معتز صافي الفنان والمدرب والناشط الشبابي الذي يسكن مخيم البريج وسط قطاع غزة الذي استطاع ان يجتهد ويتعب ويتحمل ويصبر من اجل بناء نفسه والاحتراف في مجال التدريب الشبابي بافكار وابداعات مختلفة عن التدريب الروتيني داخل القاعات المغلقة بالرغم من كل المشاكل والصعوبات التي واجهته في بداية حياته والتي اهمها الاصابة الخطيرة الذي تعرض لها في الانتفاضة السابقة والتي كادت ان تفقده حياته ووفاة والده الذي ترك له حملا تقيلا في تربية باقى اخوانه والمساهمة في مصروف البيت
هذا الشاب الوسيم تمكن بارادته وعزيمته وشجاعته وإبداعاته ان يحقق نجاحات في كثير من المجالات خاصة في مجال التدريب وليكون قدوة لكل شاب طموح في الوصول الى هدفه المنشود
ففي عام 1993م كان معتز طفلاً من عشاق من يقارعون جنود الاحتلال ، حيث ان الانتفاضة الاولى حيث كان عمره وقتها لم يتجاوز الثماني سنوات كان صدره صغيراً جداً لكي يتسع لرصاصة جندي حاقد وهي تسكن داخله ومازالت تكبر معه شاهدة على عشقه للوطن وتذكار يوثق مرحلة طفولته التي تختلف عن أي طفولة في العالم .
على مدخل مخيم البريج الصامد كانت معسكرات الجيش تلتهم كل حدود المخيم وبالقرب منها كان بيته الشاهد على المواجهات والاحداث يومياً وعلى خطوات قذرة لجنود الاحتلال ليلاً ونهاراً جندياً لم يكن اطول منه إلا قليلاً استفزته حجارته الصغيرة من مسافة قريبة فرد عليها بعده طلقات كان له نصيب واحدة منها .
و كان معتز يرتدي قميصا مرسوما عليه القدس وفوقها عبارة ( القدس تبكي ) وفي وسط الكلمة كانت الرصاصة وقرر رغم الألم بأنه لن يسقط ارضا لهذا رغم أصابته ذهب للبيت خائفاً ، وحين وصل قال فجأة لأهل البيت لقد أصبت رصاصة في صدري ، ففزعوا وصرخوا جميعاً في اتجاهه للكشف عن مكان اصابته وايقنوا انها كانت خطيرة وثم نقله فوراً الى المستشفى. طوال الوقت وهو يفكر أنه لم يسقط. ولم يهزم امام جندي يريد دوماً ان يفرح بسقوط من يطلق عليه الرصاص ، اجتمع الاطباء وقرروا عدم إخراج الرصاصة لأنها في موقع حساس وهو القلب .وفي نفس اليوم والمطر يعزف لحن الصمود والانتفاضة والبرد رغم قسوته ،لم يبرد سخونة الوضع ولا جراحه ولا جراح المجروحين وانتهى المشهد بموازاة الأهل والاصحاب والجيران التي لم تنتهي والا وقد خرج من جديد وقد درس امكانية العودة من جديد لكي يستفز الاحتلال ويبحث عن جندي قزم يطلق عليه الرصاص ولكي يخبره أنه لم يسقط كما أراد ولم يهزم .
قليلة هي السنون تمر كمثل البرق في ليلة ماطرة تمر كشعاع الشمس في نوافذها قليلة في أوقاتها ليست بعيدة ،لتبدأ اخرى في عام 2000 انتفاضة الاقصى .ثمانية سنوات فوق عمره ليصبح سته عشر سنة ومازال يقاوم الاحتلال لكن هذه المرة دون والده الذي توفي حزناً على أخيه الذي اصيب في مقاطعة رام الله أثناء أحداث عام 2002 ، شعور قاسي جدا ومؤلم حين رأى والده يموت أمامه فجأة تشابهت المشاهد والصور صدفة يسقط المطر لحظة موت أبيه عندما خرج يطرق أبواب الجيران ويصرخ أبي مات أبي مات ، وقتها قد عرف معنى السقوط حزناً على أبيه وبعدها بأيام بدأ مشوار الاعتماد على النفس واثبات الذات، بضع شهور يصبح التحدي اكبر ففي اهم مرحلة من حياته وهي الثانوية العامة حيث أصبح يدرس ويعمل في نفس الوقت لكي يثبت ذاته في تحمل مسئوليته ومسئولية عائلته فكان يدرس على انارة الطرقات والاعمدة في مكان عمله ليلاً ويستيقظ صباحاً للعمل قبل الذهاب إلى الامتحانات النهائية وفي عام يسوده المشقة والعذاب نجح وبدأ يفكر في حلماً لم يتحقق هي الدراسة في جامعة بيرزيت حيث تم قبوله هناك وبسبب الانتفاضة لم يتمكن من الالتحاق حينها اجهض حلمه وفي عام 2003 دخل جامعة محلية ونفس العذاب حيث الدراسة والعمل ولكن بشكل اكبر لكي يحقق متطلباته الدراسية ومتطلبات عائلته وكان له دوراً فاعلاً في جامعته وأحد المسئولين عن النشاطات الفنية والوطنية داخل الجامعة بالإضافة الى ذلك كان مساعد للطلاب قدر الامكان حيث لا يمروا بما مر به من معاناة وعذاب .
فحصل على عدة مناصب عديدة أهمها : مسئول اللجنة الفنية التي كانت لها الدور الكبير في ابراز موهبته في التمثيل والشعر الثوري وتأليف الأغاني الوطنية فاصبح ينمي موهبته بأفكار ابداعية متميزة مع إصدار ديوانه الأول في الشعر بعنوان ( بكاء القلب ) الذي أسهم في شهرته اذاعياً وتلفزيونياً وكان له الدور الأبرز في مجال حقوق الإنسان والتنمية البشرية إلا أن أصبح مدرباً في مجال حقوق الإنسان والتنمية البشرية وكان له مقالات عديدة وأبيات شعر جميلة وفي نفس العام تخرج من جامعته من تخصص علم النفس التربوي ليبدأ مشواره التربوي في التدريب وأصبح يتقن تصميم البرامج التدريبية في مجال التنمية البشرية بأفكار غير تقليدية وإبداعية ، ويهدف الى تغيير طابع التدريب في غزة وبعدها بفترة وجيزة قرر أن يدرس تخصص آخر وهو التعليم الأساسي وتخرج منه في عام 2011 وبعد ان انهى دراسته الجامعية تولى مهامه في الجمعيات على أساس مساعدة العائلات الفقيرة والمحتاجة وبعد انتهائه من هذا العمل جاء النجاح الاكبر في مجال التدريب وكان ابرزها برنامج شغلك بأيدك ونجحت فكرته لأنه يؤمن بالأبداع ولهذا حاز على لقب صاحب الافكار الغريبة والمبدعة. وبعد هذا النجاح تم تعيينه كمدير برامج التنمية البشرية والتي أعلن عن انطلاق هذه المؤسسة في اثناء لقائه عبر قناة الكتاب الفضائية في برنامج صباح الكتاب والحديث، ومن خلال هذه المؤسسة نظم عدة دورات جديدة منها ساعة تنمية وكان له التدريب المتنقل في ملتقى القصة المجنونة وصولاً إلى طرح الفكرة الاضخم في فلسطين واختراع جديد اسموه التدريب البرمائي أو السياحي من مراكز ومدربين أو شخصيات وصحافة وادباء ومثقفين وحتى دول عربية الجزائر وتونس والمغرب وغيرها، ووصله العديد من البرقيات تبارك هذا العمل وقرروا أن يعيدوا هذه التجربة في الدول .وسيعملون عليها هذا البرنامج كان في عرض البحر بميناء غزة على بعد 2000متر