بالانتخابات .. قد يكون الانفراج

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم ابراهيم دعيبس



نحن نواجه عدة ابواب مغلقة ونعاني من مأزق سياسي في منتهى الخطورة ، ويجيء الاحتلال بالمقدمة طبعا ، ثم الانقسام المدمر، ثم التخاذل العربي عموما وبداية مؤلمة للتطبيع بمختلف ألوانه ومحاوره.
واذا كانت كارثة الاحتلال مستمرة منذ عشرات السنين ،واذا كان التطبيع العربي هو قرارات هزيلة ليست بأيدينا ولا بموافقتنا وقبولنا، فإن ما يبقى لنا هو تعزيز وضعنا الداخلي وتقوية جبهتنا، وذلك لا يكون ولا يمكن ان يتحقق ما دام الانقسام والمهاترات المتبادلة تزيد اوضاعنا ضعفا وتعطي الاحتلال الراحة التي يسعى اليها لكي يزيد من استيطانه وتوسعه وغطرسته.
لقد دعا كل الناس الى انهاء هذا الانقسام ، ولكن احدا ممن بأيديهم القرار ، لم يستجب ولم يستمع لصرخات الشعب، وظل التمسك بالمناصب والكراسي والمصالح الفئوية والمالية هو المسيطر.
واذا كل طرف يحمّل الطرف الاخر المسؤولية ويؤكد بالكلام فقط استعداده لانهاء الانقسام فإن ما قد يوقف هذه المهزلة ، هو الدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية شاملة لكي يختار الناس من هو قادر على عمل المطلوب بقدر امكاناته وطاقاته وبصفته ممثلا شرعيا للشعب.
ولقد سمعنا من يتحدث عن القدس وضرورة السماح بإجراء الانتخابات فيها، ومن يدعو الى ذلك يعرف تماما ان اسرائيل التي ضمّت القدس لن تسمح بذلك قطعيا من الناحية الرسمية ، ولكن الانتخابات بالقدس يجب الا تكون عائقا لأن المقدسيين قادرون على التصويت والترشح بدون موافقة رسمية من الاحتلال ، وضواحي القدس التي يحتشد فيها عشرات آلاف المقدسيين قادرون على التصويت كما ان المقدسيين في قلب القدس والمدينة القديمة قادرون على التصويت اذا ارادوا وان يكن ذلك ليس في اماكن سكناهم وانما في ضواحي القدس.
قضية القدس في منتهى الاهمية والحيوية ولكنها يجب الا تكون ذريعة لعدم اجراء الانتخابات ، ولا بد من قرارات شجاعة اذا توفرت النوايا الصادقة لدى القيادات المسيطرة في مختلف المواقع ، وهذه القرارات تتلخص بالدعوة لانتخابات شاملة رئاسية وتشريعية وبدون ذلك يغيب الصدق وتغيب المسؤولية التاريخية وتظل الكراسي هي سيدة القرار عند هؤلاء..!!
الايام القادمة تزدحم بالمخاطر والتطورات !!
دعت مجموعات استيطانية في غاية التطرف الى هدم قبة الصخرة ، كما وافقت الجهات المسؤولة بكل اشكالها ومواقعها ، على مرور مسيرة استفزازية باسم «مسيرة الاعلام» في باب العامود بالقدس والبلدة القديمة ومن المنتظر ان يحدث ذلك في الايام القليلة القادمة ومع نهاية هذا الشهر.
وكانت السلطات الاسرائيلية قد منعت مثل هذه المسيرة سابقا، والموافقة عليها تعني ان القدس تزدحم بالتطورات والمخاطر وأننا مقبلون على تصعيد خطير قد تكون له تداعيات كبيرة وعميقة وشاملة، ليس بالقدس وحدها وانما في كل انحاء الوطن .. وإننا لمنتظرون ..!!
تساؤلات حول .. أرباح البنوك والشركات
كشفت التقارير المالية التي تم نشرها مؤخرا عن ارباح بالملايين للشركات والبنوك العاملة في الضفة والقطاع ، بدون تحديد للمبالغ التي تم نشرها ومن يريد معرفة ذلك يستطيع مراجعة مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت ومواقع هذه الشركات والبنوك بصورة خاصة.
والتساؤل الكبير في هذا السياق هو اين تذهب كل هذه الارباح ، مع التأكيد على توزيع قسم منها على المساهمين ولكن اين الاستثمارات الاقتصادية والاجتماعية ومجالات التطوير والبناء والتقدم ، مع الاعتراف بأن هناك مؤسسات تستثمر وتحاول التطوير ، ولكن بصورة بسيطة بصفة عامة ، وتضاعف ارصدة كبار المساهمين واصحاب هذه المؤسسات في الوقت نفسه .. !!