ما هو اليسار المطلوب

thumb.jpg
حجم الخط

بقلم محسن ابو رمضان

 

 

 ترنو فصائل اليسار في فلسطين  للحنين للماضي الذي يتضمن التراث الكفاحي  والادبيات  الثورية  .

ولكن اليسار وفصائله بحاجة الي وقفة تقييمية ونقدية   عبر الإجابة علي تساؤل يكمن بأسباب التراجع والانكفاء والانحسار وأسباب تقدم القوي الأخرى التي لا تتبني الفكر الاشتراكي. 

تكمن مشكلة اليسار الفلسطيني بعدم مواكبة حركة العصر والاكتفاء بالإنجازات التاريخية وعدم المراكمة  عليها وعدم إجراء تغير بالهوية الايدولوجية التي يجب أن تبتعد عن التكلس والجمود العقائدي.

هناك بعض من اليساريين مازالوا يعيشوا زمن الاتحاد السوفيتي والحرب الباردة  ومفاهيم دكتاتورية البرولوريتاريا وكل السلطة للسوفيتات والتخطيط المركزي للاقتصاد وغيرها من المفاهيم التي تجاوزتها حركة العصر. 

ان الارباك الفكري والسياسي لليسار قاد لانزياحه مرة لقوي الحكم المركزي ومرة لقوي الإسلام السياسي .

المرة الاولي لأسباب ايديولوجية لها  علاقة بالحريات  والثانية لأسباب سياسية .

فقد اليسار هويته ففقد استقلاليته. 

وهذا ما يفسر تراجعه بالهيئات والمؤسسات التمثيلية سواء كانت بلديات او مجالس طلبة او نقابات والتي كان آخرها انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت  .

كان لزوما لليسار ان يقوم بمراجعة تعمل علي تعريب الفكر الاشتراكي ويعمل علي تشخيص المرحلة بوصفها مرحلة تحرر وطني ديمقراطي ويستخدم كل وسائل الكفاح المشروعة وخاصة ذات المجال الشعبي لتعزيز مكانته وطنيا وجماهيريا.

بالضرورة ان ينتمي اليسار لفكرة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وان لا يساوم بذلك .

ان سمة اليسار تاريخيا في فلسطين كانت تتميز بالمزج بين الأبعاد الوطنية والديمقراطية والحقوقية وذات العلاقة بالعدالة الاجتماعية .

ان الدفاع عن حقوق العمال والمزارعين والموظفين الصغار  والطبقة الوسطي من أهم مميزات اليسار الذي تراجع كثيرا بالحالة الفلسطينية .

ان اليسار حاجة موضوعية ولا تكتمل الحالة والمعادلة الوطنية بدون ان يكون أليسار احد مكوناته ولكن حتي يتحقق ذلك يجب أن يكون اليسار يساريا بهوية واضحة دون الانحياز لهذا الطرف او ذاك ولكن من الممكن أن يتقاطع بالقواسم المشتركة سواء ذات الطابع الوطني او الديمقراطي او الاجتماعي .