيرة في الرأس عقب الانتهاء من تشييع الشهيد الشريف.

كما أعلنت القناة "14" العبرية، إصابة 4 من عناصر الشرطة الإسرائيلية خلال الأحداث شرق القدس مساء اليوم، مُشيرةً إلى أنَّ شارع صلاح الدين بالقدس تحول إلى ساحة حرب حقيقية الليلة.

وقال مراسل القناة "14" العبرية، أفير بلوخ: "إنَّ المقاطع التي تظهر من القدس تُعزز الفهم بأنّ الحكومة "الإسرائيلية" بحاجة إلى اتخاذ قرار، وأنّ تأمر عناصر الشرطة بقتل كل شخص يحاول إيذاءه".

ردود فعل منددة

وحمّلت الرئاسة الفلسطينية، مساء يوم الإثنين، حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" برئاسة نفتالي بينت، المسؤولية الكاملة على الاعتداء على جثامين الشهداء، والتي كان آخرها جثمان الشهيد وليد الشريف.

واستنكرت وزارة الخارجية الأردنية، اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مشيعي جثمان الشهيد وليد الشريف في مدينة القدس المحتلة.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة الأردنية السفير هيثم أبو الفول: "إنَّ الاعتداء على مشيعي الجثمان، والذي أسفر عن وقوع العديد من الإصابات، وانتهاك حرمة المقبرة هو تصرفٌ لا إنساني مدان ومرفوض".

وعقَّب تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، على اعتداءات الاحتلال في بيانٍ جاء فيه: "نُوجه التحية إلى أهلنا الصامدين في القدس، الذين يتصدون بشجاعة لعدوان الاحتلال وقطعان مستوطنيه، ويُواجهون ببسالة همجية المحتلين الذين اعتدوا على مُشيعي جنازة الشهيد وليد الشريف، في حادثة تكررت أثناء تشييع الزميلة الإعلامية شيرين أبو عاقلة، بشكلٍ يؤكد نية الاحتلال تكريس الواقع المبني على القوة الغاشمة في مواجهة المقدسيين الذين يدافعون عن مدينتهم بكل بطولة".