يديعوت : رسالة التصفية: إيران ملعب الألعاب الخطيرة لعملاء إسرائيل

سمدار بيري.jpg
حجم الخط

بقلم: سمدار بيري

 

 


وفقا لكل المؤشرات، العقيد حسين صياد خدائي لم يقدر، وعلى ما يبدو لم يخشَ في أسوأ أحلامه من أن يكون على بؤرة استهداف أحد ما. بالنسبة له، بخلاف الآخرين لم ترفق به حراسة. وصل امس الى بيته في شارع يحمل اسم رمزي جداً "مجاهدي الاسلام" – اولئك الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الدين الإسلامي (الجناح الشيعي بالطبع) ضد الكفار – وفي لحظة واحدة، ودون مؤشرات مسبقة، أصبح هو نفسه مجاهداً، حين أطلق رجلان يركبان دراجة نارية نحوه خمس رصاصات من مسدس مزود بكاتم صوت.
استغرق وقتاً آخر الى أن اكتشفت طهران الرسمية التصفية وتنكرت للتقارير الأولية التي جاء فيها ان خدائي صُفي بسبب حسابات داخلية في منظمة الحرس الثوري. يتبين أنه في الغرف المغلقة، الى جانب اذن الحاكم خامينئي تجري صراعات قوى وحروب داخلية. من يتابع ما يجري يعرف القصة عن الاضطراب الذي يسعى خامينئي لأن يهدئه.
التصفية أمس استثنائية بالتأكيد: أولا وقبل كل شيء لأن الحدث تم في وضح النهار، في الرابعة عصراً، وليس في الظلام. ثنائي الدراجة اللذان استعانا بمساعدين لضمان خلو المنطقة، لم يترددا في الانتظار، الاقتراب، فتح النار والهرب – دون ترك آثار.
وحقيقة اخرى، لا تقل إثارة للاهتمام: بخلاف تصفية المسؤولين في شبكة النووي الايراني، وعلى رأسهم قاسم سليماني، البروفيسور محسن فخري زادا وابو محمد المصري، فان تصفية امس لا ترتبط بالبرنامج النووي. باستثناء حقيقة أن خدائي كان مساعد سليماني في سنوات سابقة وتعلم على يده. في منصبه الكبير في سورية إذ يحرص على البقاء في الظل، ركز خضيري على عمليات الارهاب ضد اهداف اسرائيلية في افريقيا وجنوب اميركا، وعلى ارساليات السلاح من طهران الى حزب الله في لبنان. وبقدر ما هو معروف، فان البرامج النووية تعود لجناح آخر، محلي وخدائي اهتم "فقط" بالعمليات خارج ايران كمسؤول كبير في الوحدة النخبوية لقوة القدس.
هذا يسير دوماً معاً: تتم تصفية شخصية ايرانية بارزة والسلطات تعلن عن كشف خلية ارهاب او شبكة تجسس لعملاء استخبارات اسرائيليين. هكذا كان امس ايضا. بزعم الناطق بلسان الحرس الثوري، فقد القي القبض على اعضاء الخلية ويخضعون للتحقيق واعترفوا منذ الآن بأنهم مرتزقة لدى احدى اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية.
اسرائيل على وعي برفع التأهب في سفارات اسرائيل في الخارج. كما اوضحت ايران امس بأنه اذا تبين بان نية اسرائيل هي المس بشخصيات ايرانية اخرى فسيكون الرد قاسياً "وغير متوقع". ماذا يعني هذا؟ ان اسرائيل ليس فقط لن تخفض ترتيبات الحراسة المشددة حول ممثليات رسمية ومؤسسات اسرائيلية بل ستشددها. من الآن فصاعداً سيكون من الاصعب الاقتراب او الدخول الى احدى هذه المؤسسات. وكما ألمح امس احد المتحدثين باسم النظام في طهران: "اسرائيل تلعب بالنار ونحن سنرد بنار مضاعفة، من جهة غير متوقعة".
من المهم أن نذكر هنا: تصفية علماء النووي ومدراء البرامج النووية في طهران لم تؤد حتى اليوم الى وقف الخطوات. لكل عالم، حتى لو كان خبيرا استثنائيا، سيوجد على الفور بديل في طهران. البرامج النووية لن تتوقف بسبب التصفيات. هكذا ايضا الأعمال من داخل سورية والتي ادت الى تصفية أمس. معقول الافتراض بأن للراحل نائباً او أنهم ينظرون في طهران الآن من سيكون الرسول الإيراني التالي في سورية.
اذا كانت إسرائيل بالفعل تقف خلف هذه التصفيات، معقول الافتراض بأنها تستهدف ان تري اذرع الامن والاستخبارات الأعلى في إيران بان العيون الإسرائيلية توجد في كل زاوية وان ايران ستصبح ملعب الألعاب الخطيرة لعملاء إسرائيل.
عن "يديعوت أحرونوت"