هارتس : هذا ما رواه شهود يصفون شرطة إسرائيل أثناء اقتحامها المستشفى لاعتقال الشريف

حجم الخط

نير حسون – هآرتس

 

رجال الشرطة، الذين جاؤوا أمس إلى مستشفى “شعاري تصيدق” في القدس لاعتقال فلسطيني يتم علاجه وهو في وضع صعب، هاجموا أبناء عائلته، واحتاج أحدهم إلى العلاج. شهود عيان وجهات في المستشفى أكدوا هذه التفاصيل، وقالوا إن رجال الشرطة ضربوا أبناء العائلة بالعصي.

نادر الشريف (50 سنة) يعالج في “شعاري تصيدق” وهو فاقد للوعي ومربوط إلى جهاز التنفس الصناعي. أصيب أول أمس برصاصة مغلفة بالمطاط في رأسه في جنازة أحد أبناء عائلته، الذي توفي متأثراً بجروحه السبت الماضي، بعد إصابته في أحداث الحرم. حدثت مواجهات شديدة أثناء الجنازة بين رجال الشرطة ومئات الشباب الفلسطينيين الذين شاركوا في الجنازة. رشق الشباب الحجارة والصخور وحتى خزانات شمسية على رجال الشرطة، وأصابوا ستة بإصابات طفيفة. ورد رجال الشرطة بوسائل تفريق المظاهرات، وأصيب عشرات الفلسطينيين، وتم اعتقال 15 شخصاً منهم. حسب شهود عيان كانوا في المقبرة، أصيب نادر برصاصة مغلفة بالمطاط على الفور بعد إنهاء طمر القبر، ولم يشارك في رشق الحجارة. وقد أصيب في رأسه ونقل إلى مستشفى “شعاري تصيدق” وهو مصاب إصابة بالغة في عينه، وهناك خوف من إصابته في دماغه.

صباح أمس، الساعة السابعة والنصف، وصل إلى المستشفى رجال الشرطة لاعتقال نادر. وقد كبلوه بالسرير وأمروا أبناء عائلته بمغادرة المكان. بعض رجال الشرطة رافقوا شقيقيه وابن عمه إلى خارج غرفة الاستقبال. وهناك، حسب بعض شهود العيان، هاجموا أبناء العائلة بصورة عنيفة جداً. “لقد جئت إلى غرفة الطوارئ، وفجأة شاهدت رجال الشرطة يرتدون الخوذ وهم يحملون العصيّ ويدفعون شخصاً ويدفعونه للخروج”، قال شخص رفيع من المستشفى طلب عدم كشف هويته. “هذا الشخص لم يفعل تجاههم أي شيء. استمروا بدفعه بشكل عنيف، وضربوه بالعصي مثل الحيوانات. بدأت أصرخ عليهم ولكنهم لم يلتفتوا إليّ. ألقوه أرضاً… كان أمراً فظيعاً”.

شقيق نادر، ياسين الشريف، قال: “كنا قرب نادر. دخل شرطيان، وقال لي أحدهما إن شقيقي مخرب، وإنه لا يمكننا البقاء هنا. بدأوا بدفعنا. وعندما وصلنا إلى المدخل، جاءت ثلاث دراجات نارية، على كل دراجة منها اثنان من وحدة الدورية الخاصة التابعة للشرطة. ودون أن يتحدثوا، بدأوا بضربنا”. شقيق آخر، هو نائل، تلقى معظم الضرب، وقد فقد الوعي وتم علاجه في طوارئ المستشفى. مصادر أخرى في المستشفى أكدت عملية الهجوم. وبعد بضع ساعات، أبلغ رجال الشرطة أبناء العائلة بأن نادر غير معتقل وأنه يمكنهم زيارته.

خلال ذلك، رفضت محكمة الصلح في القدس، أمس، طلب الشرطة تمديد اعتقال معظم المشبوهين الذين تم اعتقالهم في الجنازة أول أمس. القاضي تسيون سهراي، قال إن الشرطة لم تعرض أي أدلة ضد المعتقلين الـ 11 الذين تم إحضارهم أمامه، وأمر بإطلاق سراحهم مع إقامة جبرية في البيت. قدمت الشرطة استئنافاً للمحكمة المركزية، لكنها وافقت قبل مناقشة الالتماس على إطلاق سراحهم شريطة الإقامة الجبرية في البيت.

رداً على ذلك، جاء من الشرطة: “قوات من الشرطة تم استدعاؤها هذا الصباح إلى مستشفى “شعاري تصيدق” في القدس عقب شجار مع أبناء عائلة شخص يتم علاجه في المستشفى. رجال الشرطة الذين وصلوا إلى المكان وشاهدوا ما يحدث، طلبوا من أبناء العائلة مغادرة المكان. وعندما لم يستجيبوا، ولأن الأمر كان يتعلق بعدد كبير من الأشخاص، تم استدعاء طاقم آخر من رجال الشرطة، الذي اضطر إلى استخدام قوة معقولة من أجل إخلاء أبناء العائلة الذين دخلوا إلى منطقة علاج بدون تصريح ورفضوا مغادرتها. خلافاً لما قيل، ومن فحص أولي أجريناه، لم نعلم عن استخدام وسائل أثناء الحدث. وإذا كانت هناك ادعاءات كهذه حول سلوك رجال الشرطة أثناء الحدث، فإنه يجب فحصها من قبل الجهات المختصة”.