المشهد الغزي كله معاناة تتغير شدته يوما بعد يوم ضياعا وبطالة ومعاناة وقهرا وحصارا وجوعا ، كتب على غزة قدرا ، رغم كل هذه المعاناة ورغم تراكمية أربعة حروب خوضت دفاعا عن شعب وقدس ، إلا أنه لم يتم الاستفادة من تقيم ما سبق ، لم تكن الحرب يوما خيار شعب محتل بل كانت كرامة جوع ومواجهة محتل وكسر حصار ، فهل غزة كتب عليها دفاعا عن القدس خوض حرب جديدة ذات تكلفة مضاعفة إقتصاديا حياة دما ، فهل العاطفة الوطنية تحركنا نخوة ، أم أن حسابات الحرب تحتاج مراجعة .*
في زمن الحرب الروسية على أوكرانيا وتهديد الأمن الغذائي العالمي الذي تناقص لأكثر من 30% من المواد الغذائية وتراجع الدعم للسلطة وغزة باكثر من الثلث موازنة ، ووضع العالم أولويات له من سلاح وغذاء ومصالح وتحالفات وإستقطابات وتميز عنصري وتحرك قطبي وتفكير آني ، كان على غزة قبل الخوض في أي حرب دفاعا عن كرامة شعب وقدس وتهويد وحصار أن تفكر قليلا في هذه الأسئلة :
العالم اليوم يفكر في الأمن الغذائي توفيرا مع تأمين الطاقة والغاز ، نظرا لقلة المورد الأساسية العالمية، فقط أوجدت ازمة عالمية كبيرة حرب روسيا وأوكرانيا ،هددت أمن العالم الغذائي ، تقلصت فيه الطاقة والغاز وارتفعت أسعار المواد الغذائية أكثر من 30%، ناهيك عن النقص وتراجعت البورصات الدولية من مخاسر قدرت باكثر من نصف تريليون دولار .
وبحسب تقديرات برنامج الغذاء العالمي، يواجه نحو 49 مليون إنسان حول العالم مستويات خطيرة من الجوع، فيما ينام يوميًا حوالي 811 مليون إنسان حول العالم بدون عشاء وأزمة نقص الغذاء وموجات التضخم العالمية والتي كانت قد نجمت بالأساس عن عدد من العوامل المتضافرة، منها الآثار الاقتصادية التي خلّفها وباء كورونا ،ومشاكل تتعلق بسلاسل الإمداد، والبطالة، والنقل، وأزمة تغير المناخ وتأثيرها على الإنتاج؛ وارتفاع تكلفة الطاقة، وتفشي الصراعات حول العالم.
هل العالم المنافق المتآمر سيفكر بغزة دعما إعلاما كما يتعامل مع أوكرانيا وسيركز على معاناة الأقصى وغزة ؟
هل الدعم لإعمار غزة لما لحق من حروب تراكمية سيقدم وسيحشد له كما سبق ؟
هل غزة تملك مالا لسد جوع ونزوح وايجار، من فقد بيته من ويلات نتاج الحرب هذه على غزة ؟
هل حرب غزة ستحقق هدفها بمنع ما يحصل في القدس التى ستخوض الحرب من أجلها كرامة ؟
هل الإقليم العربي جاهز للوقوف مع غزة ؟
هل إقليم الممانعة والمقاومة سيحارب معها إن توسعت الحرب شدة؟
هل غزة جاهزة لحرب الآن في ظل الوضع الإنساني لها والجوع والبطالة والفقر والحصار وبطء الاعمار ؟
هل حرب غزة تحقق أفضل من عمليات في شهر خوضت في الضفة وتكلفتها أفضل من حروب غزة الأربعة الأخيرة ؟
هل القضية موقف أم حكمة عقل ؟
هل السلطة في وضعها المتدحرج ماليا واقتصاديا وقروضا ستستطيع الدفع لغزة ودعم ومساندة ماليا ؟
هل العرب جاهزون للتدخل دعما وقد سبق أن تركوا الأونروا في مأزق مالي خطير متذبذب ؟
هل نتاج الحرب هذه ستكون كما سبق جولة أم مختلفة دمارا وعمرا ؟
هل قرار الرد من غزة على إقتحامات الأقصى ومسيرات الأعلام هو قرار إستراتيجي متقدم ؟
*إن كانت لي نصيحة عدم الدخول في الحرب ولا الرد من غزة ، فالضفة مفتوحة الرد والرسالة والموجعة أكثر وغير المكلفة مقارنة بحرب مع غزة,فالتغيرات التى تحدث في العالم و الإقليم و الضفة عنصر مهم للانتظار ، وترك مساحة للضفة لتتحرك بما أوتيت من غير تدخل غزة بصواريخها .*