حاخامو الانتقام.. وحدة نتنياهو الخاصة!

10633802_1015284438513976_4078479479945784895_o
حجم الخط



الزعرنة والذهول من فيلم «الزفاف» كبيران. ولا يجوز تقليص العدد الى عشرات من «الاعشاب الضارة». أغنية الانتقام لدوف شورين سمعها أكثر من ربع مليون شخص، وهو يغني منذ سنوات في أعراس كثيرة. بدعم من الأقلية خرج ضده الحاخام يوفال شارلو، لكن الأغلبية – من الحاخام حاييم دروكمان المعتدل وحتى الحاخام زلمان ملماد واصدقائه – أيدت استخدام أغنية الانتقام. وقد أيدها ايضا حاخامو الانتقام دوف ليئور واسحق غينزبورغ.
في هذه الاثناء يؤيد الحاخامان ليئور وغينزبورغ أيضا المعتقلين واصدقاءهم من خلال الخطابات والمظاهرات والرسائل، ويعتبرونهم من خيرة الشباب، وليسوا متمردين على التوراة. ليس صدفة أن ثلاثة من المعتقلين هم أبناء لحاخامات مسيحانيين رفيعي المستوى.
توجد أهمية كبيرة لتأييد نفتالي بينيت لـ»الشاباك» وقادة الاجهزة الذين هم «رجالنا». وقد جند بينيت للأقلية حاخامات «تساهر» والحاخامين المقربين منه افيحاي رونتسكي وآريه شتيرن. معهد «مركز الحاخام» من دروكمان وحتى حاخامات الانتقام لم يوقعوا على العريضة، بل إن الكثيرين وقعوا على رسالة الحاخام ليئور المناقضة.
لا توجد كلمة كتبها مئير اتنغر لا توجد في كتابات غينزبورغ. المملكة، الانتقام، تطهير البلاد من الأغيار، هو عضو في حركة «طريق حاييم»، ولدى غينزبورغ واسحق شابيرا تبلورت مواقفه. «نظرية الملك، طرق قتل الأغيار»، الكتاب الذي يقف من ورائه غينزبورغ وليئور، يأمر بقتل الاطفال. وقد بارك الاثنان مذبحة باروخ غولدشتاين؛ غينزبورغ بقوله «بارك الله الرجل» وليئور بقوله «إن غولدشتاين مقدس أكثر من أي من مقدسي الكارثة». الاثنان لم يتراجعا عن موقفهما وأوامرهما، وهكذا يفعلان ايضا مع المقدسين في أقبية «الشاباك».
جزء أساسي في المشكلة هو بنيامين نتنياهو مثلما في مظاهرة الانتخابات مع زعيمة منتقمي التلال دانييلا فايس – مظاهرة لم يرغب بينيت في الذهاب اليها – هكذا هي الحال دائما. لقد بارك نتنياهو مؤتمرا بادر اليه الحاخام غينزبورغ في مباني الأمة، حيث قال «إن ليئور هو الوحدة الخاصة التي تقود شعب إسرائيل».
حينما يُحرض نتنياهو ضد السلطة الفلسطينية فهو يخفي بذلك ما يفعله تجاه «الارهابيين». من الذي اختاره شلدون ادلسون وبنيامين نتنياهو ليكون المحرر الرئيس لاحدى صحف بوقهم؟ ارهابي أُدين بالتعرض لثلاثة رؤساء بلديات، من «الخلايا السرية اليهودية». ومُدان آخر في الخلايا، زئيف حيفر زمبيش، يدخل ويخرج منذ سنوات الى مكتب رئيس الحكومة كشخصية رفيعة المستوى من المؤسسة الاستيطانية.
لم تكن تلك الخلايا أكثر اعتدالا من الخلايا الحالية، بل العكس: «الشاباك» قام بوقفها بعد أن فخخت خمس حافلات من خلال مئات الكيلوغرامات من المتفجرات. ولولا الاعتقال لكانت أعداد القتلى بالمئات. وحسب الشهادات فقد ضغط وأمر بهذه العمليات الحاخام ليئور، «الوحدة الخاصة التي تقود»، حسب نتنياهو. وخطتهم لتفجير المساجد كانت عملية، وكان الهدف منها التسبب بحرب يأجوج ومأجوج من أجل الانبعاث.
بعد عملية الحرق في دوما حدثت الاخلالات بمشاركة المئات عند منزل دراينوف في بيت ايل. الشعارات التهديدية على المنزل لم تكن اختراعا جديدا من اتنغر. وقد كتب هناك بالخط العريض «لن يمر الامر في يهودا والسامرة بدون حرب» للحاخام تسفي يهودا كوك. الحاخام كوك تطرق للعناصر الخارجية والداخلية، ولم ينكر أنه قصد الحرب الاهلية.
المتفاجئون المهنيون فقط يمكنهم نسيان أنه الى جانب صورة الطفل من دوما كانت صورة رابين المحروقة في مظاهرة «بالدم والنار» التي شارك فيها نتنياهو. ومن فتح أعينه الآن بالفعل عليه فعل شيئين: مناكفة حاخامات الانتقام ونظريتهم ووقف نظام نتنياهو الذي يُباركهم. وبدون ذلك فان النار ستحرق كل شيء.

عن «هآرتس»