لماذا أقيل يائير رمتي من رئاسة منظومة «الدفاع القومي»؟

20152812202338
حجم الخط

رائحة ما غير طيبة في هذه القصة. يمكن التقدير بأن التحقيق الذي فتح ضد يائير رمتي بسبب حيازة مادة سرية في حاسوبه الشخصي دار منذ عهد رئيس المسؤول عن الأمن في جهاز الامن السابق، أمير كاين، الذي اعتزل قبل شهر. فما الذي حصل منذئذ؟ هل يحتمل أن يكون أحد ما انتظر حتى ينهي رمتي دوره كـ»مقدم» بارع لكل النجاحات الهائلة لمشروع حوما، والتي عرضت في الشهر الاخير – مثل وصول حيتس 3 الى النضج، وتحول منظومة العصا السحرية الى تنفيذية – وفقط بعد ذلك ركله إلى الخارج مكللا بالعار؟ لا يشرح جهاز الأمن أي شيء في هذا الشأن. فالادعاء الاساسي الذي يسمع هناك، والذي يعود مصدره إلى دائرة الأمن في الوزارة، هو ان الحديث يدور عن نوع من «المجرم المواظب»: فكم مرة سبق أن امسكوا به متلبسا بجريمة مشابهة وحذروه من ذلك؟ لكن من الصعب التصديق بأن هذه كل القصة. إذ ان من يعرف يائير رمتي – بأمانته وسريته اللتين عمل بهما كل السنين – يفهم ان هذه القصة المتعلقة بجرائم المعلومات لا تلتصق بهذا العالم الذي عني كل حياته المهنية بالمواد الاكثر سرية، التي يمكن للمرء أن يتصورها. وعليه، فالكثيرون في وزارة الدفاع وفي السلطات الأمنية اصيبوا بالصدمة. بقدر ما يبدو هذا مأساويا فان رمتي ينهي حياته المهنية الفاخرة في خدمة الدولة بالضبط مثلما انهاها مراقبه، الرجل الذي تعلم رمتي على يديه: دوف رفيف، ابو مطلق الصواريخ الاسرائيلي «شفيت» والرجل الذي وضع الفكرة الكامنة خلف منظومة حيتس. رفيف هو الآخر اتهم، في منتصف التسعينيات، من ضباط الامن في وزارة الدفاع بأنه نقل مادة في مجال عمله لجهة غير مخولة اثناء تلقيه العلاج الطبي في خارج البلاد. وهكذا انتهت الحياة المهنية في اسرائيل لعظيم علماء الصواريخ الذين كانوا هنا. والآن نجحوا في أن يصفّوا ايضا الحياة المهنية، في اسرائيل على الاقل، لتلميذه الاكثر كفاءة. بعد أن اقيل رفيف من الصناعة الجوية عين يائير رمتي مديرا لخطة حيتس. وفي عهده صعدت خطة تطوير الصاروخ الى المستويات الصحيحة – بعد سلسلة طويلة من الاخفاقات. هنا في واقع الامر، ظهر رمتي ليس فقط كعقل لامع بل ايضا كزعيم تكنولوجي رائد. ولاحقا عين مديرا لمشروع الصواريخ في الصناعة الجوية، والذي يشكل مركز انتاج للصواريخ الاسرائيلية، ويعتبر أحد المشاريع الاكثر تقدماً وسرية في جهاز الأمن. قبل نحو اربع سنوات، بعد أن اعتزال آري هرتسوغ منصبه كرئيس لمديرية «حوما» تسلم رمتي المنصب بشكل طبيعي للغاية. في عهده وصلت الى النضج كل المنظومات المتعلقة بالدفاع الفاعل في الدولة، وباشرافه ادخلت في الخدمة النماذج المتقدمة لـ»القبة الحديدية»، بعضها في ظل القتال في غزة، ومنظومة العصا السحرية وصلت إلى نضج تنفيذي. وبالطبع، فإن سلسلة صواريخ حيتس وصلت الى مرحلة متقدمة في التطوير، مثلما وجد الأمر تعبيره في التجربة التاريخية الناجحة في بداية الشهر. لقد كان رمتي ايضا رجل ارتباط محترما جدا في مشروع الصواريخ للصناعات الامنية الاميركية ووزارة الدفاع في واشنطن. تأتي بيانات وزارة الدفاع لتشوش الصورة. ليس واضحا ما هي خطورة الجرائم التي ارتكبها رمتي. ما هو واضح أن جهاز الامن وفي الواقع اسرائيل فقدا احد العقول والمديرين التكنولوجيين الافضل الذين ترعرعوا داخلنا. عن «يديعوت»