تكون البداية الإيجابية لكل عام جديد عندما نضع أنفسنا في مواجهة صريحة مع الذات نقيم فيها أنفسنا وعلاقاتنا سواء بخالقنا أو علاقاتنا الاجتماعية المختلفة مع شريك حياتنا وأبنائنا وأهلنا وأصدقائنا وزملائنا في العمل وجيراننا وكل من تربطنا بهم علاقة ولو كانت رسمية.
قبل هذا العام ندعوك من خلال بعض النصائح التي توجهها إليك المستشارة الأسرية ياسمين التميمي لتقييم علاقاتك بشكل حيادي ومواجهة نفسك بسؤال صريح حول علاقاتك: هل أعيش بمبدأ أنكسر أنا والعلاقة تدوم؟
النساء في علاقاتهن ينقسمن إلى قسمين كما يلي:
القسم الأول: أنكسر أنا لكي لا أشعر بالذنب من انكسار الطرف الآخر، فهو متعلق بي ويحبني ولا يستطيع العيش بدوني، وأنا أرى مصلحتي ومستقبلي في مكان آخر بعيداً عنه، ولكنني لن أستطيع تركه فقد يموت أو يمرض وتتوقف حياته.
القسم الثاني: أنكسر أنا؛ لأنني لا أستطيع العيش بدون هذه العلاقة، فلا أرى حياتي بدون هذا الشخص، ولا أستطيع العيش بدونه، ولن أكون سعيدة وهو بعيد عني، ولن أجد مثله، لذلك سأتحمل أي شيء مهما كان وأتنازل عن كل شيء وأنكسر وأقبل بذلك فقط لأعيش مع هذا الشخص، فأنا أضعف من أن أتركه .
والحقيقة أن القسمين يعيشان في علاقتهما دور التضحية، وتمر بهما الأعوام عاماً بعد عام دون تقدم يذكر سوى تقديم المزيد من التنازلات والتضحية.
واجهي نفسك بما يلي:
هل تتنازلين عن مخططاتك ومستقبلك وتتنازلين عن سعادتك؟ هل تتنازلين عن كرامتك وقيمك وحقوقك وفي أوقات كثيرة عن إنسانيتك فقط لتحافظي على تلك العلاقة وتبقيها في حياتك، فتنكسري أنت وتعيش العلاقة؟
تتألمين أنت لكي لا تنتهي العلاقة، فأنت ترين أنك لن تتحملي العواقب نهائياً، ولكن اعلمي جيداً بأنها لن تدوم لك، فهي هشة وأساسها ضعيف وأركانها بالية وأنت منكسرة ولا يوجد من يحميها وينميها، وسيأتي اليوم الذي تنكسر فيه تلك العلاقة، وقتها ستفيقين من غفلتك وتعيشين بمبدأ "أنا أولاً".
وتتحدث التميمي عن الحل لعلاقات ناجحة مع الذات والغير، حيث تقول: إنها ليست بأنانية بل بداية الحياة؛ لأن الله تعالى عندما أنزل القرآن الكريم فإنه يخاطبك أنت أولاً (افعل - اسمع - صلِّ - اذهب - لا تفعل - انتبه - احذر ... الخ) وكلها أوامر تخاطبك أنت قبل أي شيء، أي أنت أولاً، ثم يأتي من بعدك، لذلك عيشي بمبدأ ينكسر ما ينكسر مادام يستحق الانكسار، فأنا بخير ولن أنكسر من أجل أي مخلوق وأي علاقة تؤذيني، وقولي كفى للمزيد من العلاقات التي تأكل من حياتك.
وتضيف: وليكن حديثك وواقعك مع شركائك في علاقاتك المختلفة كالتالي: أهلاً وسهلاً بك في حياتي سأنمي علاقتي بك وسأسقيها بكل خير، ولكن لن أكسر نفسي لأجلك، أنا سأكون قوية أولاً لأجل نفسي، وإذا كنت حقاً تريد أن أبقى في حياتك، فلا تنتظر مني أن أكسر نفسي لأحافظ عليك؛ لأنني بكل حزم سأختار نفسي أولاً وأبدأ عامي الجديد قوية واثقة.