يجب وقف هذه الهستيريا. مثل أي عاصمة في العالم، في القدس أيضا هناك مسيرات كثيرة يشارك فيها عدد كبير من الأشخاص. الرقص بالأعلام هو إحدى هذه المسيرات الجميلة والقديمة.
عشرات الآلاف من أبناء وبنات الصهيونية الدينية يرتدون القمصان البيضاء في العادة ويسيرون في شوارع المدينة المركزية، وهي المدينة التي صلى من أجلها عشرات الأجيال. ما هو السيئ في ذلك، بل العكس.
الوحيدون الذين يزعجهم الأمر هم بقايا أبناء الأمة العربية الذين ما زالوا يحلمون بمحو الدولة اليهودية.
معظمهم يعيشون في دولة إسرائيل وهم يرفضون التسليم بسيطرتنا عليها. لذلك، هم يصفون المسيرة الجميلة بأنها مسيرة استفزاز وتحرش.
للأسف، هناك الكثير من الإسرائيليين يقعون في هذا الشرك. فبدلا من رفض ذلك بالقول والفعل، هم يستسلمون. والأدهى من ذلك هو أن المستوى السياسي يتناقش مع الدول الأجنبية حول تفاصيل ومسار المسيرة، ما لا يمكن استيعابه.
هل من المنطق أن تطلب دولة الإذن من جيرانها من أجل إجراء مسيرة في عاصمتها؟ هل يقوم الأردن ومصر وقطر بإبلاغ إسرائيل حول الأحداث الجماهيرية التي تقوم بها؟ هل في لندن وباريس أو مدريد يحصلون على الإذن المسبق من واشنطن على إجراء المسيرات أو الاحتفالات؟. المكان الذي وصلنا إليه في موضوع مسيرة الأعلام غريب وهستيري. وهو ضار أيضا.
في السنة الماضية ارتدع نتنياهو عن تهديد حماس وقرر عدم مرور المسيرة من منطقة باب العامود. ولكن بعد ساعتين تعرضنا لهجوم بالصواريخ على القدس. أي أنه تبين مجددا أن الخضوع للإرهاب حقق هدفا معاكسا.
لذلك، حان الوقت لإدخال بعض العقلانية إلى هذه الفوضى. لا يوجد أي حق لأي جهة أجنبية، شرعية أو إرهابية، بأن تتدخل في ما يحدث في عاصمة إسرائيل.
ومن غير المعقول أن تحدد لنا التهديدات أين نسير في بلادنا. لدينا الحق الكامل بحرية الحركة الآمنة في أي مكان في القدس، بما في ذلك في منطقة باب العامود.
هذا المنطق الصلب هو الطريقة الوحيدة لإعادة مارد العنف إلى القمقم.
هناك علاقة مباشرة بين حرف المسيرة عن باب العامود خوفاً من الإرهاب وبين مهاجمة الطواقم الطبية في المستشفيات. في الحالتين ترسل إسرائيل رسالة بأنها تخاف من العنف.
في ذكرى الميلاد الـ 55 لتوحيد القدس وعودتنا إلى الأماكن المقدسة يجب التذكير بأننا ما زلنا هنا.
المظليون دخلوا إلى البلدة القديمة من باب الأسباط. أبناؤهم وأحفادهم سيسيرون في إعقابهم وسيستمرون في الحركة التاريخية في جميع أرجاء القدس.
عن "يديعوت أحرونوت"