عقابٌ لفتح وليس انتصاراً لحماس

تقرير: نتائج انتخابات "بيرزيت" الطلابية عكست حالة الغضب من سلوك السلطة

مناظرة جامعة بيرزيت
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

حالةٌ من الجدل رافقت إعلان نتائج انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت، التي أفرزت حصول الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة حماس على 28 مقعداً، وحصول الشبيبة الفتحاوية الإطار الطلابي لحركة فتح على 18 مقعداً، وكان الدافع الرئيس لحالة الجدل حول هذه القضية كون بيرزيت هي أحد بلدات مدينة رام الله التي تُعتبر العاصمة السياسية للسلطة الفلسطينية وحركة فتح. 

نتائج الانتخابات التي أحدثت "صدمة" في صفوف أنصار وكودار حركة فتح، دفعت أمين سر وأعضاء قيادة إقليم رام الله والبيرة في حركة فتح إلى تقديم استقالاتٍ جماعية في خطوة احتجاجية على السياسيات التي تتبعها قيادة الحركة والتي أفرزت هذه النتيجة، وأيضاً تعبيراً عن الدعوة لتصحيح الأخطاء؛ والنهوض بالحركة التي طالما وُصفت بـ" أم الجماهير".

كما كان لعملية اغتيال المُعارض السياسي نزار بنات، أثراً سلبياً على وضع الشبيبة الفتحاوية في نتائج هذه الانتخابات؛ ما يعني أنَّ الإطار الطلابي لحركة فتح تحمل وزر القيادة السياسية التي لا تُشارك القيادات الوسطي وشبيبتها في قراراتها.

عوامل داخلية وخارجية أدت للخسارة

رأى الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب، أنَّ هناك عوامل داخلية وأخرى خارجية ساهمت في الوصول إلى هذه النتيجة، مُوضحاً أنَّ غياب الديمقراطية داخل حركة الشبيبة الفتحاوية وضعف العمل النقابي لها في جامعة بيرزيت من العوامل الداخلية التي أدت لهذه النتيجة.

وأضاف حرب، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "كذلك وضع الحريات العامة في الضفة الغربية بعد مقتل المعارض نزار بنات، أثرت بشكل كبير على نوايا التصويت لطلبة جامعة بيرزيت"، لافتاً إلى أنَّ المسألة ليست عملية القتل بحد ذاتها بل الظروف التي أعقبت العملية والتي عكست ضعف الحريات بشكلٍ لا مثيل له من اعتقال سياسيين ومؤثرين.

وأشار إلى أنَّ الشباب من الناحية النفسية أكثر تمرداً على الواقع المُعاش حيث يوجد الحزب الحاكم الأمر الذي أثر على نتيجة الانتخابات؛ وبالتالي ما جرى معاقبة لفتح أكثر منه نصرةً لحماس.

إنتاج قيادات ديمقراطية

وأوضح أنَّ الأسباب الخارجية تتعلق بحركة فتح نفسها وضعف استجابة القيادة السياسية للتطورات الراهنة؛ خاصةً في القدس مقابل تحرك حماس على المستوى السياسي في مواجهة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي.

وبالحديث عن كيفية استخلاص حركة فتح العبر مما جرى، قال حرب: "إنَّه لابُد أنّ تبحث فتح عن نهضة من خلال تبوأ قيادات وسطى أشخاص لديهم الكفاءة والقدرة على جلب المؤيدين من خلال آليات ديمقراطية لإنتاج قيادات سياسية مؤثرة في فتح".

وتابع: "إنَّ نتيجة الانتخابات، تعكس الإشكاليات في العلاقة بين فتح والشبيبة داخل جامعة بيرزيت؛ خاصةً أنّه كانت هناك سلوكيات غير مقنعة لشبيبة فتح داخل الجامعة خصوصاً بعد مقتل نزار بنات".

قضية نزار بنات المسبب الرئيس للخسارة

أما الكاتب في جريدة الأيام الفلسطينية، عبد المجيد سويلم، فقد بيّن أنَّ "ما حدث يعكس وجود إشكاليات داخل حركة فتح نفسها، وإشكاليات أخرى في العلاقة ما بين قيادة فتح والشبيبة داخل جامعة بيرزيت؛ ولذلك فإنَّ الكثير من السلوكيات لم تكن مقنعة لشببة فتح داخل الجامعة؛ خصوصاً بعد مقتل نزار بنات".

وأكمل سويلم، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "شبيبة حركة فتح في بيرزيت أدانت عملية قتل نزار بنات، لكِن السلطة اتخذت إجراءات عقابية بحقها، وبالتالي ذهبت الأصوات ضد الشبيبة".

وأردف: "كما أنَّ عدم وجود إعلام فتحاوي فعال أدى إلى هذه النتيجة؛ لأنّه من غير المنطقي أنّ تأتي حماس وتفوز بهذه الأصوات لوحدها وهي التي تمتنع عن الانتخابات في غزّة، وهذه مسألة فيها مفارقة".

واعتقد أنَّ قضية مقتل نزار بنات لعبت دوراً مركزياً في خسارة حركة فتح لانتخابات جامعة بيرزيت؛ لأنَّ فئة الشباب تكون أكثر تمرداً على السلطة الحاكمة.

وأوضح أنَّ المطلوب من حركة فتح هو إعطاء الحركة الطلابية الفرصة للقيام بدورها بعيداً عن هيمنة وسطوة السلطة، رافضاً وصف ما حدث في بيرزيت بـ"الزلزال السياسي"، لأنَّ حركة فتح تمكنت من الفوز بأهم نقابة وهي نقابة المحامين بينما خسرتها حماس.

واستدرك: "ما جرى هو معاقبة لفتح أكثر منه نُصرة لحماس؛ خاصةً مع ذهاب أصوات حركة الجهاد الإسلامي وحزب التحرير وكافة التيارات الإسلامية لحركة حماس، الأمر الذي ساهم بفوزها".

وختم سويلم حديثه، بالقول: "إنَّ ما حدث مرتبط بشكلٍ مباشر بسلوك فتح مع المعارض السياسي نزار بنات، وبالتالي نتيجة انتخابات بيرزت من تبعات مقتله".