يديعوت أحرونوت": يارة بايدن لإسرائيل والسعودية: النفط و«التطبيع»

نحاف شرغاي.jpeg
حجم الخط

بقلم: نداف شرغاي

 



زيارة الرئيس بايدن إلى إسرائيل كان يفترض أن تكون احتفالاً للضيف والمضيفين. المضيفون - حكومة بينيت لبيد – كان يفترض أن يحصلوا على عناق رئاسي حميم على تجربة ديمقراطية مشوقة، عناق بين اليمين، الوسط واليسار.
في واشنطن صُنف من حلوا محل نتنياهو كمؤسسي الائتلاف الأكثر تنوعاً في تاريخ دولة إسرائيل، حكم براغماتي لا مثيل له، رد أصيل على الشعبوية القومية.
وكان التصنيف ألمعياً. أما المشكلة بالطبع فكانت في الواقع السياسي: ذاك الذي يتحرك بين شيكلي، أورباخ، سيلمان، عباس والزعبي.
قبل بضعة أشهر كنت في واشنطن، واضطررت لأن أروي لمحادثي أنه بينما يبدو المفهوم لامعاً، فإن الواقع غامق ومتعثر أساساً: فرص بقاء الائتلاف ليست عالية. شعرت بأن بعضهم كانوا يشكون. فالأميركيون معتادون على أن يتغير الرئيس مرة كل أربع سنوات، دائماً. صعب على بعضهم أن يستوعب معنى ساحة سياسية تتحدث عن أشهر أو أسابيع. وأحياناً ساعات.
لواشنطن أيضاً مصلحة في الزيارة. فالرئيس سيتلقى استقبالاً محباً معجباً. وهذا سيعني أن المفاوضات مع إيران ليس خيانة لحليف قريب وأن بايدن لا يزال قريباً من قيم مصوتي الوسط في الولايات المتحدة أولئك الذين سيحسمون الانتخابات الوسطى.
مفهوم الزيارة خطط لأن يكون عاطفياً، مليئاً بالرموز التي تجسد الالتزام الشخصي من الرئيس نحو إسرائيل – والحلف بين الدولتين بشكل عام.
إضافة إلى ذلك بالتوازي فإن زيارة إلى القدس ستساعد الكونغرس في واشنطن لأن يبتلع علاجاً مريراً: لقاء محتمل بين الرئيس وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الرجل الذي يعد منبوذاً في الخارطة السياسية الغربية بسبب المنشورات عن دوره في قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
في الغرب يأخذون الانطباع بأن MBS (محمد بن سلمان) "متوازن، ويفكر استراتيجياً"، إذا ما اقتبسنا مصدراً إسرائيلياً ما "وهو مستعد عند الحاجة لأن يأخذ الدفة في دولة رسمية".  ولكن منذ أن بدؤوا في واشنطن الحديث عن زيارة بايدن، تدفقت مياه كثيرة في "صناعة الصورة".
الوضع الأمني في إسرائيل تدهور مؤخراً. يبدي الائتلاف ميول تفكك والإدارة لا تحب عدم اليقين.
ألحق مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة في جنين وأساساً السلوك الشرطي الوحشي في جنازتها ضرراً جسيماً في صورة الحكومة بين الديمقراطيين. وصحيح حتى أمس فإن زيارة بايدن لا تزال سارية المفعول ولكن أحداً لن يتفاجأ إذا ما "تأجلت".
من جهة أخرى، في هذه الأثناء، نشأ للأميركيين حافز قوي على نحو خاص للوصول إلى المنطقة.
فإذا كانت القدس بؤرة الوصول إلى الشرق الأوسط، حين بدؤوا يفكرون بزيارة إلى المنطقة انتقل الوزن إلى الرياض. فاستمرار الحرب في أوكرانيا والمعركة الروسية التي رفعت أسعار النفط والغاز تجبي أثماناً جسيمة في الغرب وكذا من المستهلك الأميركي. الصيف في بدايته لكن إدارة بايدن يجب أن تفكر بالشتاء؛ وهي ملزمة بأن تحاول زيادة إنتاج النفط من الخليج وأساساً من السعودية كي تؤدي إلى اعتدال الأسعار في الولايات المتحدة ووقف التضخم المالي.
السعوديون، من جهتهم، بحاجة إلى دعم أميركي عسكري وبخاصة إذا ما نفذ الاتفاق مع إيران، إعطاء شرعية متجددة لولي العهد وللحكم بشكل عام.
وعلم أمس أن ولي العهد السعودي يخطط في غضون بضعة أسابيع لرحلة في عدة دول، كلها حول إسرائيل: اليونان، تركيا، قبرص، الأردن، مصر. وستعنى محادثاته بـ "التجارة والطاقة".
في الشرق الأوسط توجد أحاديث عن أن السعوديين كفيلون بأن يرغبوا في أن ينتظروا الإدارة التالية التي يحتمل أن يكون فيها مرة أخرى دونالد ترامب. فمعه يتدبرون أمورهم جيداً.
من جهة أخرى لماذا سيرغبون في عمل ذلك؟ فتلقي شهادة حسن سلوك من رئيس ديمقراطي لن يمنع إمكانية علاقات فضلى مع رئيس جمهوري. العكس هو الصحيح "يمكنهم بسهولة أن يستفيدوا من الطرفين"، على حد تعبير موظف في الغرب.
بالتوازي كانت أيضاً تقارير عن التحسن في العلاقات غير الرسمية بين السعوديين والإسرائيليين. فمحافل إسرائيلية وأميركية توضح أن المملكة غير مستعدة للتطبيع الكامل ولاتفاقات سلام على شاكلة اتحاد الإمارات، لكن يوجد ما يمكن الحديث فيه عن "إنجازات أكثر تواضعاً من التطبيع".
غني عن القول إن كل خطوة تطبيع كهذه، مهما كانت متواضعة هي ذات معنى إقليمي – ومهم سياسياً لحكومة بينيت لبيد.
إذن ما هو السيناريو المتفائل بالنسبة للقدس ولواشنطن أيضاً؟ زيارة عاطفية ورمزية لبايدن في إسرائيل بعدها يتفق مع السعوديين على زيادة إنتاج الطاقة ويحصلون هم على التزام متجدد بأمنهم وبالتوازي أيضا يبدؤون في التقدم علناً – وإن كان بشكل متواضع جداً – نحو التطبيع مع إسرائيل.
المشكلة بالطبع هي أننا نتعاطى مع الشرق الأوسط: المفاجأة هي فقط عندما لا تكون مفاجأة. حتى قبل كل تطور إيجابي توجد أزمة سياسية، موجة إرهاب وعلى سبيل التنوع مسيرة أعلام أيضاً.
عن "يديعوت أحرونوت"