هارتس : العربي الصهيوني هو عربي عميل

ليفي.jpeg
حجم الخط

بقلم: جدعون ليفي

 

 


العربي الإسرائيلي الذي ينضم إلى حزب صهيوني هو حسب التعريف عربي صهيوني. عربي صهيوني حسب التعريف هو عميل. لا توجد طريقة أخرى لوصف محاولة فلسطينيين إسرائيليين الاندماج السياسي في الأحزاب الصهيونية وبناء حياة سياسية لهم فيها. مكانهم ليس هناك بأي شكل من الأشكال. الانتهازيون أو الساذجون هم فقط الذين ما زالوا يحاولون. هذا دائما انتهى بالبكاء. ربما كيهودي محاكمتهم هي أمر إشكالي، من الصعب وضع انفسنا مكانهم. ربما لا يمكن عدم رؤية ذلك.
الآن، هذا هو رثاء غيداء ريناوي الزعبي. صحيح أنها في البداية فكرت بالانضمام لـ»بلد»، لكنها في النهاية هبطت في «ميرتس». هذا انتهى بخيبة أمل للجميع. لقد كان يجب عليها معرفة ذلك من البداية. هذا ليس إساءة تقدير لها من نيتسان هوروفيتس كما احتجت، بل هذه هي صهيونية «ميرتس». صحيح أن عيساوي فريج يتلاعب بنجاح في «ميرتس»، أيضا ابتسام مراعنة تتلاعب بنجاح مشابه في حزب العمل. ولكن أيضا لحظة الحقيقة بالنسبة لهم ستأتي. هذا سينتهي بالكذب أو البكاء. في الهجوم القادم على غزة أو في الجنازة القادمة لصحافية فلسطينية هم سيسمعون تأييدا أو صمتا مخجلا لرؤساء أحزابهم ولن يتمكنوا من مواصلة ضبط النفس.
الأحزاب الصهيونية مهما تفاخرت بكونها يسارية إلا أنها تؤيد التفوق اليهودي. لا يمكن أن تكون صهيونيا وأن لا تؤيد ذلك. هذا هو جوهر الصهيونية. لا يمكن أن تكون عربيا نزيها وتوافق على ذلك. هذا خيانة لدورك، هذه عمالة مهينة أكثر من عمالة سيئي الحظ في المناطق المحتلة الذين يضطرون إلى الخضوع للابتزاز من «الشاباك». عند عرب إسرائيل هذا اختيار حر ولذلك هو اكثر خطورة.
تاريخ هذه المحاولات محرج ومخجل. إذا كان في البداية يمكن أن نفهم بأن محاولة الاندماج نتيجة الصدمة التي أصابت بقايا اللجوء فسرعان ما تبدلت هذه الصدمة بالانتهازية.
سيف الدين الزعبي تطوع في «الهاغاناة» واصبح عضو كنيست مدة 20 سنة. القوائم التي تنافس فيها كانت أحزاب دمى لـ»مباي»، بالضبط مثله. في جيبه حمل بطاقة طبعها لنفسه كتب فيها بأنه مرشح لجائزة نوبل للسلام، لكن حياته المهنية كانت اقل احتراما. أيضا شمعون بيريس اعتاد في أواخر السبعينيات على الطلب في أن يأتي عرب يرتدون الكوفية إلى لقاءاته مع سياسيين من الاشتراكية الدولية. هذا ترك انطباعا على الأجانب. وهذا لم يضف أي احترام لحزب العمل أو من يرتدون الكوفية.
هذا لم ينته هنا. فكنيست تلو أخرى، يزين تقريبا كل قوائمها، بما في ذلك «إسرائيل بيتنا» و»الليكود»، العرب. معظم هذه الشخصيات يتبين أنها كاريكاتورات بائسة. وليس بالصدفة أن أعضاء الكنيست العرب الأكثر تأثيرا، ومثلهم كثيرون، يوجدون دائما في الجانب غير الصهيوني من الكنيست، من اميل حبيبي وتوفيق طوبي وتوفيق زياد وعزمي بشارة (الذي فشل) ومرورا بأحمد الطيبي الذي برز مؤخرا بشكل خاص وانتهاء بعايدة سليمان وايمن عودة، الأكثر إثارة للانطباع من بين المنتخبين، من افضل أعضاء الكنيست، أكثر من معظم نظرائهم اليهود. يصعب التفكير بأعضاء كنيست عرب صهاينة كثيرين وصلوا إلى مستواهم.
التناقض بنيوي ولا توجد أي طريقة لجسره رغم جميع المحاولات. العرب، الآن، الذين ينضمون لأحزاب اليمين ليسوا اكثر من مهرجين مهانين؛ الذين ينضمون لليسار الصهيوني لا يعرفون الجين الحقيقي له. من «مبام» و»ميرتس» مرورا بالعمل على أجيالها وانتهاء بأحزاب الوسط، جميعها لم تتخل في أي يوم عن رؤية تفوق اليهود على العرب كنهج حياة وتقديس الجيش وعبادته كقيمة عليا. أيضا عندما يتحدثون هناك بصوت عال عن المساواة والعدل والسلام فربما حتى يقصدون ذلك. يبقى سقف الزجاج للصهيونية وهذا السقف هم لن يحطموه في أي يوم. تحت هذا السقف لا يوجد أي مكان للعرب.
ريناوي زعبي سيتم نسيانها بسرعة، في شنغهاي أو في نوف هجليل. ولكن عبرة حياتها السياسية القصيرة يجب على عرب إسرائيل استيعابها، إما صهيونية أو استقامة.

عن «هآرتس»